الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يا رب اشفني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالذي يظهر لي أنه لديك بعض الاستعداد البسيط، والقابلية للإصابة بالقلق النفسي، والحالة التي أتتك في وقت حدتها وشدتها كانت عبارة عما يسمى بنوبة الفزع أو الهرع أو الهلع، وهي بالفعل مخيفة في وقتها، ولكنها ليست خطيرة.
الإنسان قد يبدأ يُصاب بشيء من الوسوسة بعد أن تُجهض النوبة الحادة، ويكون عائشًا تحت تهديد قلق المخاوف، وهذا يسمى بالقلق التوقعي، ويؤدي إلى كثير من الوسوسة.
من الواضح أنه لديك بعض المواقف السلبية حيال الأدوية، وأنا أعذرك تمامًا في ذلك، لأن بعض من يعانون من القلق تجدهم يقلقون حول كل شيء، هنالك قلق حول الحالة ذاتها وكيفية علاجها، وما هو أثر الأدوية، وهل هي تسبب الإدمان، وأسئلة كثيرة جدًّا معظمها قائمة على معلومات خاطئة يسمعها الناس من هنا وهناك.
الذي أود أن أؤكده لك أن قلق المخاوف من النوع الذي تعانين منه يمكن أن يعالج، ويعالج بعدة وسائل، أهمها: أن تتجاهليه، وتقومي بفعل الضد، ما تجرك نفسك نحوه من تجنب لمواقف معينة قومي بما هو مخالف لذلك، وكرري ذلك، هذا يوطد ويقوي المقدرة على المواجهة، وهذا من الأمور المهمة جدًّا.
ثانيًا: الحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء، وتوجد استشارة لدينا تحت رقم (
2136015) توضح فيها كيفية القيام بهذه التمارين، فأرجو اتباعها.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أنك محتاجة جدًّا للعلاج الدوائي، وسوف يفيدك كثيرًا، لكن نسبة لتخوفاتك هذه أود منك أن تذهبي، وتقابلي الطبيب النفسي، لا بأس في ذلك أبدًا، بل على العكس تمامًا من خلال شرح الطبيب والتواصل المباشر معه، أعتقد أن قناعاتك حول العلاج الدوائي سوف تزداد جدًّا، وعقار مثل السبرالكس سيكون دواءً مناسبًا لمثل حالتك، وأنت تحتاجين أن تتناولي الدواء لمدة ستة أشهر تقريبًا أو حسب ما يراه الطبيب.
الزيروكسات دواء جيد وممتاز، وما ذُكر عنه من سلبيات ليس صحيحًا.
بالنسبة للمشاكل الأسرية: لا توجد أسرة تخلو من مشاكل، لكن الإنسان دائمًا يساهم مساهمات إيجابية في حل هذه المشاكل، وينظر إلى الجانب الإيجابي، وتكون علاقته مع من حوله تضافرية، وليست تخاصمية، أو تنافسية، هذا مهم جدًّا، والإنسان حين يكون فعالاً في أسرته هذا يجعله يشعر بالرضى، وإن شاء الله تعالى أنت تسيرين على هذا الدرب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.