أشعر برفض الزواج ولا أتصور أن يدخل رجل في حياتي! ما توجيهكم؟
2012-10-09 12:31:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكم على مساعدتي ومساعدة المسلمين والمسلمات.
مشكلتي هي العزوف عن موضوع الزواج، حيث أنني أكره موضوع الزواج، لا أحب أن يفتحه أحد معي، وإذا ما تقدم أحد لخطبتي أرفضه دون سبب يذكر، وأظل مترددة إلى حين انتهاء الموضوع على الرفض حينها أرتاح.
أنا لا أشعر بحاجتي للزواج، ولا لوجود أحد غريب في حياتي، أعشق منزلي ولا أتصور أني سأغادره يوماً، ولا أتجرع فكرة أن يدخل رجل في حياتي، وإن كان بعلاقة زواج شرعي، وأريد أن أمضي حياتي هكذا، ما المشكلة؟
الأهل لا يفهمونني ولا يفهمون ذلك، يقال معك سنة ترفضي أو تقبلي، وبعدها تقعدين في البيت، ماذا تعملين؟! والبنت سترتها وبيت زوجها هو حياتها.
لا أستطيع تفهم نفسي، ولا الآخرين من حولي، فأين المشكلة؟ وما هو الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن رفض الفتاة للزواج لا بد أن يُبحث فيه بدقة شديدة، ما هي المبررات؟ ما هي الأسباب؟ أنت ذكرتِ بعض المبررات، لكن حقيقة لا أراها أسباباً وجيهة لرفض الزواج، هذا مع احترامي الشديد جدًّا لوجهة نظرك.
اعرفي أن الزواج هو متطلب حياتي عظيم، والرجل يكمل المرأة والمرأة تكمل الرجل، فيه العفة وفيه الصون، وفيه الرحمة وفيه السكينة، وفيه المودة، هذا هو الزواج.
لا بد أن تغيري مفاهيمك عن الزواج، ولا تأخذي بالأمثال السيئة في الزيجات، نعرف أن هنالك زيجات مضطربة، ربما يكون على المستوى العقل الباطني ارتكز لديك مفاهيم قائمة استقيتها من بعض الزيجات السيئة في محيطك الذي تعيشين فيه، وهذا الأمر قد يكون على مستوى العقل الباطني، ليس من المهم أن يكون على مستوى الإدراك والوعي الكامل.
من هنا أقول لك: اجلسي مع نفسك، ولا تناقشي الموضوع مع أحد، ناقشيه مع نفسك؛ لأن نفسك هي الأفضل وهي الأولى، وهي التي تفهمك أكثر من الآخرين، انظري إلى الزواج بكل إيجابياته، بكل جمالياته، لا تجعلي الزيجات السيئة قدوة لك أبدًا، ودائمًا فكري في الرجل والدين والصلاح - وهكذا - وإذا كان لديك مواقف حول المعاشرة الجنسية فهذا أيضًا أمرًا يجب أن تصححي مفاهيمك حياله.
في بعض الأحيان يكون رفض الزواج أيضًا ناشئاً من فكر وسواسي، الوسواس قد يأتي للإنسان ويعطي مفاهيم ورسائل ومؤشرات خاطئة عن الزواج، هنا لابد أن يتم قهر الفكر، لأن الوسواس في الآخر هو فكر سخيف يتسلط على الإنسان وليس فيه أي نوع من المنطق، لكن الإنسان حين يدركه ويفهم طبيعته يواجهه من خلال التحقير، وألا يتبعه، بل يتبع الفكرة المخالفة له تمامًا.
أرجو أن تبني علاقات طيبة مع صديقاتك من المتزوجات، زيجات سعيدة وجميلة، وهذا - إن شاء الله تعالى – يصحح كثيرًا من مفاهيمك.
أود أن أقول شيئاً مهماً جدًّا: رفض الزواج دائمًا يكون فكرًا عابرًا، لا يمكن أن يكون فكرًا ثابتًا إلا إذا كانت هنالك أسباب أو صدمات نفسية حدثت للإنسان، لكن أن ترفض الفتاة فكرة الزواج هذه غالبًا فكرة عابرة في مرحلة حياتية معينة، ثم بعد ذلك تختفي.
أتمنى أن تكون فكرة عابرة، وأرجو أن تصححي مفاهيمك من خلال ما ذكرته لك، وأرجو ألا تنسي أننا كآباء وأمهات نسعد جدًّا حين يتزوج أبناؤنا وبناتنا، هذا لا تنسيه أبدًا، وأعتقد أن قبولك للزواج فيه شيء من بر والديك.
نقطة أخيرة ومهمة: أرجو أن تحصني نفسك، أرجو أن ترقي نفسك – هذا مهم جدًّا – الشيطان وفعله والعين والحسد قد يكون في مثل هذه الأمور، فأرجو ألا تنسي هذا الأمر، وتذكري دائمًا أنك في حفظ الله وفي كنفه وفي معيته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأن يرزقك الله تعالى الزوج الصالح الذي تسعدين معه.