الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قارون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، وأن يتقبل طاعاتكم في هذه الأيام الطيبة.
إن موضوع الخجل والانزواء والعزلة الاجتماعية كثيرًا ما تكون متعلقة بالبناء النفسي للإنسان، لكنّ الذي لاحظناه في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن معظم حالات الخوف الاجتماعي تكون حقيقة مختلطة ومتمازجة مع شيء من الخجل وكذلك الحياء، وهذا التمازج إذا تفهمه الإنسان يستطيع أن يعالج مشكلته.
الحياء هو أمر طيب وجميل، والخجل يتوقف عنده الإنسان ويسأل نفسه: (لماذا أخجل؟ أنا لستُ أقل من الآخرين)، والرهاب الاجتماعي يعالج من خلال تحقيره والإكثار من التواصل الاجتماعي.
وجود الثلاثة مع بعضها البعض أعتقد أنه يساعد في عملية الشفاء والتعافي، لكن الأمر يتطلب القناعة التامة بالتغيير، وأن التغيير يأتي من داخل الإنسان وليس من الخارج، ويجب أن يكون هنالك فكر إيجابي، الإنسان يعيد تقييم نفسه، وأنا أطالبك بذلك، وتنظر في الأمور الإيجابية: ما هي السمات والصفات التي تتميز بها حتى وإن كانت بسيطة، انظر إليها بتقدير، وهذا يؤدي إلى تحسين تأكيد الذات لديك، ومن ثم تستطيع أن تطور هذه السمات الإيجابية حتى تسيطر تمامًا على ما هو سلبي.
كثيرًا ما تؤدي المخاوف – وكذلك الاكتئاب النفسي، وكذلك الوساوس – إلى وضع يترصد فيه الإنسان نفسه نفسيًا، يسلط على نفسه مناظير خاصة به يلتقط فقط الفكر السلبي الانتقائي التلقائي، وهذه هي المشكلة الكبيرة التي تُعقّد دائمًا الخوف وكذلك الاكتئاب والوساوس.
إذن استفد من هذه المعلومة المعرفية، وحاول أن تُخرج نفسك من هذا النفق – نفق الأحكام السالبة على الذات – وتناسي ما هو إيجابي أو عدم اعتباره مطلقًا.
الأمر الآخر: أنا لا أريدك أبدًا أن تكون لك أحكام مسبقة على ما تريد أن تقوم به، حتى مشاعرك السلبية نحو الأدوية - والتي بُنيت على تجارب سابقة – لا أريدك أبدًا أن تجعلها هي المحرك الأساسي لك في اتخاذ القرار نحو تناول الأدوية.
ما حدث لك بالأمس ليس من الضروري أن يحدث اليوم، والآثار السلبية التي عشتها فيما مضى فيها جانب نفسي كبير جدًّا، لأن هذه الأدوية محسوبة الجرعات، سلامتها مضمونة جدًّا، فأريدك أن تتخلص من الفكر الوسواسي التوقعي، والأحكام المسبقة هي التي تؤدي إلى هزيمة النفس.
أمر آخر مهم جدًّا، وهو أن تتخير الصحبة الطيبة الفاعلة، الإنسان يحتاج لمن يعينه في أمور الدين والدنيا، وهذا مطلوب، والحمد لله تعالى نحن نعيش في مجتمعات متضافرة جدًّا ومتعاونة جدًّا.
أنت لك أشياء طيبة (لديك الأسرة، لديك الزوجة، العمل موجود، يمكن أن تطور نفسك) فانطلق هذه الانطلاقات وحقر الفكر السلبي، ابن فكرًا إيجابيًا، هذا هو المخرج وهذا هو الحل، وكما تعرف الحق عز وجل استودع فينا طاقات جميلة وطيبة جدًّا، يمكن أن نستفيد منها لنتغير، قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وقال: {فاتقوا الله ما استطعتم}.
الرياضة لها قيمة عظيمة جدًّا لتقوية الأجسام، وكذلك تقوية النفوس، وأنت محتاج لها خاصة لأنك تعاني من إشكالية في الوزن، ولديك أيضًا ما نسميه بالتحسس السلبي حول شكل الجسد لديك، الرياضة مفيدة ومهمة جدًّا.
أنا أنصحك أيضًا أن تطور نفسك معرفيًا، وذلك من خلال الاطلاع، من خلال القراءة، هذا - إن شاء الله تعالى – يعود عليك بخير كثير، ويعود عليك بأكثر ثقة في نفسك.
أخير: أعتقد أن عقار بروزاك سوف يكون مناسبًا جدًّا بالنسبة لك، آثاره الجانبية قليلة، دواء بديع، دواء ممتاز جدًّا، ابدأ في تناوله بمعدل كبسولة واحدة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميًا، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم - وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة – تناول هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، والالتزام بالدواء قطعًا سوف يفيدك.
البروزاك موجود في مصر ويعرف بمسماه المحلي باسم (فلوزاك) وسعره معقول جدًّا، والاسم العلمي بالطبع لهذا الدواء هو (فلوكستين).
ولمزيد الفائدة يراجع علاج الخجل واحمرار الوجه سلوكيا:
267019 -
1193 -
280445 -
278063.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.