الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبانتقالك لمنطقة جديدة أدى إلى ما يُعرف بعدم القدرة على التواؤم، وعدم القدرة على التكيف، وهي حالة نفسية مرحلية تتسم بوجود قلق وخلل في التركيز ومزاج إحباطي عام، والإنسان في هذه المرحلة أيضًا قد يضخم بعض الأمور ويجسدها للدرجة التي تسبب له ضغوط نفسية متزايدة.
موضوع الرسالة التي أتت من الشاب أثرت فيك تأثيرًا سلبيًا لأنك لم تكوني تتوقعيها، لكن بذات المنطقية يجب أن تفكري أن نوعية هذه العلاقات قد تنتهي بمثل هذه الرسائل، فالذي يحدث في مثل هذه المواقف يجب ألا يُستغرب أبدًا.
أنا أرى أن الوضع الآن الذي تعيشينه هو نوع من القلق الوسواسي، لديك كثير من الاجترارات والأسئلة الحائرة، والتفسيرات الوسواسية، ويوجد لديك نوع من التعمق وتحليل وتشريح الأفكار بصورة لا أقول لك إنها غير منطقية، لكن لا داعي لها، وهذه سمة من سمات الوسواس القهري.
إذن أنت تعانين من قلق الوساوس القهرية، وهذا نتج عنه اكتئاب ثانوي من الدرجة البسيطة، والذي يظهر لي أن شخصيتك قابلة للقلق وللوساوس.
إذا كان بالإمكان أن ترجعي إلى نفس الطبيب النفسي وتقولي له ما ذكرناه لك، وهو أنك تعانين من قلق الوساوس، وفي مثل هذه الحالة لابد من تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، ومن أفضلها عقار يعرف باسم (باروكستين) ويسمى تجاريًا في الجزائر (ديروكسات) وله مسمى تجاري مشهور أيضًا هو (زيروكسات).
أنا أعتقد أن العلاج الدوائي مهم ومطلوب جدًّا في حالتك، وإن لم تستطيعي الذهاب إلى الطبيب فأرجو أن تتحصلي على الدواء من الصيدلية، فهو لا يتطلب وصفة طبية في معظم الدول، تناولي جرعته بمعدل نصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – وقوة الحبة عشرون مليجرامًا – استمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها حبتين في اليوم – أي أربعين مليجرامًا - وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك والتي يجب أن تستمري عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أنا على ثقة كاملة أنك إذا تناولت هذا العلاج بانضباط والتزام كل الذي بك سوف يزول - إن شاء الله تعالى – وفعالية الدواء تبدأ دائمًا أربعة إلى خمسة أسابيع بعد بدايته، وهذا الدواء يتميز بأنه لا يؤثر على الهرمونات النسائية، وأنه غير إدماني، وهو فاعل جدًّا كما ذكرت لك.
الأمر الآخر في العلاج هو التفكير الإيجابي، وتحقير الفكر الوسواسي السلبي، وعدم مناقشة هذه الأفكار، لأن الإكثار في مناقشتها يؤدي إلى توطيدها وإلى قوتها، وربما تتولد عنها أفكار وسواسية جديدة، فيجب أن يُغلق عليها ويُقطع عليها الطريق، وذلك من خلال تحقيرها.
أيضًا عليك أن تطبيقي تمارين الاسترخاء بصفة يومية، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن تتطلعي عليها وتستفيدي مما بها من تعليمات، وإن قابلتِ الطبيب النفسي قطعًا سيقوم بتدريبك على هذه التمارين.
اجتهدي في دراستك، اصرفي تمامًا الأفكار السلبية وانصرفي عنها، الحياة طبية وجميلة، ليس هنالك ما يدعوك للتفكير في الانتحار، مشكلتك بسيطة جدًّا، وإذا اتبعت ما ذكرته لك - إن شاء الله تعالى – سوف تجدين الحل، وليس هناك داعٍ للحيرة أو التوجس.
أنا أعرف أن الوساوس القهرية مؤلمة للنفس، لكن علاجها أيضًا أصبح الآن سهلا جدًّا بعد ظهور الأدوية الجديدة مثل الزيروكسات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.