الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: صبرك على الابتلاء حين بترت قدمك جعلني أستبشر خيرًا؛ لأن المستقبل - بإذن الله تعالى - لك، وهذه القدم التي بترت أسأل الله تعالى أن تسبقك إلى الجنة، ودعاءك وطلبك من الله تعالى أن يفرج كرب أهلنا في سوريا وفلسطين وجميع بلاد المسلمين، ونسأل الله تعالى أن يستجيب الدعاء هذا, وجميعنا نرفع أكفنا ونلهج بنفس الدعاء, ونسأل الله تعالى لهم الصبر, وأن يفرج كربهم وكرب جميع المسلمين.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت إنسانة صلبة صامدة, وقوية, ومؤمنة, ومفعمة بالأمل والرجاء، وهذه سمات استطعت أن استخلصها من رسالتك، وهذه قواعد صلبة وجوهرية يفتقدها الكثير من الناس، فأنا مطمئن لك تمامًا, وما تعانين منه الآن من سرحان وشرود فأعتقد أنه ناتج من شيء من عسر المزاج الذي لم يصل لمرحلة الكرب والكدر - والحمد لله -, وعسر المزاج هذا تتخلصين منه من خلال تذكرك لوقوفك بقوة وصلابة لمواجهة مرض السرطان، وهذا يحمد لك, ويجب أن يكون دافعًا وباعثًا للأمل والرجاء فيك، واطرحي دائمًا أفكارًا إيجابية, فهذا - إن شاء الله تعالى - يجعلك تتخلصين من هذا السرحان ومن هذا الشرود, فأنت بفضل من الله مؤمنة، وحسن ظنك بالله تعالى سوف تكون - إن شاء الله تعالى - نتائجه ذات فائدة عظيمة من رب العزة لك.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أرى أن أقراص تيبونينا فورت لا بأس بها, لكن لماذا لا تتناولين محسنًا للمزاج؟ فعقار مودابكس وسيرتللين جيد وطيب وممتاز, وأنت لا تحتاجين إليه لمدة طويلة, وإنما لمدة ثلاثة أشهر, ومن وجهة نظري ابدئي في تناوله بنصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام, وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة شهرين, ثم اجعليها نصف حبة لمدة أسبوعين, ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين, ثم توقفي عن تناول الدواء، ولا تترددي أبدًا في قيادة السيارة, وجزى الله خيرًا صديق والدك هذا, وأنت لديك مقدرات تعويضية, نسميها بالمقدرات التعويضية, فقد استطعت بكل قوة وشجاعة وشهامة أن تتخلصي من صعوباتك, فقيادة السيارة أمر سهل وبسيط جدًّا لمن هن أمثالك، هذا من ناحية.
أما من ناحية أختك: فأنت - إن شاء الله تعالى - تكوني خير مرشد لها, وخير معين لها, وحين يتحسن مزاجك بعد تناول الدواء, سوف تستطيعين الصبر عليها, واجعليها صديقة لك، ووجهيها, واجعليها تستطيع أن تتعامل مع غضبها، وأرجو أن تجعليها تطَّلع على ما ورد في السنة المطهرة من كيفية مواجهة القلق والغضب, واجعليها تغير مكانها حين تغضب, فإذا كانت وافقة فلتجلس, وإذا كانت جالسة فلتقف, وأن تتفل ثلاثًا عن شقها الأيسر, وأن تتوضأ لتطفئ نار القلق والغضب والشجار، فهذا يفيدها كثيرًا, وفي نفس الوقت دربيها على تمارين الاسترخاء, ويمكنكما أن تطبقا هذه التمارين مع بعضكم, وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015), والتعليمات التي فيها بسيطة وجيدة ومفيدة - إن شاء الله تعالى - وساعديها في كيفيك إدارة وقتها, وخصصي وقتًا للقراءة, ووقتًا للراحة, ووقتًا للرياضة - أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة - ووقتًا للترفيه بما هو طيب وجيد, ومن خلال ذلك فإن غضبها وشجارها سوف يخف كثيرًا, وعليكم أيضًا بالتركيز على الجوانب الإيجابية فيها, وحاولي أن تنميها، ودائمًا أكثري من الثناء عليها, فهذا يفيدها ويجعلها أكثر ثقة بنفسها، وحين يكون مزاجها حسنًا فكلميها عن بر الوالدين, وأن والدتكم الآن في حاجه أكثر لكما بعد أن توفي والدكم إلى رحمة الله, وهكذا, وأعتقد أنه من خلال هذا سوف تستطيعين أن تساعديها كثيرًا.
ولمزيد من الفائدة انظري علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا :(
226145 _
264551 -
2113978).
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.