آلام في المفاصل وضعف في التركيز...هل ذلك من تأثير العادة السرية؟
2012-07-13 20:03:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أرجو أن تكونوا في أتم الصحة والعافية، ونسأل الله أن يجزيكم خيًرا على هذا البرنامج الرائع من الحلول والنصائح المفيدة لنا.
في أواخر الأربع سنين التي مضت كان الشيطان قد سيطر علي، فكنت أمارس العادة السيئة بشكل يومي تقريبًا على فترات متقطعة، وقد تبت إلى الله الآن، وأناجي الله أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي.
المشكلة هي: أني الآن أعاني من ضعف جنسي، وآلام في المفاصل، وتشتت في الذهن، وضعف في التركيز، مع العلم أني لم أكن أشكو من شيء مسبقًا، بل كنت أكثر صلابة، فقد كانت يداي صلبة صلابة الحجر- ولله الحمد - أما الآن فقد أحسست بأن يدي قد ضعفت، وبت لا أتحمل الضربات، وحمل أشياء أثقل من الوزن الذي أحدده أنا.
هل للعادة تأثير في هذا؟ مع العلم أني لا أتغذى بشكل منتظم ومرتب، بل بشكل عشوائي، وهل هناك أطعمة معينة أستطيع بها إرجاع طاقتي وقوتي اللتين أريد الحصول عليهما؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لا تتصور كم فرحنا بتوبتك هذه، وإقلاعك عن هذه العادة السرية، فتقبل الله منك توبتك، وغفر لك ما سلف، وعصمك فيما هو آتٍ، ورزقك تقواه، وعافاك, وسهل لك أمر الزواج في أسرع فرصة ممكنة.
العادة السرية لا شك أن لها مضارًا كثيرة، منها: الوهن الجسدي, وافتقاد الكفاءة النفسية، وربما يُبنى لدى الإنسان أيضًا نوع من الانطوائية، وقد يصيب ممارس العادة السرية سرعة القذف أيضًا، ومن أسوأ تبعات العادة السرية الخيال الجنسي المرتبط بها، فبعض الناس تكون لديهم خيالات جنسية منحرفة جدًّا، وهذا قد يؤدي إلى اضطراب لاحق في السلوك والمسلك.
هنالك أشياء تُشاع كثيرًا عن العادة السرية أيضًا قد لا تكون صحيحة مائة بالمائة، مثل: الألم في المفاصل، وهذا شائع بين الناس، ولم أجد له دليلاً علميًا قاطعًا.
أنا أعتقد أنك تعيش شيئًا من القلق بعد هذا الإقلاع، وهذا طبيعي، حيث إن الإنسان يراجع نفسه ويحس بالذنب، وتؤثر عليه الأقاويل هنا وهناك حول الآثار السلبية للعادة السرية.
أنا أقول لك: أنت - والحمد لله تعالى - قد اتخذت القرار الصحيح، وأنت الآن - إن شاء الله تعالى –ركبت في قارب الفلاح والنجاح، وهذا يجب أن يكون مفرحًا لك, ويكون دافعًا لك بأن لا تشغل نفسك أبدًا بموضوع العادة السرية.
الوسوسة والمخاوف هي التي تؤدي إلى الانعكاسات السلبية، وليس هنالك شيء يضعفك جنسيًا، وأعتقد أنها مراقبة لصيقة لموضوع الانتصاب لديك، وهي التي ولدت لديك المخاوف، والمخاوف الوسواسية دائمًا تنعكس على صاحبها سلبيًا، فالذي أقوله لك: عش حياة طبيعية جدًّا، ولا تراقب نفسك أبدًا، وكل شيء سوف يرجع طبيعيًا، والعادة السرية ليست مقاسًا لأنها ليست طبيعية أصلاً، والانتصاب الذي يأتي من خلالها يجب ألا نقيس عليه الانتصاب الطبيعي الذي يحدث عند المعاشرة الزوجية.
أنصحك بأن تمارس الرياضة، الرياضة جيدة جدًّا، تعطيك - إن شاء الله تعالى – القوة النفسية والجسدية، ولا بد أن يكون غذاؤك متوازنًا، والغذاء المتوازن هو أن يتناول الإنسان وجبة الإفطار والغداء والعشاء، وأن تحتوي على المكونات الغذائية الرئيسية من بروتين ودهنيات قليلة وسكريات، ودائمًا تناول الخضر والفاكهة بجانب قلة من اللحوم، وكذلك تناول الحليب لا شك أن فيه خير كثير جدًّا للإنسان، فالتوازن الغذائي مهم جدًّا في حالتك.
نصيحتي لك أيضًا هي: أن تقوم بإجراء فحوصات عامة، فاذهب إلى طبيب الأسرة – الطبيب في المركز الصحي أو الرعاية الصحية الأولية – وسوف يقوم بفحص مستوى الدم والسكر والأشياء الأساسية جدًّا، وأنا لا أتوقع أنه يوجد لديك أي نقص، وإن وجد أي نقص فسوف يقوم الطبيب - إن شاء الله تعالى – بإعطائك العلاج التعويضي.
بعد أن تتأكد من الفحوصات تمامًا لا مانع أن تتناول أحد مركبات الفيتامينات: فيتامين باء مركب، تناوله بمعدل حبة واحدة لمدة شهر أو شهرين، وهذا يكفي تمامًا.
أريدك أن تصرف انتباهك نحو دراستك، وأن تملأ فراغك بصورة صحيحة، وأن تهنِّئ نفسك بهذا الإنجاز الكبير، وهو الإقلاع عن هذه العادة السيئة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.