كيف أستطيع النوم دون قلق ولا ضجر؟
2012-11-07 10:18:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من صعوبة النوم, فإذا ذهبت للفراش ونمت لا أنام إلا قليلا, أشتكي كثيرا, أمر أشغلني وجعلني متضايقا, لا أشعر بطعم الحياة مع الناس, ولست معهم, ذهبت لمستشفى في الرياض فشخص حالتي الدكتور وقال لديك فراغ وتوتر, وصرف لي دواء فتامينات, لم أتناول منه إلا حبتين, كلما ذهبت للفراش أشعر بعدم الراحة والسكينة, أفتقد طعم النوم والراحة منذ شهرين.
نصائحكم أحبتي, هل أنا مضخم للموضوع؟ حتى قبل أسبوع -ولله الحمد- التزمت بصلاتي, فوجدت راحة نفسية, ونمت قليلا, وبعدما تركت الصلاة بيومين رجعت الضيقة والتفكير المستمر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أتفق مع الطبيب الذي ذكر لك أن القلق والتوتر في أغلب الظن هو الذي أدى إلى اضطراب النوم، حيث إنك تجد صعوبة في بدايات النوم، كما أن النوم لديك خفيف، وليس فيه العمق الكافي الذي يجعلك تستيقظ وأنت في حالة استجمام وراحة وسكينة.
النوم غير الصحي يعتبر مشكلة كبيرة، والبحث في الأسباب هو مفتاح العلاج، وكما ذكرت لك ربما يكون القلق والتوتر هو الدافع والمسبب لهذا الاضطراب في النوم.
لكن يجب أن نسأل سؤالاً: لماذا بدأ هذا الأمر معك قبل شهرين؟ هل هنالك أي روابط نفسية مهمة؟ أي أحداث حياتية تعرضتَ لها، تغيير المكان، تغيير البيت، ظروف في العمل، ظروف في الحياة، لا بد -أيها الفاضل الكريم– من أن يُبحث إن كان هنالك سبب أو رابط يتم التعامل معه, ووضع المعالجات الخاصة له.
الجانب الآخر في العلاج هو أن تهتم بصحتك النفسية، والنوم هو حاجة بيولوجية غريزية طبيعية جدًّا، نخل بترتيبه إذا لم نرتب ساعتنا البيولوجية، ويظهر هذا جليًّا في الأشخاص الذين يتذبذبون في وقت ذهابهم إلى فراشهم من أجل النوم، تجد البعض يذهب إلى فراشه للنوم مبكرًا، ثم بعد ذلك يذهب إلى النوم مرة أخرى في وقت متأخر جدًّا، وهكذا. هذا يؤدي إلى خلل كبير في المنظومة الفسيولوجية والكيميائية والنفسية التي ترتب النوم.
إذن يا أخي الكريم: من الخطوات المهمة جدًّا أن تذهب إلى الفراش في وقت معلوم ليلاً، وأن تبتعد تمامًا عن النوم النهاري، وألا تتناول المثيرات البيولوجية –وأقصد بها المواد التي تحتوي على مادة الكافيين والتي نجدها بتركيز عالي في القهوة والشاي والبيبسي والكولا والشكولاتة– فهذه يجب تجنبها تمامًا بعد الساعة السادسة مساءً.
أن تبتعد تمامًا عن النوم النهاري كما ذكرنا، هذا فيه إضافة إيجابية جدًّا ومفيدة جدًّا، كما أن ممارسة الرياضة ذات وقع إيجابي خاص لترتيب وتحسين الصحة النومية.
نحن سعداء أن نسمع عن التزامك بالصلاة، والصلاة هي أحد وسائل راحة النفس وراحة البال والطمأنينة، وحين يرتاح البال والنفس ينام الإنسان -إن شاء الله تعالى– نومًا طيبًا وعميقًا.
بهذه المناسبة أقول لك إن أذكار النوم مهمة، ويجب يحافظ عليها الإنسان ويذكرها لكن بتدبر، لا يمر عليها بسرعة أو عرضًا، يجب أن يتأملها الإنسان ويتدبرها ويرددها. هذا بالنسبة لأهمية الإرشادات الخاصة بتحسين النوم.
بقي أن أقول لك إن الأدوية التي تعالج القلق والتوتر وكذلك الاكتئاب تحسن النوم جدًّا, أنت لم تذكر عمرك، وأنا أقول لك إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا فهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (ريمارون) ويسمى علميًا باسم (ميرتازبين) أنصح بأن تتناوله بجرعة نصف حبة –أي خمسة عشر مليجراما– تناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء يتميز بأنه غير إدماني، وغير تعودي، ويحسن النوم، كما أنه يزيل القلق والتوتر، مما يساعد في تطييب الخاطر وجعل النفس مستقرة أو مطمئنة -إن شاء الله تعالى-.
حول سؤالك: هل أنا مكبر الموضوع؟ .. لا أعتقد ذلك، أنت تعبر عن أحاسيسك بكل صدق وأمانة، واضطراب النوم لا شك أنه مزعج جدًّا، والإنسان لا يفتقد النوم أبدًا إلا إذا كان هنالك سبب جسدي, أو سبب نفسي, أو سبب اجتماعي, أو سبب عضوي، وأنت سردتَ مشكلتك بصورة بسيطة وواضحة وجميلة جدًّا، وأنا لم أحس أبدًا بأي نوع من المبالغة فيما ذكرته.
أسأل الله تعالى أن يفيدك وينفعك بما حاولنا أن نوجهه لك من إرشاد نفسي وسلوكي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.