أريد أن أنظم وقتي لدروسي، فكيف ذلك؟

2012-09-17 07:55:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

مشكلتي تتعلق بدراستي، أنا بنت عمري 14 سنة، مجتهدة بدروسي، ولكنني أريد أن أنظم وقتي لدروسي، مثلا أنا دائماً أذهب من المدرسة وأساعد أمي في شغل البيت ثم أصلي، وبعد ذلك أشاهد المسلسلات لأني أحب أن أحضرها كثيراً، وبعد ذلك آكل وأجلس على الحاسوب، ثم أذاكر وأحل وظائفي، وبعض الأحيان أحلها وأنا جالسة أحضر مسلسلات وهكذا حتى الساعة العاشرة أو الحادية عشر، ثم لا أذاكر ولا أراجع دروسي، حتى بعض الأحيان لا أحل وظائفي، ولما يأتي وقت الامتحان أكون في ضغط في المواد، لكن في النهاية أنجح في الامتحانات وأكون الأولى في صفي، لكني تعبت من هذا النظام، وأريد منك أن تدلني على طريقة أدرس فيها وأراجع موادي، وكذلك أشاهد فيها التلفاز وأصلي صلواتي جميعها بوقتها.

وأكون شاكرة جداً لك إذا تمكنت أن تساعدني.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وهنيئًا لك بالتوفيق في الدراسة، ولكن ما أحوج من تتفوق في دراستها أن تحافظ على تفوقها، ولن يحدث ذلك إلا بطاعتها لربها، ثم بتنظيمها لوقتها، ثم بإعداد جدول مرتب للمذاكرة، ثم بإعطاء الجسم حظه وحقه من الراحة والطعام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بك بلاده والعباد.

لا شك أن النظام الذي تسيرين عليه فيه أخطاء كبيرة، والحمد لله أنك شعرت بهذا الخطأ، ونحن نعتقد أن الشعور بالمشكلة هو الخطوة الأولى والأهم والرئيسية في الوصول إلى التصحيح، لأن الإنسان إذا لم يشعر بالمرض فكيف يطلب الطبيب، وإذا لم يشعر بالخطر فكيف يسعى في حماية نفسه.

ورغم أنك في تفوق - ولله الحمد - وتحرزين درجات متقدمة جدًّا إلا أن الاستمرار على هذا الطريق ليس فيه مصلحة لك لا في الدنيا ولا في الآخرة، فإن كثرة المسلسلات لا تفيد الإنسان، ولا يجني منها كبير فائدة، والإنسان مسؤول عن وقته بين يدي الله تبارك وتعالى، كما أن المطلوب في الدراسة في زماننا ليس مجرد النجاح الأكاديمي، بل لابد من التفوق والإبداع حتى يكون للإنسان رقم وله تأثير في محيطه وفي دائرة عمله، لأن الدنيا الآن تحتاج الإنسان الذي يُجيد التواصل والذي عنده ثقافة وأُفق واسع، يستطيع معه أن يتعامل مع معطيات الحياة.

لذلك أرجو أن تنتبهي للآتي:
أولاً: أتمنى أن تحافظي على الصلوات في وقتها، لأن هذه هي بداية التصحيح، والبداية الصحيحة لوضع أي جدول للدراسة، وكثيرًا ما سمعنا من النابهين والناجحين والناجحات لما سُئلوا عن سبب تفوقهم كانت الإجابة انتظامهم في الصلاة، فنجعل دائمًا برنامج الدراسة – وأي برنامج – مربوطا بالصلاة وسجودنا لله تبارك وتعالى.

عليك كذلك – قبل ذلك وبعده – أن تتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، فإنه الموفق لكل خير، ثم عليك بعد ذلك أن تقللي من مشاهدة المسلسلات خاصة التي فيها غفلات ومعاص لرب الأرض والسماوات، فالأمر كما قال ابن مسعود: (كنا نُحدِّث أن الخطيئة تُنسّي العلم) وكما قال الشافعي:
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يُهدى لعاصي

كذلك نتمنى أن تُعطي جسمك حظه من الراحة وحقه من الطعام، لا تؤخري عمل اليوم إلى الغد، بل لا تؤخري أداء الوظائف لآخر اليوم، فضلاً عن أن تتركيها إلى اليوم الذي يليه، واعلمي أنه ليس المطلوب من طالب العلم فقط أن يؤدي الوظائف، بل المطلوب أكثر من ذلك بكثير، عليه أن يؤدي الوظائف وبعد ذلك يذاكر ما درس، ثم يتهيأ للدرس الجديد الذي سيأخذه لاحقًا.

نتمنى كذلك أن تحرصي على التواصل مع أسرتك، وتنظمي وقتك، وتجعلي مقدار الوقت الحر محدودا وميسورا، لأن الإنسان يحتاج للفكاهة يحتاج للترفيه، ولكن ينبغي أن يكون ذلك بمقدار ما يُعطى الطعام من الملح.

كذلك عليك أن تستفيدي من تجارب أخواتك المعلمات والناجحات في الحياة، وتجتهدي في أن تكتسبي مهارات التواصل، فإنها مهارات مطلوبة إلى جانب المهارات العلمية الأكاديمية التي ما عادت وحدها سبيل ووسيلة إلى التفوق والنجاح في الحياة الدراسية.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة الاستغفار، ثم بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – واعلمي أنك مطالبة - غير المعلومات الدراسية - بما تصححي به عقيدتك وعبادتك وطاعتك لله.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن نسمع عنك الخير والنجاح، وشكرًا لك على هذه الاستشارة التي تدل على أنك بدأت تسيرين في الطريق الصحيح، ومن سار على الدرب وصل، فبشرى لك، ومرحبًا بك في موقعك.

www.islamweb.net