أحب الفتاة لكن وضعي لا يسمح فماذا أفعل؟
2012-11-20 08:30:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أحب أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع, والذي أخذت منه الكثير والحمد لله.
أما بعد: فحكايتي هي أني طالب جامعة في السنة الثانية، وعمري 18 عاما (أبكرت في دخول المدرسة سنة كاملة)، وكباقي الشباب لي رغبة بالزواج, فكانت هذه الرغبة منذ الثانوية، ولكن استطعت أن أقنع نفسي أن هذا قادم فلم العجلة، ولكن قد حصل ما حصل، فقد قابلت فتاة في هذه الجامعة، وهي في نفس السنة، لكن في اختصاص آخر، فأعجبت بها وبأخلاقها وبدينها وحشمتها، وكما يقولون "لا تعطي وجه للأولاد"، مع أن الجميلات كثر، والمتكسرات بمشيتهن كثر، والمبديات زينتهن كثر، فسبحان الله لم يرتح قلبي إلا لها.
ولكن ليس بيني وبينها أي شيء سوى هذه الجامعة، مع العلم أني أخبرتها بحقيقة مشاعري، وأنني أريد الزواج منها فعلا فلم ترفض، وقالت بما هو معناه تقدم متى كنت مستعدا.
فأنا طالب، كيف لي أن أذهب الآن، خاصة أن البيئة التي أعيش فيها لا تسمح بالزواج المبكر، فقلت لنفسي عندما أنهي جامعتي، وأؤمّن العمل ودراسة الماجستير؛ أخطبها حتى يتعدل وضعي، وأصبح قادرا على الزواج، ولكن هناك مشاكل كما العادة، أولها أنها تكبرني بسنة، وثانيها أنها من بلد خليجي وأنا من سورية، وبلاد الخليج يرفضون تزويج بناتهم من خارج الدولة ذاتها، وآخرها سأكون في بداية حياتي، فاحتمال الموافقة ممكن ولكنه قليل فيخيفني.
صحيح أنني صغير العمر لكني لا أشعر بذلك، فتفكيري ليس بتفكير الشاب الصغير(هذا ما أشعر به) وظهر الشيب في رأسي من كثرة التفكير بالحياة، والدخول في همومها.
أخطط لدراسة الماجستير ثم الدكتوراة عن طريق المنحة الكاملة التي حصلت عليها؛ والتي تدعم الدراسات العليا.
أدعو الله كل يوم أن يجعلها من نصيبي ويساعدني، ويحبب قلب أهلها بي، وأؤمن أنه (لا يرد القضاء إلا الدعاء) وأشعر فيها بأنها تسري في عروقي وأعلم أنه نصيب، وأن بنات الحلال كثر، ولكن القلب أحب.
أؤمن أنه لا يوجد مشكلة في الزواج إلا وسببها عدم اتخاذ الناس المنهج النبوي في الزاوج، وأؤمن أن العمر ليس بمشكلة، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير مثال ولكن الناس نسو ذلك.
أكره أمر الجنسيات التي تحدد من تتزوج الفتاة ومن لا تتزوج، ولكن هذا ما يحصل، وأكره أن ينظر الأهل لحالة الشاب المادية وينسوا دينه وأخلاقه وهذا يحصل للأسف، وإذا كان الشاب على دين وخلق يرفضونه لأنه لا يملك المال، أو جنسيته مختلفة، أو لأسباب دنيوية أخرى، فهذه كما قال الرسول فتنة.
فماذا أفعل، هل أنتظر حتى أنهي جامعتي وأرى إن كانت هذه الفتاة من نصيبي، وأبقى على دعائي؟
انصحوني جزاكم الله خيرا، وأعطوني رأيكم بالأمر، واعذرني فقد أطلت عليكم، ولكنني متضايق من هذا الأمر، وقد سبب لي الإحباط والاكتئاب، ووجدتها فرصة للفضفضة.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نهنئك -ابننا الكريم- بعيد الأضحى المبارك، ونسأل الله أن يعيد علينا وعليكم مثل هذه الأيام المباركة باليُمن والإيمان والتوفيق لما يُحب ربنا ويرضاه.
ثانيًا: نشكر لك التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يعيننا على الخير، وشرف لنا أن نخدم أمثالك من الشباب، ونسأل الله أن ينفع بكم البلاد والعباد.
ثالثًا: نشكر لك هذه الثقة الغالية التي حملتك على السؤال والتواصل مع الموقع، ونشكر لك الرغبة في الخير، ومن مناقب الشاب أن يبحث عن صاحبة الدين وصاحبة الخلق، ولكننا أيضًا نريد للشاب دائمًا أن ينظر للأمور بأبعادها كلها، فهذه العلاقة لا يمكن أن تبدأ بهذه الطريقة إلا إذا تأكدتم من موافقة الأهل -من الطرفين- وإلا إذا تأسست هذه العلاقة على هدىً من الله ونور، ولكن إلى هنا ينبغي أن تتوقف العلاقة، وبعد ذلك عندما يحين الوقت المناسب وتتهيأ للزواج فعند ذلك ينبغي أن تطرق باب أهلها، وتتقدم لطلب يدها بطريقة رسمية، فإن حصل الوفاق والاتفاق والقبول فعند ذلك تُكملوا المشوار.
ونحن لا ننصح حقيقة بمثل هذه العلاقات التي تتم في الخفاء، لأن الإسلام لا يقبل بأي علاقة لا تكون معلنة، ولا يقبل بأي علاقة ليس فيها رعاية لضوابط الشرع، ولا يقبل بأي علاقة لا تنتهي بالزواج, هذه كلها أمور تحتاج إلى وقفات، فالجنسية فعلاً مشكلة، ومسألة العمر قد تكون مشكلة، ومسألة العمل تكون مشكلة، فينبغي ألا تشغل نفسك بهذه العلاقة.
ولا مانع من أن تتوقفوا عند هذا الحد، وبعد ذلك عندما تتهيأ الظروف تبحث عنها وتتصل بأهلها، فإن حصل الوفاق فبها ونعمتْ وإلا فالصالحات غيرها كثير، وليس من مصلحتك ولا من مصلحتها أن يكون هناك تأسيس لعلاقة مثل هذه، فإن المُضي مع هذه المشاعر سيؤثر على مستقبلك العلمي، وعلى مستقبلها العلمي، في علاقة لا نعرف كيف ستنتهي.
وقطعًا الشرع لا يمنع من مثل هذه العلاقة شريطة أن تكون البداية صحيحة، فإن أول الخطوات التي ينبغي أن تُتخذ هي أن يطلب الإنسان الفتاة من أهلها، لا يخطبها من نفسها، وإنما يتقدم لطلب يدها من أهلها بطريقة رسمية، فإن حصل الوفاق والاتفاق عند ذلك تأتي تلك المشاعر الأخرى، وهذه هي الخطبة التي هي وعد بالزواج، وهي لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها.
أما غير الخطبة دون حصول الخطبة فلا يُباح للإنسان أن يتكلم مع فتاة أو يتوسع معها بمثل هذه المشاعر، مهما كانت العلاقة، والإسلام لا يعترف بما يسمى بالزمالة أو الصداقة إلا في إطار المحرمية، أو في إطار الحياة الزوجية.
فإذن نحن ننصحك بأن تبدأ خطوات صحيحة، وعليك أن تشاور أهلك في هذا الأمر، وعليها كذلك أن تشاور أهلها، ثم عليك أن تطرق باب أهلها، وعليكم أن تتأكدوا من إمكانية حصول ذلك من الناحية القانونية، فإن هناك بلاد يصعب فيها الزواج من غير جنسية البلد، بل قد يكون أهلها قد أعدوا لها ابن العم أو نحو ذلك الذي لا يقبلوا إلا به، وربما تكون أسرتك أيضًا تخطط بمثل هذا.
ليس معنى هذا أن الإنسان يوافق على ما يختاره الأهل وإن كان لا يريده، ولكن من الضروري أن يكون لهم علم منذ البداية حتى لا يُعاندوا وتحصل بعد ذلك أمور لم تكن فيها مصلحة، ويكون الوقت قد ضاع عليك وعليها، بل هي الطرف المتضرر الأكبر التي ربما تضيع على نفسها فرص وهي تنتظر السراب، تنتظر علاقة لا يُعلم هل يمكن أن تكتمل أو لا يمكن أن تكتمل.
ولذلك نحن ندعوكم إلى التوقف فورًا، إلى المجيء للبيوت من أبوابها، فإذا حصل الوفاق والتفاهم، وتفهم أهلك الوضع, وتفهم أهلها الوضع، فعند ذلك لا مانع من أن تستمروا في هذه العلاقة، وننصح في هذه الحالة أن ينتظر كل منكم الآخر، فعندما يأتي الوقت المناسب تتقدم لإكمال مراسيم الزواج.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير حيث كان ثم يرضيكم به.