أشعر بحرقان وألم في المنطقة الشرجية... فما التشخيص والعلاج؟
2012-09-25 11:05:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ ما يقارب السنة كنت أشعر بحرارة في منطقة الشرج عند التبرز بعض الأحيان أو عند التعرق بعض الأحيان، وخلال ستة أشهر الماضية نمت عناصر خارج الشرج تشبه التدلي الشرجي، والآن نموها أصبح داخل الشرج وبشكل سريع، لها لون أبيض، وكأنها زوائد جلدية، وأشعر بحرقان وألم، أصبح أكلي قليلاً حتى لا أحتاج الذهاب للحمام، ولكن بعض الأحيان لا أستطيع النوم ويستمر الألم إلى اليوم الثاني.
تمت زيارة الطبيب، لكنه لم يتم إيضاح ما أعاني منه بل زاد خوفي أكثر، قال: أحتاج لعمل تحليل دم، وعملت والنتيجة جيدة -لله الحمد- وقال ربما قد يكون الخبيث، في هذا الوقت أرعبني كلامه وشعرت بالدوار واستلقيت على السرير، وقال نحتاج عمل عملية، ثم نحلل الزوائد بأخذ عينة منها.
أرجوكم أخبروني ماذا يمكن أن يكون نوع المرض الذي أعاني منه؟ علماً في بعض الأحيان أنزف قليلاً من الدم بعد التبرز مع حرقان، وأحاول تنظيف المنطقة كي يزول الألم والحكة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohsen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلقد ذكرت أن الطبيب لم يشرح لك ما هي ماهية هذه البروزات، فعلى الأكثر أنها ليست بواسير؛ ولذا اقترح الطبيب عليك إجراء تحليل للدم، وإجراء عينة من هذه النتوءات، فعلى الأكثر أن ما تعاني منه حسب الوصف الذي أرسلته هو ما يسمى بالثآليل الشرجية، وهي عبارة عن نتوءات جلدية يتراوح حجمها ما بين مليمتر واحد وحتى سنتيمترات معدودة.
سبب هذه الثآليل هو فيروس (human papliloma virus) وهو ما يسبب هذه الثآليل، يقوم هذا الفيروس بالدخول عبر الجلد، فيحصل انقسام الخلايا فيؤدي بدوره إلى تطور الثؤلول، والفيروس يفضل نوعاً معيناً من خلايا الجلد، وهو بحاجة لشروط بيئية معينة كالرطوبة، ولذلك فإن الثآليل تظهر عادة في منطقة الشرج.
يمكن للثؤلول أن يظهر على أعضاء مختلفة من الجسم أيضاً (مثلاً الأيدي، كفوف الأيدي)، غير أن هذا النوع من الثؤلول هو نتيجة لتواجد فيروس من نوع آخر، يجدر الذكر بأن الفيروس يمكنه أن يمكث في الجلد لعدة سنين من دون أي أثر.
حجم الثؤلول يتراوح ما بين رأس الإبرة وحتى سنتيمترات معدودة، يمكنها أن تكون مسطحة وملساء للغاية أو محدبة وخشنة، يمكنها أن تظهر كل واحدة على حدة أو كعنقود بلون الجلد، فاتحة أكثر أو أقل، وغير مؤلمة لكن يمكنها أن تسبب الحكة. الثآليل تفضل البيئة الرطبة على الأغلب.
لذلك فإنها تظهر عادة في منطقة فتحة الشرج من الداخل أو الخارج، إذا تواجدت ثآليل كبيرة داخل فتحة الشرج يمكنها أن تسبب عدم الراحة عند البراز، ويمكنها أيضاً أن تؤدي إلى النزيف، وكثيراً ما يصعب التشخيص والتمييز بين الثؤلول والباسور.
لذا فإن الطبيب قد رأى أن تجرى لك إجراءات عينة منه، وأنا أرى أن تجرى هذه العينة لكي يتم التشخيص، وإن كان كذلك أي أنه ثؤلول.
العلاج يكون بالكريمات المضوعية، الكريمات الموضعية:
مفعول هذه الكريمات يكون على الثؤلول بشكل مباشر، وهي تشجع الجسم على مقاومتها، وناجحة عادة في علاج الثآليل الصغيرة، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة، فهي تقوم بحرق الجلد كيماوياً، وإزالة الثؤلول تدريجياً.
الأعراض الجانبية لهذه الدهون يكون عادة بتهيج الجلد والألم المصاحب لحرق الجلد، واحتمالية إعادة الإصابة لاستمرار وجود الفيروس، كما أنها قد تترك آثاراً على شكل ندبات في الجلد مكان الثألول.
العلاج الجراحي يتم بعد التخدير الموضعي، وذلك بحسب حجم الثألول وموقعه، ويتم إزالة الثألول بواسطة حرقه بأشعة الليزر أو الكهرباء، وتجميده بواسطة النيتروجين السائل أو إزالته بأداة جراحية حادة.
العملية بسيطة للغاية، ويمكن إجراؤها في العيادة، هذا العلاج ناجح عادة للثآليل التي تغطي مساحة كبيرة أو كتلك التي تظهر في أماكن يصعب الوصول إليها -فتحة الشرج مثلاً- أو العنيدة منها كتلك التي تظهر ثانية بعد استعمال الدهون.
وبالله التوفيق.