هل الجهاز الوردي لتكبير الصدر له خطورة على المرأة؟
2012-11-08 06:50:57 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله أن أتيحت لي هذه الفرصة لطرح سؤالي، أنا امرأة أعاني من ترهل الثدي بعد الرضاعة، ولم يسترجع شكله الأول، فسمعت بجهاز يسمى الجهاز الوردي لتكبير وشد الصدر، لكني بصراحة لم أتشجع لشرائه، خوفاً من أن تكون له سلبيات ومضاعفات خطيرة على جسمي، فهل بإمكانكم أن تجيبوني -بارك الله فيكم-؟ وهل بإمكانكم نصحي بشيء أفضل من هذا؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الرميصاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمن المعروف بأن الثدي يتعرض لكثير من التغيرات الشكلية خلال الحمل والإرضاع, وبعض هذه التغيرات قد يتراجع, لكن البعض الآخر لا يتراجع، بل يصبح دائماً مدى الحياة، ومن التأثيرات الواضحة التي تحدث في الثدي خلال الحمل والارضاع هي كبر حجم الثدي، وزيادة الأوعية الدموية فيه, فيحدث تمدد الجلد بشكل شديد فوق الثدي, وأحياناً قد تحدث تشققات خارجية، وهي ما تسمى بالفزر الحملية، والتي تكون في البدء حمراء، ثم تتحول إلى صدفية, وأيضاً تحدث دائماً تمزقات داخلية في الأربطة الليفية الداعمة, وفي الأنسجة المرنة والأنسجة الكولاجينية المسؤولة عن دعم ورفع الثدي وتثبته.
إن كبر حجم الثدي وزيادة الأوعية فيه, هي من التغيرات التي تتراجع فيما بعد, لكن تمطط الجلد، والفزر الحملية, وتمزق الألياف والأنسجة الداعمة, هي تغيرات دائمة ولا تتراجع، وهذه التغيرات هي التي تقود فيما بعد إلى حدوث ترهل وتدل في الثدي، قد لا تلحظه السيدة إلا بعد التوقف عن الإرضاع، وهذه التغيرات تحدث عند كل النساء في الحمل والإرضاع, ولا تسلم منها امرأة, لكنها قد تحدث بدرجات مختلفة, فبعض النساء تظهر عندهن بدرجة شديدة, والبعض الآخر تظهر عندهن بدرجة خفيفة, وهذا يتبع أساساً الاستعداد الوراثي في الجسم, وشدة استجابته للهرمونات.
على كل حال: أحب أن أطمئنك بأنه سيحدث بعض التحسن في شكل الثدي, لكنه سيكون تحسناً بسيطاً وبشكل بطيء, وقد لا تلاحظي ذلك قبل مرور ستة أشهر على إيقاف الرضاعة, وهي الفترة التي يحتاجها الجسم ليرمم بعض الأنسجة القابلة للترميم, وبالطبع هنالك أنسجة لا يمكن ترميمها أبداً مهما طال الزمن, لذلك قد تشاهدي تحسناً في مظهر الثدي بعد فترة -إن شاء الله- لكن لا تتوقعي أن يعود الثدي إلى ما كان عليه قبل الحمل والإرضاع.
للأسف, لغاية الآن لم يتم بعد اكتشاف أية أدوية أو مراهم تكون فعالة في إزالة هذه التغيرات, وكل ما يروج له -بما في ذلك الجهاز الوردي الذي سألت عنه- هي أشياء لا فائدة منها, ولم يثبت بأنها تحسن من شكل الثدي أبداً, وكل ما تلاحظه السيدات بعد استعمالها ما هو إلا بسبب التأثير النفسي أو الإيحاء, ليس إلا.
كون الجهاز يعتمد على توليد الاهتزازات فقط, فليس من المتوقع أن يكون له أضرار, لكن في بعض الأحيان قد يسبب حدوث حساسية أو أكزيما في الجلد مكان ملامسته للجلد, في حال كان لدى السيدة حساسية للمادة المصنع منها, لذلك إن أحببت أن تجربي هذا الجهاز فلا بأس إن لم يكن لديك حساسية, لكن أكرر لك بأنه لن يحسن في شكل الثدي، ولن يزيل ترهل الثدي للأسف.
نصيحتي لك هي أن تمارسي الرياضة التي تركز على الجزء العلوي من الجسم, فهي ستؤدي إلى شد العضلات تحت الثدي, ومع مرور الوقت والمواظبة عليها سيبدو الثدي بشكل أفضل -إن شاء الله- ونصيحتي الأهم هي أن تقبلي بأي تغير يطرأ على جسمك بسبب الحمل أو الإرضاع, وانظري إليه بفخر واعتزاز على أنه دليل أو علامة على قيام جسمك بأعظم مهمة في الحياة, وهي الحمل والإنجاب.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائماً.