ماذا أفعل مع صديقي الذي يشكك ببعض الأحاديث؟
2012-07-29 08:52:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة لي طلب: لدي صديق يؤمن فقط بالله لا غير, اسمه محمد, ولا يؤمن بدين, ولديه الكثير من الاستفسارات والتناقضات, مثل صحة الحديث, فيقول ربما 80 % من التاريخ كذب, وهناك أحاديث غير منطقية، وحقيقة لا أملك إجابات عنها, فهو متأثر بجميع الفئات, من نصارى, وملحدين, وقرآنيين.
ماذا بإمكاني أن أفعل؟ فمثلا القردة الزانية يقول إنها تافهة ولا تليق.
أرجو الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نشكر لك ابننا الكريم تواصلك مع الموقع، ونشكر لك الاهتمام بإصلاح حال صديقك الذي قلت إنه لا يملك من الإسلام إلا هذا الاسم الجميل، وكونه متأثرًا بالملحدين والقرآنيين والمنحرفين, وبكل ما يسمع، فإن الكيس الفارغ يمكن أن يُملأ بكل شيء، لذلك أرجو أن تشجع صديقك على دراسة الشريعة، وفهم هذا الدين العظيم على أسس صحيحة، ثم بعد ذلك من حقه أن يناقش.
أما وهو جاهل الآن وخالي الذهن فهو عرضة لكل الزبالات الفكرية, وهي في الحقيقة زبالات كفْرية، لا تليق بالمؤمن، والعجيب أن محمدا هذا وأمثاله بكل أسف -وكثير من هؤلاء- يصدق إذا قيل له: هناك جبل في أمريكا يتكلم الآن, ولا يصدق إذا قيل قال النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن الخبر الذي يأتينا قد ينقله سكران حيران، لكن الأخبار التي جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم– نقلها الثقات المتقنون وفق ضوابط لم تعرف البشرية مثلها.
ولذلك أمثال هؤلاء يحتاجون فعلا إلى أن يتعلموا قواعد الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، يحتاجون أن يفهموا الحديث على طريقته الصحيحة، ويحتاجون لأن يأخذوا العلم عن أهله، فإن الذي لا شيخ له, ولا مدرس له, فشيخه الشيطان، والذي يأخذ العلم من الصحف ومن الكتب فإنه يضيع نفسه، ولا بد لكي يأخذ الإنسان العلم الشرعي الصحيح الذي يستطيع أن يرد على الشبهات ويفهم هذا الدين العظيم، الذي لا يوجد فيه نقص واحد ناقضٌ للعقل السليم، لأن العقل خلقه الله، والقرآن كلام الله تبارك وتعالى، وإذا ظهر تعارض فالاتهام للعقول الناقصة، والنقص في العقول الناقصة في فهم كتاب الله ومراد الله أو كلام النبي -صلى الله عليه وسلم– وفي كونها أيضًا محدودة ومحجوبة، والواحد منا لا يعرف ماذا يحصل له بعد دقيقة, ولا يعرف ماذا ينتظره وراء هذا الجدار، ومع ذلك يريد أن يتطاول على أحكام الشرع، هذا الدين الذي أنزله اللطيف الخبير {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
ولذلك فنحن ندعوك إلى أن تطلب من هذا الأخ أن يتواصل معنا، وسنكون سعداء جدًّا في التواصل معه، في شرح بعض الأمور له، وندعوه بداية إلى أن يطلب العلم من أهله، يطلب العلم الشرعي بطريقة صحيحة، ثم بعد ذلك إذا ظهرت له شبهات أو أمور غير واضحة، ينبغي أن يسأل عنها في أدب، ويسأل عنها بأسلوب حسن، ويحاول أن يعرف أحكامها وضوابطها، ولا يسأل عن مثل هذه الأشياء من الغافلين, أو المنحرفين, أو المبتدعين، لأنه سيزداد بذلك سوءً، وسيوصل له أفهامهم السقيمة وفهمهم الخاطئ لهذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ولا شك أن هذا لو قيل له: ثبت أن الغيرة في الحيوانات، ونذكر له هذه القصة التي ثبتت أن الإبل فيها غيرة، وأن القرود عندها غيرة، وأن كل الحيوانات فيها غيرة، لا تقبل الفاحشة، ولا تقبل تجاوز الحدود، وهذا وُفق تجارب غربية، طبعًا الآن سيصدق لأننا نتكلم عن تجارب غربية، عندما جاءوا ببعير وغيّروا سحنة الأم وهيأتها وصبوا عليها عطور وبعد ذلك جعلوه يُعاشرها، فلما اكتشف أنها أمه صعد مكان عالٍ ثم سقط, هذه تجربة غربية، ليست من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم–.
ولكننا معشر المسلمين نقول الحكمة ضالة المؤمن, أينما وجدها فهو أولى الناس بها، ثم ما يأتي للناس فيه الصواب وفيه الخطأ، ولكن ما يأتي من النبي -صلى الله عليه وسلم– هو صواب لا يحتمل الخطأ، فكون القرود ترجم القرد الزاني –كما ورد في الأدب المفرد– فأي غرابة في هذا، إنّ الفطرة موجودة والغيرة بين هذه الحيوانات موجودة، وما فقد الغيرة إلا من أكلوا الخنزير، وإلا الذين ساروا في ركابهم فأصبح الواحد ديوثا لا يُبالي بعرضه، ولا يبالي بأهله، ولا يبالي بحرماته أن تُنتهك.
ابننا محمد يحتاج إلى وقفات طويلة وجلسات طويلة، أتمنى أن يتواصل هو بنفسه ليسأل العلماء، ليحاورهم، وننصحه بأن يكون في سؤاله مؤدبًا، وأن يطرح السؤال وقصده أن يتعلم ليس قصده أن يحاجج أو يُجادل، فإن الإنسان إذا كان قصده الجدال والمراء يُحرم من الخير, ويُحرم من التوفيق، أما إذا كان قصده الحق فإنه سيصل إلى الحق.
نكرر شكرنا لك، حتى ابننا محمد الذي يطرح هذه المسائل نشكره، لكن نتمنى أن يطرحها على أهل العلم، ونحن نخاف على أبنائنا، فأنتم في مقام الأبناء، ولذلك نتمنى أن تجتهد في فهم هذه الشريعة وفي دراسة هذا الدين، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.