الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأولاً نبارك لك التخرج من الجامعة من كلية الهندسة، ونسأل الله تعالى أن يوفقك في قادم أيامك، وأن تصل إلى كل ما تتمناه وإلى كل خير.
حالة الخوف التي تعاني منها هي خوف اجتماعي، لكن أحسب أنه من الدرجة البسيطة - إن شاء الله تعالى – بالرغم من أنك ذكرت أن هذه العلة عطلت حياتك كثيرًا.
أنا أؤكد لك أن الخوف الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي، قد يكون له روابط أو مسببات، وقد لا تكون له روابط أو مسببات، وحادث الامتهان الجنسي الذي تعرضتَ له قد يكون هو أحد المسببات، وعليك أن تواجه هذا الموقف بكل شجاعة وقوة، والحمد لله تعالى هذا الأمر قد انتهى، وأنت الآن في كامل وعيك وإدراكك، وتستطيع أن تتفهم الأمور بصورة أفضل من تلك المرحلة العمرية السابقة.
الحالة يمكن علاجها، وعلاجها بعدة وسائل، أفضلها أن تذهب إلى الطبيب النفسي، إن استطعت أن تذهب إليه من خلال الحوار وإن شاء الله التوجيه وإعطاؤك الدواء المناسب ستكون النتائج رائعة جدًّا.
الأدوية سليمة جدًّا وفعالة جدًّا وليس لها أي آثار سلبية من حيث أثرها المستقبلي، والدواء حتى يستفيد منه الإنسان من الضروري أن يكون هنالك التزام بالجرعة الموصوفة.
جرعة العلاج، كمها، وقوتها، ومدتها مهمة جدًّا لأن يكون العلاج ناجحاً وناجعًا.
أما إذا لم تستطع الذهاب إلى الطبيب فأقول لك أن عقار (لسترال) والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) هو دواء جيد جدًّا، وهنالك دواء مقابل له يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين).
جرعة السيرترالين هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة – ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلاً، واستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر.
هذا الدواء مفيد جدًّا وفاعل جدًّا، وسوف تجد منه - إن شاء الله تعالى – خيرا كثيرا، لكن إذا ذهبت إلى الطبيب قطعًا فيجب أن تتبع تعليماته وإرشادته وتتناول الدواء الذي سوف يصفه لك، فالأدوية كثيرة جدًّا في هذا المجال، -والحمد لله تعالى- توجد خيارات ممتازة جدًّا.
بقية العلاجات بالطبع هي أولاً: أن تتذكر إيجابياتك، وأنت -الحمد لله- تعالى أنجزت إنجازًا عظيمًا بتخرجك من كلية الهندسة، يجب أن تكون حريصًا على التواصل الاجتماعي، وأفضل أنواع التواصل الاجتماعي هو أن تتفاعل مع أسرتك تفاعلاً إيجابيًا - هذا مهم جدًّا – وأن تصل رحمك، وأن تزور الجيران، وتكون حريصًا على الصلاة في جماعة في المسجد، وأن تمارس رياضة جماعية، هذه كلها آليات علاجية ممتازة جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي.
يجب أن تفكر في الزواج، والخوف - إن شاء الله تعالى – ليس مانعًا لك، وحين تتناول الدواء، أنا متأكد جدًّا أن هذه الأعراض كلها سوف تنحسر بل ستذهب بالكلية.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (
269653 -
277592 -
259326 -
264538 -
262637).
أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.