هل من يذنب ويتوب مثل الذي لا يذنب عند الله في الثواب؟
2012-07-10 09:21:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من يذنب ويتوب مثل الذي لا يذنب عند الله في الثواب؟ وما الفرق؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يعفو عنا، وأن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.
أختنا الفاضلة : العصمة محجوبة عن البشر جميعاً حاشا الأنبياء، فقد أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والحاكم وصححه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون ».
ومفاد هذا الحديث وغيره أن أحداً لا يفترض في الناس العصمة بل كلٌ يخطئ ويصيب، لكن الناس أمام الخطأ على قسمين:
قسمٌ أواب تائب عائد، متقيد بأصول الكتاب والسنة التي تدعوه إلى ذلك، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا) (سورة التحريم: آية 8) وقال: (وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) (سورة النور: آية31) وقال: (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إنّ ربي رحيم ودود) (سورة هود: آية 90).
ويدفعهم إلى التوبة والأوبة رجاء العفو من الله والمغفرة، فقد قال تعالى: (وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى) (سورة طه: آية 82) وقد روى ابن ماجة رحمه الله، أن الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم قال: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
وقسمٌ آخر أسرف على نفسه ولم يعرف ربه، ولا وجد حنين الرجوع إليه، وقد قيل في نصحه:
إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقلْ ***خلوت ولكن قل علي رقيبُ
ألم ترَ أنّ اليومَ أسرعُ ذاهبٍ *** وأن غدًا للناظرين قريبُ
أما إذا كان السؤال عن ذنب معين، هل الأفضل التوبة منه أو عدم فعله ابتداء؟ فنقول: الأفضل كأساس وأصل الابتعاد عن المعصية وعدم الوقوع فيها؛ لأن المعاصي تنكت في القلب وتؤثر فيه، ولا يدري العبد حين ارتكابها هل يقبض عليها أم يسلم منها!؟ لذلك كما قال أهل العلم: السلامة في البعد عن المعصية.
وأما الثواب فلا يعلم حده وقدره إلا الله تبارك وتعالى، سواءً لمن لا يفعل الذنب أو لمن فعله ثم تاب، والإنسان في خير ما دام يحرص على التوبة، والأصل الابتعاد عن الذنب، لكن إن وقع الإنسان في الذنب ثم تاب فقد وعد الله بإبدال سيئاته حسنات، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك في عمرك، وأن يقينا وإياك شر المعصية، إنه جوادٌ كريم، ونحن سعداء بتواصلك معنا.
والله الموفق.