الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
واضح من رسالتك انها ابتدأت بأعراض جسمية من الدوخة والتعب الذي حصل بعد ممارسة رياضة تمارين كمال الأجسام، والحمد لله أنها تحسنت، ومن بعد ذلك بدأت الأعراض الأخرى، وتم التشخيص بالجرثومة المعدية، والتي قد تكون سبباً لبعض الأعراض، إلا أنه تم علاجها، وعادة ما يكون العلاج ناجحاً في أكثر من 90% من الحالات.
والأعراض التي تشكو منها الآن من أعراض نفسية، بالإضافة إلى أعراض لها ارتباط وثيق مع الحالة النفسية، وهي أعراض الانتفاخ والإسهال، وآلام البطن التي تتحسن مع التغوط، فهي أعراض القولون العصبي، وهي مرتبطة بشكل قوي مع الحالة النفسية للمريض، فتزداد مع القلق والتوتر، وتخف مع تحسن الحالة النفسية، وكذلك الأعراض الأخرى، والتي لم تظهر التحاليل أي تفسير لها، حيث إن التحاليل كانت طبيعية، وهي ضيق الصدر وضيق التنفس، والإنهاك.
لذا سأحيل الاستشارة لاستشاري الأمراض النفسية، وأرجو من الله أنه مع العلاج النفسي ستتحسن كل الأعراض التي تشكو منها.
++++++++++++++++++
انتهت إجابة المستشار/ د. محمد حمودة استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم تليها إجابة المستشار / د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
++++++++++++++++++
فكما تفضل الأخ الدكتور الأستاذ محمد حمودة بالإجابة على رسالتك، والتوضيح فيما يخص الجانب العضوي فيها، أنا أقول لك من الجانب النفسي: يظهر أن حالة الإنهاك الجسدي التي حدثت لديك بعد التمرين الشديد الذي كنت تقوم به هو نوع من الإجهاد النفسي، أي تحول الإجهاد الجسدي إلى إجهاد نفسي، وظهر ذلك في شكل قلق وتوترات ومخاوف ووساوس بسيطة، وهذا كله تأتى من استعدادك وقابليتك لأن تكون عرضة لمثل هذه الأعراض – أي أعراض القلق والمخاوف – وهذا ربما يكون مرتبطًا بالبناء النفسي لشخصيتك.
أرجو ألا تنزعج لهذه الأعراض، والذي أنصحك به هو أن تقوم بممارسة الرياضة بصورة خفيفة كرياضة المشي مثلاً، وتطبق أيضًا تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء؛ فهي جيدة جدًّا، ومعظم الرياضيين لديهم فكرة عن هذه التمارين، ويمكنك أن ترجع إلى استشارة رقم: (
2136015)، لمعرفة الكيفية التي تطبق بها هذه التمارين.
الأمر الآخر: دائمًا الأعراض النفسوجسدية المتعلقة بالقولون العصبي، من أفضل وسائل علاجها هي التجاهل التام لها، وعدم الإكثار من التردد على الأطباء.
بالنسبة للعلاج الدوائي: علاج أتيفان لا بأس به، لكن يُعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى التعود في بعض الأحيان، ولذا أقول لك: لا تُكثر من تناوله أبدًا، وهنالك أدوية بديلة جيدة ممتازة ومفيدة، وأسأل الله أن ينفعك بها، فأرجو أن تتحصل عليها، وإن شئت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أيضًا جيد جدًّا.
الأدوية التي نصفها في مثل هذه الحالات: عقار يعرف علميًا باسم (سيرترالين) ويعرف تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت)، والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
بجانب السيرترالين يوجد دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد) أود منك أيضًا أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا، تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه أدوية سليمة وفاعلة، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وبارك الله فيكَ، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.