أعاني من رعشة بالرأس واليد، فما تشخيصي؟
2012-07-16 09:20:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرسلت لكم من قبل وأخبرتكم أن الرعشة تأتيني بالرأس واليد وحتى القدم، وهذا يسبب لي إزعاجاً كبيراً، ولقد أصبحت انطوائية لا أخرج من البيت، ودرجتي الدراسية انخفضت بشدة، وأثرت فيّ، وأصبح الجميع يلاحظ ذلك، وحتى عند الاجتماع مع الأسرة والأهل إذا أتتني الرعشة بالرأس لا أخرج لهم.
فأرجو أن تخبروني عن سبب الرعشة بالرأس، فقد سببت لي الإزعاج، حتى عندما أجلس مع أخواني تأتيني هذه الرعشة، ذهبت إلى الدكتور فوصف لي السبرليكس، فالبداية نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم حبة لمدة أشهر، وعندما علم الدكتور أني لم أشعر بتحسن زاد الجرعة حبتين باليوم، ولم ألاحظ أي تغير.
وذهبت إلى دكتورة مرة أخرى، وشرحت لها حالتي فظنت هي أن هذا وسواس، ولكن هذه الحالة ليست بالمرة الأولى التي تأتيني، منذُ أن كان عمري 12 عاما، بدأت أشعر بالرعشة، فكتبت لي الدكتورة دواء فيفاريين، لم أكن أعلم ما هذا، ولكن عندما بحثت عنه بالنت، وجدت أنه للوسواس، أخذته لمدة شهر بجرعة خمسين كل يوم حبة، وعندما عدت لها قلت: الحقيقة أني لم أشعر بتحسن أو أي فرق، فزادت لي الجرعة مئة وقالت لي: راجعيني بعد 4 شهور، وأنا إلى الآن أعاني ولم أشعر بأي اختلاف.
مللت وتعبت .. أريد أن أخرج وأن أكون طبيعية مثل الناس، مثلاً حتى إذا جاء أحد بيتنا من أقاربي فلا أستطيع أن أدخل وأسلم عليهم من شدة خوفي، وإذا دخلت تأتيني الرعشة! فماذا أفعل؟
أريد أن أرى الناس، لقد مللتُ من جلسة البيت، وصفت لي الدكتورة بعد ذلك اندرال 10، وأنا آخذه ولكن لا يوجد أي تحسن، أريد أن آخذه عند اللزوم، مثلا أخرج لعزومة أريد أخذه، لكن كيف؟ هل أزيد الجرعة؟ أو لابد أن أشتري آخر.
والمشكلة أن دواء الأندرال بالسعودية لا يصرف إلا بوصفة طبية، ساعدوني كم الجرعة المناسبة؟ وهل فقط عند اللزوم وليس كل يوم؟ لأني جربته من قبل ولم أشعر بشيء، ولا تقولوا لي: أن أزيد الجرعة 30 أو 40؛ لأني جربت ولم أشعر بأي فرق، أريد جرعة مقنعة.
- سؤال آخر لو أخذت 4 حبات اندرال جرعة 10، هل هي نفس 1 حبة أندرال 40 أو هناك فرق أو اختلاف؟
والله يجزيكم خيرا، ويدخلكم جناته .. ساعدوني، وآسفه على الإطالة عليكم، ولكن أردت أن أعبر عن شعوري وتساعدوني من بعد الله طبعاً.
والله يجزيكم كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أؤكد لك أن رسالتك قد وجدت كل التقدير والاعتبار من جانب القائمين على إسلام ويب، وما تتحدثين عنه من رعشة، وأنت قمتُ بمقابلة طبيبين على الأقل، وقد أكد لك الأطباء أنه لا يوجد جانب عضوي، هذا لا يعني أنك تتوهمين هذه الأعراض، لكن في بعض الأحيان القلق الداخلي يهيئ للإنسان أن جسمه يرتعش ويرجف، وهذه حقيقة ثابتة ومؤكدة.
إحدى الفتيات التي أتتني من وقت قريب كانت تشتكي من حالة مماثلة، قمنا بفحصها أنا واثنان من الزملاء الأطباء، وكانت - الحمد لله - كل أمورها سليمة ولكن كانت مصرة أن هذه الرجفة موجودة، حاولنا محاورتها وإقناعها ولكن اقتنعت جزئياً، ونسبة لحرصنا عليها طلبنا منها أن تقوم بتصوير نفسها عن طريق الفيديو لنتدارس هذه الصورة معها ولنحدد مستوى هذه الرجفة، وبالفعل صورت نفسها في عدة مواقع ولم تكن هناك رجفة أو رعشة لكن الفكرة ظلت معها موجودة - والحمد لله - تعالى اقتنعت أن هذا نوع من الوسواس القلقي البسيط، ويجب أن تتجاهله، وفعلاً تجاهلت هذه الفكرة، وطبقت تمارين الاسترخاء بالتزام شديد وقد أفادتها كثيراً، ثم بعد ذلك تعلمت أيضا ما نسميه بصرف الانتباه، فحين تأتيها فكرة الرجفة تغير مكانها وجلستها، وتأخذ نفسا عميقا وتستغفر وتحمد الله تعالى، وهكذا...
أعتقد أيتها الفاضلة الكريمة أن اتباعك لنفس هذا المنهج سوف يكون جيدا ومفيدا، ولا أعتقد أنك في حاجة لأن تقومي بتصوير نفسك، وما أكده لك الأطباء أن الأمر كله فيه شيء من قلق الوساوس البسيطة.
أما العلاج الدوائي؛ فأعتقد أن التركيز على الدواء المضاد للوساوس أفضل، الفافرين في مثل عمرك مناسب لحالتك، ويجب أن يكون تحت الإشراف الطبي المباشر.
الأندرال دواء سليم جداً و(40) مليجرام في اليوم ليس بجرعة كبيرة، تعتبر معقولة، لكن لا تبدئي في تناولها إلا بعد التأكد من مستوى الضغط لديك، إذا كان هناك أي انخفاض في الضغط فهذه الجرعة تعتبر أيضا جرعة غير مرغوب فيها، دائماً يفضل للإنسان أن يرفع الجرعة تدريجياً، وإذا كان الضغط طبيعيا انتقلي من (20إلى 30) مليجرام مثلاً ولا مانع أن تكون الــ(40) مليجرام.
نصائح عامة إن شاء الله تفيدك أهمها أن تكوني إيجابية في التفكير، أنت تتحدثي في بعض الأحيان عن مشاعرك بشيء من الحسرة، ليس هنالك ما يجعلك تتحسرين - أيتها الابنة- الفاضلة أنت صغيرة، وأنت في أعتاب الحياة، وإن شاء الله تعالى أمامك أيام طيبة، زودي نفسك بسلاح العلم والدين، وكوني بارة بوالديك، اسعي دائماً نحو التوفيق، ولا تشغلي نفسك أبداً بهذه الوسوسة، ولا تكوني انهزامية، وكوني دائماً منتصرة وساعدي الضعفاء من خلال ذلك إن - شاء الله تعالى- سوف تحسين بثقة أكبر في نفسك.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.