وسائل الثبات على طاعة الله
2012-07-01 12:45:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكر جميع من يساهم في هذا الموقع لتقويم سير شباب هذه الأمة, وتوجيههم إلى طريق الله والجنة بإذن الله تعالى.
استشارتي هي أني شاب ملتزم -والحمدلله-, وأحافظ على الصلوات والنوافل, وأحفظ القرآن الكريم والحمد لله, وهذا من فضل الله, وأحمد الله على هذا الفضل.
فكيف أحافظ على هذا الالتزام في زمن كثرت فيه الفتن والمغريات, وأصبحت طريقا سهلا جدا؟ وكيف أتغلب على فتنة النساء؟ الحمد لله لدي زمرة صالحة وذلك من نعم الله, وأيضا أريد منكم طريقة أحافظ بها على مراجعة القرآن, واستمر فيها على الحفظ, أنا أحفظ من القرآن الكريم 10 أجزاء, وقد توقفت عن الحفظ بسبب أني اكتشفت أني مصاب بمرض انفصال الشبكية, فاضطررت أن أتوقف عن الحفظ, وفوق هذا توقفت عن المراجعة ما يقارب 5 شهور بسبب الأحداث التي حصلت في البلاد.
رجعت الآن والحمد لله أراجع فقط, وسأبدأ الحفظ بعد العلمية بإذن الله تعالى, وأسأل أن تكون ناجحة, وأريد طريقة تسهل علي الحفظ والمراجعة والموازنة بينهما, وأكون حافظا للقرآن الكريم, وجزاكم الله خير الجزاء, وأعتذر للإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أسعدتنا ابننا الكريم وأفرحتنا بهذه الهمة العالية, وبهذه الرغبة في الخير, فمرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن يكونوا في خدمة الشباب الطامح من أمثالك, نسأل الله تعالى أن يعينك على علو هذه الهمة, وأن يثبتك على الخير، ونبشرك بأنك ولله الحمد على خير, خاصة بعد أن اعترفت بنعم الله عليك, فإن الإنسان إذا وفقه الله تعالى ينبغي أن يتذكر نعمة الله عليه, فلو وكلنا إلى أنفسنا لما أستطعنا أن نقدم لها خيرا, أو نثبت على خير, ولكن كل ذلك محض توفيق من الله تعالى, وقد عرفت طريق الخير فتوجه إلى من بيده الخير, هو ولي ذلك والقادر عليه.
وحقيقة نحن سعداء بهذا الذي حصلت عليه من الحفظ والالتزام ومن الرغبة في الخير, وندعوك إلى مواصلة هذا المشوار بالاستعانة بالله تعالى, ثم دائما مصاحبة الأخيار أصحاب الهمم العالية, ثم بوضع خطة مستقبلية, ووضع أهداف جميلة طموحة تكون في دائرة قدرتك واستطاعتك, وندعوك كذلك إلى أن تنظم وقتك, وإلى أن تحاول أن تجلس إلى مراكز علم فيها تعليم, حتى الذي يفقد بصره بالكلية يستطيع أن يتعلم كما لا يخفى على أمثالك, ونعتقد أن مراجعة القديم وتثبيت القديم أولوية قبل أن تنطلق بعد ذلك بحول الله وقوته إلى الأمام, ونتمنى أن توسع مداركك العلمية بتفسير القرآن وتدبره, وتعلم أمور العقيدة والفقه, والأمور التي يحتاجها المسلم.
إن المجتمعات بحاجة إلى أمثالك من الشباب الذين يحملون هذه الروح, ونسأل الله تعالى أن ينفع بك البلاد والعباد, وأن يلهمك السداد والرشاد, ونتمنى أن نسمع عنك كل الخير, ولا شك أن الطريقة التي تسهل عليك الحفظ والمراجعة هي تنظيم الوقت أولا بعد الاستعانة بالله تعالى, ثم بعد ذلك استخدام طريقة المراجعة, والاستفادة مما حفظت في الصلوات التي تؤديها من نوافل أو نحو ذلك, ثم بتعليم هذا الذي تعلمته, فإن العلم يزكو بالإنفاق, ويزيد بالإنفاق, ثم كذلك بمواصلة طريق الطاعة لله تعالى, فإن المعصية خذلان, وكان ابن مسعود يقول: كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم، وقديما قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نـــــــــــــــور ونـــــــــور الله لا يهدى لعاصي
وقبلها قال مالك للشافعي لما رأى عنده الألمعية والتميز والذكاء قال له: إني أرى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية.
ونحن كذلك نرى عليك نورا فلا تفسده بظلمة المعصية, واجتهد في كل أمر يرضي الله تعالى, وعليك كذلك كما قلنا أن تسترشد برأي المعلمين السابقين, والأساتذة المتخصصين حتى يبينوا لك الأمر الذي ينبغي أن يقدم, والأمر الذي ينبغي أن يؤخر, وتأخذ كل مهمة شرعية حجمها ووضعها المناسب من الناحية الشرعية.
استشارة الأساتذة من حولك والذين يعرفون ما عندك من قدرات قطعا هذا يقصر لك الطريق في الوصول إلى الدرر والثمار الطيبة اليانعة, ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد, ونتمنى أن نسمع عنك خيرا, وأن نرى اسمك في زمرة العلماء الكبار الفضلاء, ونسأل الله تعالى أيضا أن يديم عليك هذه النعم, وأرجوا أن تداوم التواصل مع موقعك فنحن بخدمة أمثالك, بل هذا شرف لنا, ونسأل الله لك التوفيق والسداد.