الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن رسالتك احتوت على عدة جوانب، منها اهتزاز ثقتك في نفسك وفي مقدراتك، وضعف التركيز، وعدم المقدرة على التواصل الاجتماعي، وافتقاد القدرة على التعبير الجيد، وأيضًا لديك بعض الاجترارات السلبية حول طفولتك وحول التنشئة، وربما مشاعرك فيها بعض السلبية نحو والدك.
حقيقة الذي لمستُه من رسالتك أن مقدراتك جيدة جدًّا، وأنت ذكرت ذلك، وذكرت حين تقومين بالكتابة فهذا أسهل لك كثيرا من الكلام.
القدرة على عدم التعبير ربما يكون ناتجا – كما ذكرنا – من الإنسان حين لا يقدر مقدراته الحقيقية، وكثيرًا من الناس يقوم بذلك أو ربما يكون هنالك نوع من الخوف أو الخجل الاجتماعي أو يكون الإنسان يحفز ويحضر نفسه عند المواجهات للدرجة التي يُضعف من تركيزه ومن أدائه.
إذن المقدرات موجودة، ولكن العلة والإشكالية في طريقة إخراجها، وخير وسيلة لتصحيح هذا الأمر هو أولاً: أن تثقي في مقدراتك.
ثانيًا: قللي من الرقابة على نفسك، حين تتكلمين لا تراقبي نفسك في كل صغيرة وكبيرة.
ثالثًا: لا شك أن الكلام ببطء فيه خير كثير.
رابعًا: أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، وأن تمارسي الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وأن تكون لك تغذية متوازنة، هذا يساعد جسدك وخلايا الدماغ بدرجة كبيرة جدًّا.
خامسًا: تمارين الاسترخاء أيضًا تساعد كثيرًا.
سادسًا: قراءة القرآن بتدبر، وتفكر، وتأمل، وتؤدة، تحسن من التركيز ولا شك في ذلك.
سابعًا: يجب أن تقومي بما نسميه بـ (سيناريو المواجهة)، وهو أن يلعب الإنسان دورًا فيه مع نفسه، وأن يتخيل نفسه أمام جمع من الناس، وطُلب منه أن يقدم محاضرة أو عرضًا لموضوع معين، وبالفعل قمتِ بتجهيز هذا الموضوع، وتصوري نفسك أنك في أثناء هذا العرض واجهتك بعض الأسئلة من الحضور.
وأنا أطلب من بعض الناس أن يقوموا بتسجيل هذه الوقائع حتى وإن كانت في الخيال، إلا أن من يطبقها بصورة صحيحة تعتبر وسيلة تعليمية وتدريبية مهمة جدًّا، وهذا ما نسميه بالتحسين التدريجي، أي أن الإنسان يعرض نفسه لمصادر مخاوفه أو عدم ثقته بالتدرج.
وبالنسبة لموضوع عدم النطق السليم، وحبسة اللسان: أنا لا أراها حقيقة علة أساسية، بل هي مرتبطة بموضوع القلق والمخاوف التي لديك.
نصيحتي لك أيضًا بجانب النصائح التي ذكرتها سلفًا، هو أن يكون لك نشاط اجتماعي، فالأنشطة الاجتماعية والأنشطة الثقافية تزيد جدًّا من مهارات الإنسان ومقدراته، ولابد أيضًا أن تقرئي قراءات غير أكاديمية، ولا مانع أبدًا أن يُقلِّد الإنسان محاضرا أو مذيعا أو شخصا ما، ويحاول أن يتخذ نفس منهجيته في التحدث، فهذا أيضًا يوسع كثيرًا من ثقة الإنسان ومقدرته.
الربط ما بين التنفس وما بين الكلام أيضًا مهم، أنت ذكرت أنه لديك صعوبة في هذا الأمر، لذا نصحتك بتمارين الاسترخاء، ولدينا بإسلام ويب استشارة تحت رقم
2136015 أرجو أن تراجعي هذه الاستشارة، وتطبقي كل ما ورد فيها حول تمارين الاسترخاء.
وفي مثل حالتك أيضًا جرعة صغيرة من الأدوية المضادة للقلق والتوترات والمخاوف، أعتقد أنها سوف تكون جيدة جدًّا.
أنت لم تذكري عمرك، فإذا كان عمرك عشرين سنة فما فوق فلا مانع من أن تتناولي دواء مثل: (سيرترالين)، وهذا اسمه العلمي، واسمه التجاري (زولفت) أو (لسترال)، وربما يكون له مسميات تجارية أخرى في بلدان أخرى.
الجرعة هي: أن تبدئي بخمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة – يتم تناولها ليلاً، واستمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو دواء طيب وجيد، وأعتقد أنه سوف يفيدك كثيرًا.
أرجو ألا تبني مشاعر سلبية حول والدك، حتى وإن كان منهجه التربوي خطأ، فإنه لم يقصد أبدًا أن يوقع بكم أي نوع من الأذى، فالآباء والأمهات يُحبون أبنائهم كثيرًا، وأنت لا شك منهم، ولكن الخلاف في المنهجية التربوية هو الإشكالية، فالكثير يقصد الخير ولكنه يخطأ الطريق والهدف، أما فيما يخص سؤالك عن الذكاء: هل الإنسان وُلد ذكيًا أم أصبح ذَكيًّا؟
فهذا سؤال جيد، ونحن نستطيع أن نقول: بأنه توجد عوامل مهيأة ومرسبة، وعوامل استمرارية الذكاء، يعني أن الوراثة لها دور، والتعليم له دور، والبيئة المحيطة للإنسان لها دور، حتى نوعية الغذاء لها دور، إذن فالعوامل متعددة لتكوين الذكاء لدى الإنسان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.