الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأود أن أطمئنك؛ لأنني لا أرى أنك تعانين من مرض حقيقي، إنما هي ظاهرة، والظاهرة التي تعانين منها بسيطة جدًّا، وهي صورة من صور ما يعرف بالرهاب أو الخوف الاجتماعي البسيط، والخوف الاجتماعي ليس من الضروري أن يظهر في شكل شعور شديد بالخوف في المواقف الاجتماعية، إنما يكون هنالك اضمحلال واضطراب في الأداء الاجتماعي مثل الكلام مثلاً.
ومعظم هذا التصرف والسلوك يكون في شكل مشاعر، أكثر مما هي حقيقة، أنا متأكد الآن أن أدائك ونضجك أفضل مما تتصورين؛ لكن الخوف هجم عليك حتى وإن لم يظهر عليك داخليًا، ومن خلال تأثيره عليك أتتك هذه المشاعر بأنه لديك علة حقيقية متعلقة بطلاقة اللسان.
ولديك جانب وسواسي مهم جدًّا عبرت عنه حين قلت (أفكر في الكلام الذي سأقوله أولاً وأرتبه في مخي، وإذا لم أفعل ذلك يحدث لي اضطراب) هذه نوع من السلوكيات الوسواسية – أي أن يتبع الإنسان نمطًا معينًا، ويكون له طقوسية معينة يبدأ بها أفعاله، ولا يستطيع أبدًا أن يؤدي دون أن يبدأ بهذه الترتيبات أو الطقوسيات – وهذه كلها مرتبطة بحالة القلق البسيطة التي تعانين منه.
إذن حالتك اتضحت، وأنا أود أن أطمئنك مرة أخرى أنها من الناحية التشخيصية لا تعتبر أبدًا من الحالات الصعبة، - وإن شاء تعالى - تكون مرحلية، والذي أنصحك به هو أن تُكثري من التواصل الاجتماعي، وأن تجلسي مع نفسك جلسات خاصة، تجري فيها حوارات كأنك تخاطبين أحدًا، وأخذ هذه التمارين بجدية يساعد الناس كثيرًا، وهنالك من نطلب منهم أن يقوموا بتسجيل هذه الحوارات أو حتى تصويرها بالفيديو ومشاهدتها مرة أخرى؛ لأنّ هذه هي طرق التعزيز السلوكي التي تُحسّن من الأداء، لمن يشعر أن أدائه ضعيف في شيء ما.
وانتقلي بخيالك، وتصوّري أنك تقومين بتقديم عرضٍ معين، أو حديثٍ أمام الطالبات والمعلمات، وشيء من هذا القبيل، هذه وسائل جيدة جدًّا نتائجها مضمونة؛ لكنها تتطلب الصبر والتطبيق بدقة وجدية وقناعة بأنها مفيدة.
الانضمام لأحد حلق القرآن وتعلمه وحفظه، لا شك أنها تهيئ لك المحيط والجو الذي تحسين فيه بالأمان، وحين يشعر الإنسان بالأمان تأتيه الطلاقة والانطلاقة فيما يود أن يقوله، فَكُوني حريصةً على ذلك.
وهنالك تمارين تُعرف بتمارين الاسترخاء، أيضًا هي جيدة جدًّا وفاعلة جدًّا، ولدينا في إسلام ويب استشارات بها كيفية تطبيق هذه التمارين، وإحداها تحت رقم (
2136015) أرجو أن تتطلع عليها، وتتبعين التعليمات البسيطة التي وردت فيها، ويجب أن تقوم بهذه التمارين بصورة متكررة.
ليس لديّ ما أقوله أكثر من هذا، وأعتقد أن عملية الثقة في النفس، وهذه الأمور كلها، أتت من قلق المخاوف - هذا الذي أثر عليك -، وبإتباعك لما ذكرته - إن شاء الله تعالى - سوف يزول منك هذا الأمر.
في بعض الأحيان نعطي أدوية مضادة للمخاوف، وهي أيضًا فعاليتها مضمونة جدًّا؛ لكني أرى أن حالتك أبسط، ولا تتطلَّب دواءً في هذه المرحلة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.