ضيق في النفس وآلام في الصدر والمفاصل.. ثقتي كبيرة بمشورتكم

2012-10-22 11:33:30 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب عمري 32 عاما، عائلتي رائعة، وموظف بوظيفة مرموقة جداً، كما أني رجل أعمال، أحب أن أنجز أعمالي بإتقان شديد مما يجعلني كثير التفكير والاهتمام، ومما يسبب لي قلقا وأرقا أحيانا، وضعي المادي ممتاز -ولله الحمد والمنة-.

بدأت معاناتي قبل عام عندما أحسست بألم مفاجئ في الصدر جهة القلب يميل للجزء العلوي قليلا، ينتقل أحيانا في الجهة المقابلة في الظهر، سبق ذلك شعور بالتعب، والإجهاد بشكل خفيف مدة شهر تقريبا، ليستمر الأمر قرابة أربعة أشهر أحسست بعدها بضيق تنفس مستمر، علما أني مريض بالربو منذ قرابة 15 سنة، وأستخدم فنتولين بخاخ وسنقلير 10 ، وكان الربو تحت السيطرة، وتدريجيا لم تعد تلك الأدوية تزيل نوبات ضيق النفس مما جعلني أستخدم سيريتايد 250 في تلك الأثناء، وكانت الجرعة بختين في الفم أربع مرات، أي كل ست ساعات لمدة أسبوعين، قلصتها بعد ذلك لتصبح مرتين في اليوم شعرت بارتياح نسبي في البداية، وبعد ذلك أصابني فجأة تعب شديد، وإجهاد أكاد لا أستطيع الوقوف والمشي والكلام.

أشعر بضعف شديد وخمول وأحيانا شبه دوخة، أحاول الهرب منها لكي لا يغمى علي بالوقوف والمشي، نوبات خفقان شديدة، واضطراب عام، وخوف من فقدان السيطرة، ورغبة في البكاء، وعدم القدرة على التركيز، وآلام في المفاصل والعضلات، ثقل في الجسم، وعدم ارتياح بشكل عام خاصة في الصدر مع استمرار ألم الصدر السابق، كوابيس عند النوم تستمر هذه الأعراض مدة ثلاثة أشهر متتالية تقريبا.

تحسنت بعد ذلك تدريجيا إلى حد ما في الأشهر الأخيرة، مع أني أحاول تجاهل كل الآلام العضوية والنفسية دائماً، ولكن لازلت أعاني أحيانا من ضيق النفس، وكأن صدري مليء بالهواء، وألم الصدر في الجهة اليسرى الذي ينتقل أحيانا إلى الجهة المقابلة من الظهر باستمرار، والشعور بالملل من الأمر والخوف أحيانا، وعدم الارتياح خصوصا في الصدر، والضعف العام والرعشة في الجسم خاصة في اليدين، وصعوبة في التركيز، ونوبات وخفقان في القلب، وضعف عام، وثقل عام خاصة في الرأس إلى درجة شعوري بإمكانية حدوث جلطة في الرأس في أي لحظة، وأحيانا أشعر عند الوقوف بتنميل في الجسم خاصة عند التوتر من السقوط.

منذ أسبوع وجفن عيني اليسرى يرف باستمرار، كما أعاني من السواد تحت العينين منذ زمن، ولازلت أسترجع كل ما فات، وأعاني من (الحيرة)، وأتسائل دائماً عن سبب ذلك، ولا أصل إلى جواب، أحيانا أقول لعله بسبب جرعة (السيريتايد) الذي لازلت أستعمله حتى الآن مرتين في اليوم، وأحيانا أقول أنه بسبب الضغوط، علما أني لا أعاني إلا من ضغوط الحياة الطبيعية، وأحيانا أقول بسبب ترك الفنتولين، أو بسبب التوتر، وأحيانا أشك ان تكون عين مما يصعب الأمر أكثر، علما أني منذ بلوغي، وأنا سيء في النوم لارتباطي بأعمال أحيانا، وأحيانا لأني أحب السهر مع الأصدقاء، والعائلة.

علما أن عملي يحتاج أن أكون في لياقتي الصحية والنفسية بسبب كثرة الاجتماعات، والمهام بالإضافة أني في دورة دراسية في هذه الأيام، وأجد صعوبة في الأداء الدراسي، مع ما أعاني منه.

راجعت الكثير من المستشفيات منذ بدايات معاناتي، وعملت تحاليل وتخطيطا للقلب، وتحاليل الكبد والكلى والسكر، والفيتامينات والمعادن وأشعة الصدر العادية والمقطعية، وتحاليل الدم، والغدة جميعها سليمة، عملت بعض التحاليل مرتين
ثقتي في الله، ثم في موقعكم للحصول على الاستشارة المناسبة لحالتي، جعل الله ذلك في موازينكم يوم القيامة.

والحمد لله على كل حال، له الحمد من قبل ومن بعد لا شكوى إلا إليه، ولا شفاء إلا منه هو حسبي عليه توكلت ونعم الوكيل.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أخي رسالتك مقدرة جداً، والتفاصيل التي أوردتها ممتازة جداً.

حالتك هي حالة نفسوجسدية، ومن الواضح أن أعراض القلق والتوترات، وكذلك المخاوف المرضية تنتابك، أعتقد أن الربو لم يتم التحكم فيه بصورة جيدة وممتازة، وذلك لأن الجانب القلقي، أو النواة القلقية لديك قوية جدًا، وهذا يحتاج بالفعل لبعض المعالجات، أنا لا أرى أن عقار السيريتايد الذي تتناوله لعلاج الربو، والذي أفادك كثيراً ذو علاقة بما تعاني منه من أعراض نفسية.

أعراضك واضحة جداً، شخصيتك من النوع المثابر والفاعل، وهذه الشخصيات بالرغم من إيجابياتها وميزاتها الكثيرة والجميلة، إلا إنها مصدر للقلق، هذه نقاط أرجو أن نتفق عليها، وأنا لا أراها حالة مرضية حقيقة، إنما هي سمات وصفات ومميزات لشخصك الكريم عادت عليك بشيء من التأثيرات النفسية السلبية.

العلاج أولاً: استمر في مثابرتك، واجتهادك وواصل نجاحاتك بإذن الله تعالى، لكن لابد أن تكون مفلحاً، وموفقاً في إدارة وقتك بصورة صحيحة.

ثانياً: أرجو أن تتجنب السهر؛ لأنه من الواضح أن الساعة البيولوجية لديك محتاجة إلى ترتيب، والنوم الليلي لا بديل له أبداً.

ثالثاً: طبق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم:
(2136015) أرجو الاطلاع عليها بكل تفاصيلها، وسوف تجد -إن شاء الله تعالى- فائدة كبيرة.

رابعاً: عليك بالرياضة أي نوع من الرياضة متوفر وسهل بالنسبة لك.

خامساً: إذا تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي، فهذا أمر جيد، وإن لم تتمكن فأرى أنك في حاجة لتناول دواء نفسي، بما أن لديك صعوبات في النوم، وأعتقد أن عقار ريمارون Remeron واسمه العلمي هو ميرتازبين Mirtazapine وهو دواء مفيد لك، والجرعة المطلوبة بالنسبة لك هي جرعة (15) مليجراما أي نصف حبة فقط ليلاً، وأرجو أن لا يكون ذلك بعد الساعة العاشرة مساءً، فيفضل تناوله قبل الساعة العاشرة مساء، واستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، وبعد ذلك اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهنالك دواء آخر يعرف باسم دوقماتيل واسمه العلمي سلبرايد، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح، وقوة الكبسولة (50) مليجراما تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ولا مانع أخي من إضافة المركب الفاعل جدًا المعروف باسم أوميقا 3 تناوله يومياً بجرعة حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

إذن أخي الكريم: هذا هو الوضع، وإن شاء الله تعالى توفق في إدارة وقتك بصورة جيدة، وبالطبع مواصلة ومتابعة طبيب الصدر مهمة، وكما ذكرت لك الذهاب إلى الطبيب النفسي سوف يكون مفيدا لك، وإن لم تستطع فأسال الله أن ينفعك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net