عقدت على فتاة متدينة لكنها تتذمر كثيرا وتكثر الطلبات؛ فهل أفارقها؟
2012-07-12 11:49:18 | إسلام ويب
السؤال:
أنا خاطب منذ سنة ونصف، وهي أخت زوجة أخي، إنسانة مؤدبة ومتدينة، لكن طبعها صعب، دائماً تعبس في وجهي لأي سبب، ولو أحببت أن أصالحها تعذبني، وطلباتها كثيرة، ولو قلت: ليس عندي، تقول: ليس لي دخل.
كل أسبوع طلب يقصم الظهر، وأنا لست مرتاحاً معها نهائياً، وأريد تركها وأخاف أن أندم عليها، فهل ستظل على نفس الطبع معي؟ حاولت أن أبعد عنها ولا أكلمها، فتبعد عني هي أيضاً، ولو طلبت منها تبتسم في وجهي عندما أخرج فتعبس.
أرجوكم أفتوني فلم يبق على الزواج سوى شهر، علماً أني قد هددتها مرات ولا أجد فائدة.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأهلاً بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.
أخي الفاضل: إن ما ذكرته من عناد وعدم راحة من خطيبتك أمر لا ينبغي التساهل فيه، خاصة إن كان طبعاً فيها، وأنت لا تطيقه ولا تتحمله، وهذا قد يفضي في المستقبل إلى مشاكل قد يصعب حلها، ونحن ننصحك ما دمت خاطباً ولم تدخل بها، ننصحك بما يلي:
أولاً: التجرد والموضوعية ما أمكن، ونعني بذلك أن تجلس مع نفسك وتنظر هل غضبها أمر له وجاهته، فقد تكون أنت أخي الحبيب من يدفعها دفعاً إلى ذلك، ويعينك على معرفة الجواب طريقة معاملتها في بيتها ومع أخواتها، فإن كانت مع الجميع هادئة، ومعك كذلك، فعليك أن تراجع نفسك، وإن كانت مع الجميع أو الأكثر كذلك فهذا طبع فيها.
ثانياً: لست مضطراً أخي الحبيب لأن ترغمها على الابتسامة أو غير ذلك، وعليك أن تضع النقاط معها على الحروف، وأن تجلس معها جلسة مصارحة لا تتحمل التردد، أخبرها أنك عازم بصدق على الابتعاد للأسباب التالية، وتذكرها لها، فإن تجاوبت ووعدت خيراً وفعلت، ورأيت تغيراً منها فلا حرج، وإن أصرت على موقفها وأخبرتك أن هذا طبع لا تستطيع تغييره فقد عرفت طريقك.
ثالثا: إذا تيقنت من عدم التجاوب معها فصلّ لله ركعتين استخر فيهما ربك، وصلاة الاستخارة ركعتين تقول فيهما دعاء محدداً، فقد روى البخاري في صحيحه عن جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رْضِنِي بِهِ.
اركع ركعتين واستخر ربك، فخير أن تفارقها الآن قبل أن يكون بينكما من الروابط ما يكون ضرره أشد، وهو خير لك ولها، فقد يرزقها الله برجل ترتاح معه ويرزقك بامرأة تسعدك، أما بعد الزواج فالأمر شاق عليها في الحصول على زوج.
نسأل الله أن يحفظك وأن يرزقك الصواب في أمرك، وأن يقدر لك وللأخت الخير.
والله الموفق.