انقطاع التنفس أثناء النوم.. هل سببه الحنجرة أو البلعوم؟ وما علاجه؟
2012-08-09 21:50:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم، ورمضان كريم.
إليكم أبعث معاناتي، وأسأل الله تعالى أن يكون الفرج على يديكم الكريمة،
منذ سنة تقريبا وتأتيني شرقة أو انقطاع بالتنفس أثناء النوم، ومرة أتتني وأنا مستيقظ، وفي كل مرة كدت أموت، وقد تشهدت من هول ما أصابني.
آخر مرة أتتني قبل أسبوع، حيث كنت نائما ولم أشعر بنفسي إلا ونفسي انقطع فجأة فأصبحت أضرب صدري، وأحاول أتنفس حتى منّ علي الله بالحياة من جديد فاستفرغت أعزكم الله، وارتجعت حمضا حارقا جدا من المريء، علما أني أعاني من كثرة الماء في فمي، كما أن زوجتي تقول إنني أشخر، وأنام وأنا مفتوح الفم.
أرجوكم ما هذا الانقطاع الذي يأتيني؟ وهل سببه الحنجرة أو البلعوم أو المريء؟ وما هو علاجه؟ يشهد الله أني أصبحت أخاف من النوم بسبب هذه الشرقة أو انقطاع التنفس أثناء النوم.
جزاكم الله خيرا، ووفقكم وأطال بعمركم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يشتكي البعض منا من انقطاع في التنفس أثناء النوم مما يسبب الإيقاظ المتكرر واضطرابا في النوم، ويكون السبب ناجما عن انسداد كلي في مجرى التنفس لمدة لا تقل عن عشر ثوان، وقد يكون ذلك الانسداد جزئيا ويسبب الشخير أثناء النوم.
والأسباب المؤدية إلى ذلك الانسداد متعددة ونذكر منها: سمك وثخانة الأنسجة في المجرى التنفسي، أو انتفاخ وكبر حجم اللوزتين، وكذلك كبر حجم اللسان، والذي قد يضغط على عضلات المجرى أثناء الانقباض والانبساط أثناء نوم الشخص، وبالتالي يؤدي إلى انقطاع في النفس بصورة متكررة، ويجبره على الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، ولذا نلاحظ المريض الذي يعاني من هذه الاضطرابات يصاب غالبا بالنعاس والخمول أثناء النهار.
ومن الأعراض المصاحبة أيضا الشخير، وينتج عن انسداد جزئي في مجرى الأنف، وقد يصاب به من يشتكي من الزكام واحتقان الأنف بسبب البرد، إذ يحاول المريض التنفس بالصورة الطبيعية، ويدفع الهواء بقوة من خلال الأنف، مما يسبب صوت الشخير العالي، وفي أغلب الأوقات لا يعرف الشخص بأنه يحدث أصواتا، والشكوى غالبا ما تكون من الآخرين.
ومن أسباب الشرقة الحموضة الزائدة في المعدة بسبب جرثومة المعدة، وتؤدي هذه الحموضة إلى ارتجاع عصارة المعدة في المريء، وهي مادة مرة وحارقة، وتؤدي إلى الشرقة وانقطاع النفس الجزئي.
يتم تشخيص المرض عن طريق اختبار للنوم يسمى (polysomnography) وهناك نوعان من الاختبار: الاختبار الليلي الذي يقيس تموجات المخ أثناء النوم، العضلات، حركة العينين، عملية التنفس، مستوى الأوكسجين في الدم، وكذلك الأصوات الصادرة كالشخير، أما النوع الثاني فهو جهاز يتم إعطاؤه للمريض وبإرشادات معينة من الاختصاصي، ومن ثم تحلل المعلومات الكومبيوترية في اليوم التالي.
الحالات البسيطة من اضطراب التنفس تتم معالجتها عن طريق التوجيه وتغيير بعض العادات المتبعة، كإنقاص الوزن، والنوم على الجنب بدلا من النوم على الظهر، وهنالك أجهزة للفم تساعد على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحا، وتساعد أيضا على التقليل من عادة الشخير أثناء النوم، وكذلك علاج حموضة المعدة، وعدم أكل الزيوت والمقليات في العشاء، والاكتفاء بالروب أو الزبادي والموز، وترك التدخين للمدخنين.
والحالات المتوسطة والمتقدمة يتم علاجها بواسطة جهاز يسمى (C-PAP) وهو عبارة عن جهاز يعمل على ضخ الهواء للأنف عن طريق قناع للأنف، ويعمل على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحا وغير مسدود، وهنالك جهاز آخر للحالات الأكثر تقدما ويسمى (Bi-PAP) وهو يعمل على ضخ الهواء بضغطين مختلفين، حيث يكون ضغط الهواء عند الشهيق أعلى منه عند الزفير.
المهم هو المتابعة مع الأطباء المتخصصين في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، والله الشافي.