أشعر بضيق في التنفس حين أقرأ القران الكريم، فبم تنصحوني؟
2012-10-22 07:51:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أرجو من أحد الشيوخ الفضلاء الإجابة على سؤالي، فأنا حين أقرأ القرآن الكريم أو أسمعه أشعر بضيق في التنفس، وخاصة بعد الأكل مباشرة.
فبم تنصحوني أفعل بعد الاتكال على الله؟ مع الشكر الجزيل لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين واعتداء المعتدين، كما نسأله تبارك وتعالى أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقك لقراءة القرآن بصفة دائمة ومنتظمة، وأن يجعلك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - من أنك عند قراءة القرآن أو سماعه تشعرين بضيق في التنفس خاصة بعد الأكل، وتسألين النصيحة.
أقول لك - أختي الكريمة الفاضلة – مما لا شك فيه أن القرآن شفاء، وأن القرآن به تطمئن القلوب، لأنه أعظم الذكر، والله تبارك وتعالى أخبرنا بقوله: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} وقال جل جلاله أيضًا: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وكون الإنسان يحدث له العكس فمعنى ذلك أنه ليس طبيعيًا، وأنه في حاجة للنظر في هذه المشكلة، والذي أتوقعه أن هناك احتمال أن تكوني مصابة بنوع من الاعتداء الجني، لأن الجن إذا ما اعتدى على الإنسان قد يعكر مزاجه ويكدر خاطره، وإذا كان كافرًا فإنه يحرص على إفساد العلاقة بين العبد المؤمن وبين سيده، وهذه الصورة التي أراها لعلها من هذا النوع، فهو الآن لا يريدك أن تقرئي القرآن ولا أن تستمعي إليه، معنى ذلك أنه إما أن يكون من الجن الكفرة، وإما أن يكون جنيًا مسلمًا عاصيًا لا يُحب أن يسمع القرآن لأنه يؤذيه إيذاء شديدًا، والعلاج يكمن - أختي الكريمة الفاضلة - في الرقية الشرعية.
أنت تقولين بأنك تقرئين القرآن لماذا الرقية؟ أقول لك: لأن هناك آيات معينة لها تأثير على الجن، ليست كل آيات القرآن تؤثر على الجن، بل إن بعض الجن غير المسلم قد يستريح لسماع بعض الآيات، ولذلك من فضل الله تعالى ورحمته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دلنا على بعض الآيات التي تُفيد في هذا الجانب، وكذلك صحابته - رضي الله تعالى عنهم - وكذلك العلماء من بعدهم، من خلال التجارب الطويلة لهذه الأمة أصبح مألوفًا ومعروفًا لدى الرقاة أن هناك كمًّا من الآيات له تأثير عظيم على الجن وكيفية التخلص منه، سواء كان بإخراجه من الجسد أو حتى بقتله داخل الجسد.
فالذي عليك - أختي الكريمة الفاضلة - أن تقرئي الرقية الشرعية إذا كنت قادرة على ذلك، والرقية الشرعية – كما ذكرت – هي مجموعة من الآيات ومجموعة من الأحاديث النبوية الصحيحة، من الممكن أن يقوم الإنسان برقية نفسه بنفسه، وهذا أفضل بالنسبة للنساء، إن تحسنت حالتك من خلال رقيتك على نفسك بنفسك فهذا هو المطلوب، أما إن ظلت الحالة على ما هي عليه فلا مانع من الاستعانة بأحد يساعدك في الرقية، إما أن يكون من أهلك، فإن لم يتيسر فلا مانع من التوجه إلى أحد الرقاة الشرعيين الثقات المعروف عنهم سلامة المعتقد وصحة الطريقة، لأن بعض الناس قد يُظهرون استقامة في الظاهر وقد يصلون مع الناس ولكنهم من المشعوذين والدجلة والعرَّافة والكهنة، أما الرقاة الشرعيون فمعروفون بسلامة العقيدة وصحة العبادة، وأن طريقتهم واضحة وصريحة ويقرؤون قرآنًا مسموعًا على الحالات يسمعه المريض ومن حوله ومن معه من المحارم، فعليك بهؤلاء، وأحب أن أبشرك بأن الأمر في غاية البساطة، وليس أمرًا صعبًا، وإنما هو أمر - بإذن الله تعالى - سهل، لأن الرقية الشرعية متوفرة وميسرة، وهي آيات من كلام الله تعالى وأحاديث النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - وقطعًا هي إذا لم تنفع فيقينًا لن تضر، لأن كلام الله وكلام النبي - عليه الصلاة والسلام - فيه الخير وكل الخير.
ولذلك أتمنى بارك الله فيكِ أن تعجلي بذلك، حتى تتخلصي من هذه الحالة الغير طبيعية التي تعانين منها، وأبشري بفرج من الله قريب، وأسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.