إخوتي الصغار وطريقة حضهم على الصلاة
2012-09-09 10:30:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكركم على هذا الموقع المفيد، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
لدي إخوة توأم, عمرهم تقريبا 12 سنة, وهم يصلون فقط بوجود أبي, وحينما لا يكون أبي لا يصلون أبدا، وهم يسمعون الأغاني, وأسمع منهم كلمات بذيئة, وأيضا دائما يتشاجرون, ويضربون بعضهم على أماكن حساسة, فكيف لي أن أنصحهم؟ أنا أخاف أن أقول لأبي عمّا يفعلون؛ خوفا من أن يضربهم أبي, فهو شديد جدا.
ما العمل معهم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..
أولا نشكر لك ابنتنا الفاضلة تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وهنيئًا لإخوانك بك، وشكرًا على هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هؤلاء الصغار الذين سينتفعون بك وبتوجيهك ونصحك لهم.
وأحسنتِ أيضًا فكرة ألا تخبري الوالد، ونحن لا نشجع فكرة إخبار الأب بكل ما يحصل حتى لا تفقدي الثقة عند هؤلاء الصغار، وأنت أقرب إليهم وإلى التفاهم معهم، فاجتهدي في النصح لهم، في الاقتراب إليهم، في خدمتهم، في مساعدتهم، في الإحسان إليهم، في التفاهم معهم، في الجلوس معهم، في تذكيرهم بأن الله تبارك وتعالى يرانا، وأن الله تبارك وتعالى لا تخفى عليه خافية، وأننا عندما نصلي أو نصوم أو نفعل شيئا من الطاعات إنما نفعله لله تبارك وتعالى، وأن الإنسان ما يفعل تلك الأشياء من أجل أبيه, أو من أجل أمه, أو أي إنسان، وإنما يجعل نيته للأعمال الصالحة وجه الله تبارك وتعالى.
وحاولي أن تبني معهم جسور الصلات والثقة، واعلمي أن هذه الفترة العمرية بحاجة إلى نوع من التفاهم، فهم على أبواب فترة المراهقة، ويتوقع منهم مثل هذه المشاكل التي تشاهدينها، ولكن أسلوب الشدة لا يصلح معهم، فحاولي أيضًا أن تكسبيهم إلى جوارك وتكوني قريبة منهم دائمًا، ولا مانع من أن تنفردي بكل واحد منهم وتخصصيه بعدد من النصائح، وعندما يتشاجرون عليك أن تحجزي بينهم، ثم عليك بعد ذلك أن تعطيهم كل واحد نشاطه، وعمل يقوم به، ثم عليك بعد ذلك أن تتحاوري مع كل واحد منهم على حدة، ثم بعد ذلك عليك أن تطلبي من المخطئ أن يطلب العفو والسماحة من الآخر، ثم بعد ذلك تشتغلوا في طاعات مشتركة, وفي عمل مشترك في البيت، وتحاولي أن توجهي هذه الطاقات، فهي طاقات موجودة وتحتاج إلى توجيه.
وطالما كانت هناك مشاجرات كثيرة فغالبًا يكون في البيت عدم توازن في الميزان العاطفي، فقد يكون هناك من يُدلل أحدهم، أو يشعر بقيام العدل، أو يشعر بنقصان الجرعة العاطفية، أو نقصان الاهتمام العاطفي، فأحيانًا يتشاجر الأطفال من أجل أن يلفتوا النظر.
إذا كانت المشاجرات عادية أيضًا ينبغي أن تتعاملوا معها بمنتهى الهدوء، ولا تظهروا الانزعاج، ولكن تحاولوا أن تعرفوا أسبابها، واعلموا أن الشجار ليس كله ضار، ففيه جانب يستفيد منه الطفل، لأنه يتعلم حدود ما له وحدود ما عليه، ويخرج للحياة فيكون مستعدًا للدفاع عن نفسه, والدفاع عن خصوصياته, والدفاع عن الحاجات الخاصة به، ولذلك ينبغي أيضًا أن تتعاملوا مع هذه المسائل بهدوء.
الذي يهمنا بالدرجة الأولى الآن مسألة الصلاة التي لا يصلونها إلا في وجود الوالد، عليك أن تجتهدي في النصح لهم، ونحن نتمنى ألا تستعجلوا إخبار الوالد، لأن الوالد قد يغضب ويضرب وهذا كله مضر، وقد يشتم ويسيء ولكنه يسكت بعد ذلك، قد لا تكون ردة فعله أيضًا صحيحة من الوجهة التربوية فتترك آثارا خطيرة، ويفقدوا الثقة فيك، بعد ذلك سيجتهدون أيضًا في النفاق أيضًا، أنت أيضًا سيصلون في وجودك أو إذا خافوا منك، ولن يطول هذا لأنهم بعد حين سيخرجون عن الطوق, وقد تصلك منهم أذية إذا لم تحسني إليهم.
إذن نحن نريد أن تستمري في هذا الطريق، وأرجو إذا كانت الوالدة معكم أن تتعاونوا على نصحهم، من أجل أن تعرفوا أسباب الشجار، من أجل أن تستفيدي من المواقف التي تمر في توجهيهم والتوجيه الصحيح، ونعتقد أن الأخت لها منزلة رفيعة عند إخوانها, خاصة إذا شعرتهم بالشفقة, وبأنها مثل الأم في عطفها, وحنانها, واهتمامها بهم، نسأل الله أن يقر عينك بصلاحهم ونجاحهم في هذه الحياة.
ولستُ أدري هل كانوا في الفترات الأولى يصلون أم لا؟ على كل حال إذا كانوا في الفترات الأولى يصلون فإن المهمة ستكون أيسر، ولكن في كل الأحوال لا توجد صعوبة، فلا زالوا هم في سن التأثير، ولكن هذه السن لا تنفع فيها الأوامر، ولا تنفع فيها قسوة الأب وشدة الأب، ولكن يصلح معها الحوار والتواصل النجاح، والاهتمام بمشاعرهم، واختيار الأوقات المناسبة لنصحهم، واختيار الألفاظ الجميلة للتأثير عليهم، وأيضًا تشجيعهم على التنافس في طاعة الله تبارك وتعالى، وكما قلنا: غرس معاني الإيمان والمراقبة لله تبارك وتعالى؛ لأنها عاصمة للإنسان ومما يعين على الثبات أن يراقب الإنسان ربه في سره وعلانيته.
نسأل الله أن يقر عينك بصلاحهم ونجاحهم، وأن يكثر من أمثالك، وأن يديم عليك هذا الحرص، ونحن سعداء بالتواصل معك بشأن هؤلاء الإخوان الصغار أو بشأن غيرهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بك وبأمثالك البلاد والعباد، وأن يجعلك سببًا لهداية من يهتدي، وبُشرى لك فإنه من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.