ما أثر تعارض دم الأم مع دم الأب على الجنين؟
2012-07-09 08:53:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا أب لثلاث بنات، الأولى والثانية أنجبتا بسلام - والحمد لله-, أما الثالثة فعندما أنجبت قال الأطباء إنها تعاني من تعارض في الدم, حيث إن دم الأم b سالب, وأنا o موجب, وتم عمل تغيير لدمها والحمد لله, غير أن هذا الكلام تم معرفته بعد 72 ساعة من الولادة, حيث قال لنا الأطباء: إنه توجد إبرة لمنع تكرار هذه المشكلة, غير أن الوقت فات عليكم, ولا فائدة من ذلك.
وفي هذه الأيام حملت الزوجة ولكن الجنين مات وتم إنزاله بعد شهرين من الحمل, وقبل التنزيل طلب الدكتور عمل تحليل يدعى - ان دايركت -, وكانت النتيجة موجبة, وقال لنا لا فائدة من الإبرة لمنع تعارض الدم طول حياة الأم, وقد صدمنا بهذا الكلام, ولا ندري ماذا نعمل؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عوضكم الله بكل خير, وجعل صبركم واحتسابكم في ميزان حسناتكم يوم القيامة,
إن الحالة التي حدثت عند طفلتك الثالثة هي حالة انحلال في الدم بسبب تنافر عامل الريزوس أو عامل الـ RH بين دمها ودم أمها, وهذه الحالة تحدث عندما تحمل الأم التي دمها سلبي الـRH بجنين إيجابي الـ RH.
كان من الواجب منذ الحمل الأول أن يتم اتباع سبل الوقاية من هذه الحالة بإعطاء زوجتك حقنة من المصل المضاد في الأسبوع الـ 28 من كل حمل, وبعد كل ولادة في خلال 72 ساعة, حتى لا يحدث تحسس عندها, فيتأثر الحمل التالي.
ويجب دوما عمل فصيلة الدم وعامل الريزوس لكل حامل وبشكل روتيني, فهذا من أبجديات متابعة الحامل, فإن تبين بأنها سلبية الريزوس فيجب أن يتم تحديد فصيلة دم الزوج, فإن كان دم الزوج سلبيا فهنا لا مشكلة.
أما إن كان دم الزوج إيجابي الريزوس فهنا يمكن تجنب الوقاية من التحسس بإعطاء الإبرة من المصل المضاد.
وللأسف فقد حدث تقصير في رعاية زوجتك فحدث تحسس عندها في الحمل الثاني, أي تشكلت في دمها أجسام مناعية ضد كريات الدم الحمراء للجنين, وفي الحمل الثالث قامت هذه الأجسام المناعية بالمرور عبر المشيمة إلى الجنين وأتلفت كرياته الحمر, فحدث عنده الانحلال الدموي, ولحسن الحظ تم إنقاذه بعد الولادة عن طريق تغيير الدم.
وبالفعل فلم تعد الوقاية ممكنة الآن عند زوجتك, أي لم يعد يفيد إعطاء الإبرة, فالإبرة هدفها منع التحسس, وهذا التحسس قد حدث عند زوجتك, ولا توجد لغاية الآن طريقة لعلاج هذا التحسس عند الأم, ولا لمنع تأثيره على الجنين بعد حدوثه.
والخطة العلاجية التي يجب اتباعها عند زوجتك هي كما يلي:
- أولا تحديد هل أنت تحمل فصيلة دم إيجابية تماما أم نصف إيجابية, أي هل أنت متماثل الأمشاج أم مختلف الأمشاج, فمعروف بأن الشخص الإيجابي الريزوس قد يكون (إيجابي إيجابي) أو (إيجابي سلبي) وبالإمكان تحديد نوع الأمشاج عندك عن طريق فحص يتم في بنك الدم, أو عن طريق تحليل الـ DNA.
- فإن كنت مثماثل الأمشاج وحسب قوانين الوراثة فإن كل حمل سيكون بأجنة إيجابية عامل الريزوس, أي أن أي حمل قادم عند زوجتك إن استمر سيؤدي إلى جنين مصاب بانحلال في الدم, وبنفس درجة الإصابة التي حدثت للطفلة الثالثة, أو حتى أشد, والعلم عند الله.
- وفي هذه الحالة يجب عمل بزل للسائل الأمنيوسي في الحمل القادم, أي سحب عينة من السائل الأمنيوسي من حول الجنين بعد 24 أسبوع, وتحديد درجة الانحلال, مع عمل نقل دم للجنين وهو في داخل الرحم, وبشكل متكرر إن لزم الأمر, إلى أن تصل رئتيه إلى مرحلة النضج التام, ثم العمل على إنجاز الولادة, سواء بشكل طبيعي أو بعملية قيصرية.
- وإن كنت تملك فصيلة دم مختلفة الأمشاج فإن هنالك احتمال 50 % أن يأتي الجنين بفصيلة دم سلبية الريزوس, فلا يحدث لديه انحلال دم, ويكمل الحمل كأي حمل طبيعي, إن شاء الله.
- في مثل هذه الحالة أي حالة كانت إيجابية الريزوس عندك هي من النوع المختلف الأمشاج, أي ( إيجابي سلبي) فهنا يجب أن يتم تحديد فصيلة دم الجنين, وهذا أصبح ممكنا وبطرق عدة, وبشكل مبكر من الحمل, وذلك لمعرفة الطريقة التي يجب متابعة الحمل وحالة الجنين فيها.
ولذلك فالنصيحة الهامة التي أريد تقديمها لك -أيها الأخ الفاضل- هي أن تتم متابعة زوجتك في أي حمل قادم, وبأبكر ما يمكن في مركز متخصص بطب الجنين والأم؛ لأن مثل هذه المراكز تمتلك الإمكانيات والمختبرات التي يمكن فيها عمل الفحوص الدقيقة السابقة, وتملك خططا علاجية مدروسة ومفصلة حسب كل حالة, فمثل حالة زوجتك لا يجوز أن تتابع في عيادة حمل عادية.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى عائلتك ثوب الصحة والعافية دائما.