مررت بأزمات نفسية وذهانية وانتكاسات عديدة، ما توجيهكم نحو العلاج؟
2012-11-06 11:22:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادة الدكتور الفاضل، وفقك الله.
أنا عمري 36عاماً، ومررت بأزمات نفسية وذهانية حادة وانتكاسات، علماً بأني أتحسن عن انتظامي في الدواء حبة زبركسا 5 ملج، ولكن أشعر بعض الأيام بأوهام العظمة، وبعض الأيام بصعوبة الحياة اليومية، والانتظام في الدوام.
أنا كثير الغياب وأنام مبكراً ثم لا أنشط ولا أهتم بالعمل! هل الزبركسا مناسب لي؟ علماً بأن الذهان أتاني أول مرة عند التحاقي بالجامعة، ثم اختفى المرض عشرة أعوام ثم عاد إلي بعد ظروف وظغوط معيشية وأسرية.
أشعر أني سأستمر على العلاج طول العمر، لأني كلما توقفت حصلت انتكاسة، هل تغير الدواء إلى الرزبريدون أفضل؟ وهل أستمر عليه يومياً لسنوات أم أنه يستخدم فترة ثم يجب التوقف عنه؟
جزاكم الله خيراً ونفع بكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
إن هذا المرض - إن شاء الله تعالى – بسيط، وأنت متيقن بذلك، وأنت من أهل القرآن، وقد أنعم عليك بنعمة عظيمة، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
لا شك أن قناعاتك صلبة بأن المرض يجب أن نأخذ بالأسباب لعلاجه، وهذه الأدوية هي نعم عظيمة من نعم الله تعالى.
أذكرُ أخِي الكريم حين بدأتُ التدريب في الطب النفسي قبل أكثر من ثلاثين عامًا، كان من الصعوبة جدًّا أن تساعد مرضى الفصام أو مرضى الاضطرابات الذهانية، أو إن وجدت المساعدة فهي محدودة جدًّا، وذلك نسبة لعدم توفر أدوية أو وسائل علاجية متميزة، أما الآن فالوضع مختلف تمامًا، فنحن الآن في نعمة عظيمة، الزبركسا وغيره من الأدوية بالفعل غيّرت حياة الناس.
هذه الأمراض يجب أن يتم التعامل معها مثل بقية الأمراض، كأمراض السكر والضغط، بل هي قد تكون أهون إذا التزم الإنسان باتباع الإرشادات الطبية، ومن أهمها الالتزام بالجرعة العلاجية.
جرعتك وهي خمسة مليجرام من الزبركسا يوميًا هذه لا تعتبر جرعة علاجية، إنما هي جرعة وقائية، وهذا يعني أن مرضك من النوع الخفيف جدًّا، واستجابتك للعلاج ممتازة، والمحافظة على الجرعة الوقائية مهمة ومهمة جدًّا، ويجب أن تصل لقناعة أنك في حاجة لهذه الجرعة وتستمر عليها بانتظام، ويجب أن يكون بينك وبين مرضك صداقة، هذه الصداقة تتمثل في الوفاء، والوفاء هنا بأن تتناول الدواء.
العلاج لا ينقص الإنسان أبدًا، لكن المرض يُنقص الإنسان.
الزبركسا قد يسبب النعاس والتكاسل بعض الشيء، خاصة إذا لم ينتظم الإنسان عليه، لكنَّ الذين ينتظمون ويتناولون الدواء في وقت معلوم وزمن مُحدد تنتظم ساعتهم البيولوجية، وتخف الآثار التسكينية والاسترخائية لهذا الدواء بمرور الزمن، مثلاً حين تتناول جرعة الساعة التاسعة مساءً، حتى وإن زاد نومك في الأيام الأولى وشعرت بشيء من التكاسل في الصباح، هذا سوف يقل حتميًا بمواصلتك للعلاج.
هذا من ناحية الزبركسا إذا أردت أن تستمر عليه، فأنا أوافق على ذلك تمامًا.
هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (إبليفاي) واسمه العلمي (إريببرازول) هذا الدواء فعاليته مطابقة تمامًا للزبركسا، لكنه يتميز بأنه لا يزيد النوم، ومن ثم لا يشعر الإنسان بأي نوع من الإجهاد أو الكسل.
الرزبريادون أيضًا دواء جيد وممتاز، وهو دواء وسطي ما بين الزبركسات وما بين الإبليفاي من حيث صفات وسمات التهدئة والتسبب النعاس.
جرعة الرزبريادون التي تناسبك والتي تعادل خمسة مليجرام من الزبركسا هي من اثنين إلى ثلاثة مليجرام في اليوم، والآن ظهر دواء يعرف باسم (إنفيجا INVEGA) (الباليبيريدون paliperidone) وهو رديف أو مستخلص من الرزبريادون، هذا الدواء أيضًا ممتاز وفعال خاصة في النواحي الوقائية، وجرعته هي من ثلاثة إلى ستة مليجرام في اليوم.
أمامك خيارات كثيرة جدًّا ممتازة جدًّا، الذي يهمني هو أن تحافظ على الجرعة العلاجية، ومهما طال الوقت والسنين فهذا يجب ألا يُزعجك، والعلم يحمل لنا بشارات كبيرة يومًا بعد يوم، فربما تظهر أدوية أكثر فعالية وأقل آثارًا جانبية.
أخي الكريم: حفظ النفس وحفظ العقل هي من متطلبات شريعتنا وعقيدتنا، وما دامت هذه الأدوية البسيطة تحفظ العقل وتحفظ الجسد وتحفظ النفس فلماذا نتردد في تناولها؟!
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.