أسمع مواعظ ورقائق ولكن لا أحافظ على الصلاة، ما نصيحتكم؟
2012-10-10 09:24:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله جزيل الخير على ما تقدمونه في هذا الموقع الجميل.
كل ما لدي أني أعاني من مشكلة لا أعرف لها حلاً، ولكن لأكون دقيقاً قلبي من يعاني منها.
آخذ بسماع الخطب والدروس الدينية، وخصوصاً لشيخي المفضل الدكتور العريفي، وأجد نفسي متفاعلاً معها، تدمع عيني من خشية كلمات الله.
أخاف أن أفعل ما يغضب ربي، وكم علمت بأنها دنيا زائلة، وأن الآخرة هي دار البقاء، وكم علمت وتعلمت عن الجنة، وكم ود قلبي أن أدخلها.
وعلى الرغم من كل هذا، أجد نفسي لا أحافظ على الصلاة! وكأن شيئاً بداخلي يقول لي قم وصل، كيف تريد التوفيق من الله، كيف تريد رضا الله، ألا تخاف من عذابه؟
مع ذلك أجدني أتكاسل عن الصلاة كثيراً وكثيراً، وكم من الأحيان أجد نفسي أشاهد الإباحيات على مواقع الإنترنت، ثم أعود وأندم وأعاهد ربي ومن ثم أعود مرة أخرى، وهكذا دواليك.
أريد حلاً لنفسي التي تعبت منها.
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم جلت قدرته أن يبارك فيك، وأن يحفظك بحفظه وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
الأخ الفاضل: إن ما ذكرته من رقة تجدها في قلبك من سماع المواعظ الدينية يدل إن شاء الله على سلامة فطرة واستعدادها لتقبل الخير، وما ذكرته عن سلوك يتنافى مع ذلك يدل على أنك لم تسلك الطريق الصحيح لما تريده من خير، ونحن نضع بين يديك معالم هذا الطريق في النقاط التالية :
1- من الخطأ الجسيم الاعتقاد بأن القدرة على التغيير مستحيلة، أو أن التوافق بين ما تشعر به في قلبك وبين حسن الطاعة بعيد، لأن هذا الاعتقاد يجعل كل مبادرة للإصلاح تولود ميتة.
لذلك عليك ابتداء الاعتقاد بأن الأمر يسير، وأن تغييرك إلى الأفضل أمر قائم، وأن البداية لا بد أن تكون عملية وأن تكون منك أنت، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " إِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ بَاعًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " فالشبر الأول منك أنت .
2- العمل الفردي مدعاة للتكاسل، بخلاف العمل الجماعي القائم على التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وقد قال صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان أقرب إلى الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" ذلك أن السائر وحده في طريق العبودية لا بد أن تمر عليه لحظات فتور وضعف، فإن كان وحيداً صعب عليه السير سالماً.
لذلك نتمنى عليك أن تصطحب على أصدقاء الخير في مسجدك أو مدرستك أو عملك وتقوموا بوضع برنامج تعبدي لكم على أن تكون اللقاءات عقب الصلوات في المسجد فإن هذا من المعين لك على الطاعة.
3- المحافظة على الفرائض بعدم التهاون في النوافل: إن النوافل حرس حدود الفرائض، وإنما تؤتى الفرائض بتضييع النوافل، فإذا أردت المحافظة على الفرائض فعليك بالسنن الراتبة، وإذا أردت المحافظة على السنن الراتبة فعليك بغير الراتبة ، وإذا أردت المحافظة على الجميع فعليك بقيام الليل.
4- الفراغ أس كل بلاء وسبب كل انحراف، ولعل الفراغ هو ما أوصلك إلى كثير مما وقعت فيه، لذلك عليك القضاء على الفراغ بشغل نفسك ببرنامج تثمر فيه عقلك ودينك وبدنك.
جميل أن تضع برنامجاً لحفظ كتاب الله عز وجل، جميل أن تضع برنامجاً لزيادة المعرفة والعلم، جميل أن تضع برنامجاً رياضياً لتقوية بدنك، جميل أن تشترك في أي عمل خيري اجتماعي لمساعدة الفقراء وذوي الاحتياجات، المهم أن لا يكون لديك وقت للفراغ.
نسأل الله الكريم أن يوفقك لكل خير، وأن يبارك فيك ونحن سعداء بتواصلك معنا.
والله الموفق.