ما المخرج من نوبات الهلع والوساوس في الدين؟
2012-09-04 07:45:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعزاء في إسلام ويب وفقكم الله, وسدد خطاكم لما تقومون به من خدمات جليلة.
كانت لدي مخاوف ونوبات هلع من الموت, ومن كل شيء, ثم ذهبت إلى الطبيب وصرف لي دواء باروكسات 20 مجم, وزيبركسا 5 مجم, ولله الحمد لي أسبوع, شعرت بتحسن, ولكن أتتني أفكار لا أعلم هل لها علاقة بالسابق أم هي أفكار تشككني بإيماني؟ وأنا أؤدي العبادات من باب العادة, وتأتيني أفكار تشكك في صحة الدين؛ لدرجة تزعجني كثيرا.
شكرا لكم مقدما.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: بعض الحالات النفسية تكون متعددة المكونات, بمعنى أنها تكون مختلطة, مثلا القلق قد يوجد مع الخوف, مع الهلع, مع الوساوس، مع عسر المزاج, هذه كلها تكون موجودة في بوتقة واحدة, لكن الإنسان قد لا يستشعرها كلها لأنها تكون موجودة في طبقات, أو مراحل تختلف شدتها من حالة إلى أخرى.
الذي أراه -أيها الفاضل الكريم- أن نوبات الهلع والخوف من الموت كانت مسيطرة عليك جدا, أي أنها كانت الطبقة الأولى, أو الطبقة العليا في تسلسل الأعراض التي لديك, وبعد أن تناولت العلاج, وحصل تحسن في هذا الجانب؛ ظهرت الطبقة الثانية, وهي طبقة الوساوس, والتي ظهرت في شكل أفكار تشكك في الدين والعبادات, وحول إيمانك,
وهذه أعراض وسواسية ولا شك في ذلك.
إذن أيها الفاضل الكريم: انتهت الطبقة الأولى من الأعراض, وظهرت الطبقة الثانية, وهذه إن شاء الله تعالى سوف تنتهي أيضا؛ لأن الباروكسات هو دواء جيد جدا لعلاج الوساوس, لكن ربما تحتاج أن ترفع الجرعة؛ لتصبح أربعين مليجراما يوميا, أي حبتين, وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل, بعدها يمكن أن ترجع إلى الجرعة الوقائية, لا أريدك أن تتأخذ هذه الخطوة قبل أن ترجع إلى طبيبك, لكن التفسير الذي ذكرته لك هو التفسير الصحيح, وهو التفسير العلمي.
أسأل الله تعالى أن ينفعك به, ومن جانبي أقول لك الوساوس خاصة الوساوس التي تحمل سمة التشكيك في الدين هذا تعامل من خلال تجاهلها، وعدم نقاشها, والإغلاق عليها, واتباع ما هو مخالف لها، فأرجو أن تقوم بذلك, وكما ذكرت لك فإن العلاج الدوائي خاصة الباروكستين سوف يكون مفيد جدا لك, لكن الجرعة تحتاج أن ترفع قليلا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.