أخوات زوجي يعاملنني بتكبر ويسخرون مني، فكيف أتعامل معهن؟
2012-07-04 19:12:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أخوات زوجي يعاملوني معاملة تكبر، فأنا أحسن إليهم ويسيئون إلي، أعمل بجهد ويقولون لي ماذا تفعلين؟ لا حاجة، ويسخرون مني أمام بعض الناس، هل أشكوهم لزوجي؟ ولكني أشعر أني مذنبة، وأن هذا توقيع بينهم مع العلم أني أحياناً كثيرة لا أقول له شيء حتى لا تتغير المعاملة بينهم.
هن يحسن تعاملهن إذا أردن شيئاً، وزوجي يلبي لهن طلباتهن، وبعد ذلك يسخرون ويسيئون تعاملهن، أريد منكم توضيح، هل معي حق في شكواي لزوجي أم خطأ؟ وما وجزاء الصبر على هذه الإهانة؟
وجزيتم خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونشكر لك كذلك الصبر على ما تجدينه من عنت ومعاناة وسخرية وتكبر من أخوات الزوج، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات، والإنسان إذا استطاع أن يصبر على مثل هذه الأشياء فإنه ينال خيري الدنيا والآخرة، والإنسان إذا سخر من أخيه فإنما يسخر من نفسه، لأن هذا يدل على ضعف وخلل ونقص في الإنسان الذي يتكبر ويسخر من الآخرين، فالإنسان يعير الآخرين بقدر ما فيه من العيوب.
فاتقي الله واصبري، وسيري على هذا الدرب وهذا الأسلوب الطيب، وتقربي إلى زوجك، وأحسني إليه، وعامليه بالمعاملة التي تُرضي الله تبارك وتعالى، واعلمي أنك ما جازيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيعي الله تبارك وتعالى فيه، ولا تزدادي مع ما يفعلونه إلا تواضعًا وحرصًا على الخير، ورغبة في أن تكوني الأفضل، فما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يثبتك، وأن يسددك، فأنت على خير كثير.
وإذا كان الزوج على علم ببعض ما يحصل فهذا يكفي، لأن علم الزوج بمثل هذه الأمور وتقدير الزوج لمعاناة زوجته وما تقابله من أخواته وأهله، هذا هو المطلوب من الزوج، فإذا كان الزوج من النوع الذي يتجاوب معك ويتفاهم مع الأمور ويدعوك إلى الصبر، وهو على معرفة بأخواته وبحقيقتهنَّ وبصعوبتهنَّ في التعامل معك ومع غيرك، فإن هذا كافي، لكن ليس من المصلحة أن تُكثري من الشكوى من أخواته، وأن تذكري مثل هذه الأمور، لأنها تترك تراكمات قد تكون سببًا في قطيعة رحمه.
وقد تكون سببًا أيضًا في تسلط أخواته عليك إذا غضب أخوهم، فإنهم سيحولون غضبه عليك، وأنت في غنى عن هذا، فأشغلي نفسك بالمفيد، واهتمي بزوجك، واحرصي على أن تكوني في طاعة الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الكثير من أخوات الأزواج يكون عندهنَّ غيرة، ولذلك تصدر منهم بعض مثل هذه التصرفات التي تضايق الإنسان ولا يجد معها الراحة، لكن العاقبة للصابرين.
وأرجو أن تعلمي أن مثل هذه الأوضاع طبعًا ليس عندك وحدك، لكن في كثير من البيوت، فإن أخوات الأزواج – وأم الزوج – قد يكون عندهنَّ غيرة، خاصة إذا كانت الزوجة قد نالت حظوة ومكانة عند زوجها، وكان هذا الزوج – المعين المقصود – ودودًا حييًّا يساعد أخواته ويساعد أمه ويهتم بهنَّ ثم تغير بعد الزواج، فحرضي زوجك أولاً على الإحسان إليهنَّ، وحرضي زوجك على الوفاء بما يستطيع تجاههنَّ، واشتغلي أنت بما يُرضي الله تبارك وتعالى، وواظبي على ما أنت فيه من الخير، وطالبي زوجك بالأمور التي تحتاجينها.
وحاولي أن تتفادي دائمًا مواقف الاحتكام – المواقف التي تحصل فيها هذه الأمور – التي تتضايقين منها، حاولي أن تقللي من مثل هذه المواطن، وبعد ذلك إذا صدر منهنَّ ما يسيء إليك فليس هناك جزاء أو معاملة أفضل من أن يصبر الإنسان وأن يعفو، ويفوت على الشيطان مثل هذه الأمور، فإن وجود الإنسان في جماعة له ثمن، ووجود الإنسان في مثل هذه الأوضاع له ثمن، وما واحدة منهنَّ تُحسن إليك إلا نالت الإحسان في حياتها، وما من واحدة منهنَّ تُقصّر في حقك أو تسخر منك إلا شربت من نفس هذا الكأس، لأن الله تبارك وتعالى عدل، وغدًا سيتزوجن هؤلاء الأخوات – أو إذا كن متزوجات – فإنهنَّ سيشاهدن عواقب مثل هذه التصرفات الظالمة في حقك.
وأرجو أيضًا ألا تكوني حساسة أكثر من اللازم، والشيطان يحرش بين المؤمنين، وينبغي أن تؤخذ الأمور بشيء من الهدوء وشيء من الأريحية، فإن بعض الناس اعتاد مثل هذه التصرفات، وربما لا يقصد منها شيئاً، وإن قصد فإن القصد السيئ والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فأنت على خير، فواظبي على هذا الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات.