الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن هنالك الكثير من الحركات اللاإرادية خاصة التي تظهر في عضلات الوجه تكون كثيرًا مرتبطة بالقلق، فالقلق يثير هذه الانقباضات العضلية اللاإرادية، والأمر بعد ذلك يأخذ الطابع الوسواسي، بمعنى أنه يصبح رتيبًا ومتكررًا وطقوسيًا، وهنا يحدث نوعا مما يسمى بالارتباط الشرطي، أي أن الإنسان يُكرر هذه الحركات بشيء من الوعي وكذلك يكون هنالك جانب لا إرادي كبير، وحين يكررها الإنسان يحس بشيء من الارتياح، وهذا نسميه بالمردود الإيجابي – أي هذه الرعشة النفسية التي تأتي – هي محفزة، ومردود إيجابي مما يجعل الحركة متكررة، وهكذا يدخل الإنسان في نطاق ما يسمى بالطقوس الوسواسية.
هذه الحركات أيضًا ربما تكون مرتبطة بعلة أخرى تسمى بعلة (متلازمة تُوريت Tourette syndrome) وعلة أو ملازمة توريت تظهر في سن مبكرة، وهي نوع من الحركات اللاإرادية التي تصحبها أعراض أخرى، لا أعتقد أن علتك هي متلازمة توريت، وأرى أنها مرتبطة بالقلق ارتباطًا مباشرًا.
هذه الحالات تُعالج سلوكيًا ونفسيًا، وكذلك دوائيًا، ولذا أنصحك بأن تتحدثي مع زوجك الكريم، وتذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، وأنا متأكد أنه سوف يُدربك على بعض التمارين السلوكية.
التدريب المباشر هنا مهم جدًّا، لأن المعالج يكون قدوة ونموذجا يأخذ به الإنسان، وكذلك سوف يصف لك الدواء الذي يناسبك، هنالك عدة أدوية منها عقار (هلوبريادون haloperidol) يُعطى بجرعات صغيرة، وكذلك عقار (موزايت moazeta) وكذلك في بعض الأحيان يُعطى عقار (زبركسا Zyprexa) بجرعة صغرة، وربما يقوم الطبيب أيضًا بوصف أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات وكذلك الوساوس، وعلى رأس هذه الأدوية يأتي عقار (فافرين Faverin).
إذن مجال العلاج مجال كبير جدًّا، والعلاج متوفر، لكن أفضل حقيقة أن تكوني تحت المراقبة الطبية النفسية المباشرة.
كإرشاد عام: أريدك أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن تتبعي التعليمات الواردة فيها وتطبقيها بحذافيرها، وهذا - إن شاء الله تعالى – يفيدك تمامًا.
نصيحتي الثانية هي أن تصرفي انتباهك عن هذه الحركات، وذلك من خلال تجنبك التوتر بصفة عامة، والتعبير عن الذات من أفضل وسائل تجنب التوتر مع تمارين الاسترخاء، كما أن الإنسان يجب أن يشغل نفسه بما هو جيد ومفيد؛ لأن في ذلك صرف انتباه كبير جدًّا.
ثالثًا: كوني دائمًا إيجابية في تفكيرك، أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، وتجاهلي تمامًا هذه الحركات اللاإرادية.
النقطة العلاجية الأخيرة هي أن تقومي عنوة وقصدًا بعمل هذه الحركات حتى تحسين بالإجهاد الشديد، بعد ذلك خذي راحة لمدة دقيقتين أو ثلاثة، ثم قومي مرة أخرى بتكرارها – وهكذا – هذه طريقة أتى بها العالم (بوولبي Bowlby) ووجد أنها مفيدة جدًّا في علاج مثل هذه الحركات اللاإرادية، وما يصحبها من فعل وسواسي.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.