متزوجة من رجل معدد وميسور الحال لكنه لا يعطيني كما يجب، فما مشورتكم؟
2012-11-17 20:06:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أعرف رأي الدين في الطريقة التي تعاملت فيها مع زوجي، مع إعطائي النصيحة، وجزاكم الله كل خير.
أنا متزوجة من رجل متزوج، وميسور الحال جدا، -والحمد لله-، ولا أعيش مع زوجي في نفس الدولة، وهو يعطيني المصروف عندما أطلبه، وإذا زرته في بلده يعطي بين الحين والآخر مصروف ليدي، مثلا: لأكل شيء أثناء خروجي، شرب قهوة، وفي معظم الأحيان يستخدمه هو؛ لأنه يكون قد نسي محفظته بالسيارة وهكذا، وأحيانا أتمنى أن أرجع لأولادي بهدية، ولو بسيطة جدا، فأنا عندي أولاد من زوجي الأول، وهو لا يبادر حتى بأن يشتري لهم شيئا، أو يعطيني نقودا كافية لذلك، وأنا ليس بمقدوري فعل ذلك فدخلي محدود.
وفي آخر مرة أعطاني نقودا لشراء هديه لبناته، وقد فعلت ولكنني في نفس الوقت اشتريت لبناتي هدية، وعندما سألني كم دفعت! زدت عليه مبلغ هدية لبناتي.
منذ ذلك الحين، وأموري المادية متعثرة، هل يكون السبب أنني سرقت مال زوجي وخدعته، أنا جدا نادمة على فعلتي، ولكن والله لا أبرر فالله أعلم أن زوجي يقصر جدا في أبسط حقوقي الزوجية، من مصروف، ولم يوفر لي مسكن الزوجية، لا في دولته ولا في مكان إقامتي، وفي معاشرتي، وحتى في الاتصال بي، وحرمني من الإنجاب منه، حاولت مرارا وتكرارا معه، ولكن بلا جدوى، عنده لكل جواب عذر.
وآخر مرة أخبرني أن زواجه مني ضد العائلة والمجتمع، ولن يقبله أحد؛ لأن لديه زوجة جيدة، وأما لأولاده، وهو ليس بحاجه للزواج بأخرى، وحين أسأله لماذا تزوجتني يقول: لأنه يحبني كثيرا، والصراحة أنا أحبه أيضا، وما يصبرني أنني أريد الستر، ولا أريد أن أكون بلا زوج أو رجل، لأنني أخاف من الانزلاق إلى ما حرم الله.
أعطوني النصيحة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك في موقعك، ونهنئك بعيد الأضحى المبارك، ونسأل الله أن يجعل أيامنا أيامًا سعيدة بطاعته، ونشكر لك هذا الحرص على السؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال.
وقد أسعدني وأفرحني رغبتك في أن تستمري مع هذا الزوج، وفي إعلانك أنك تحبينه، ونسأل الله أن يُديم بينكما المحبة، وأرجو أن تصبري على هذا الوضع الذي أنت فيه، وإذا كان -ولله الحمد- لك بُنيات وله أسرة، فليس هناك داع أن تقفي طويلاً في مسألة الإنجاب منه، وحاولي أن تُكملي معه مشوار الحياة، ونسأل الله أن يُسعدك في صحبته، وأن يعين الجميع على طاعته.
وإذا جاءك مصروف، وأعطاك المصروف في يدك، فإن هذا المصروف تستطيعين أن توفري منه وتستفيدين منه، أما المصروف الذي يعطيك إياه لتشتري هدايا لبُنياته فلا يجوز أن تشتري لغيرهنَّ، وإذا حصل ذلك فلا مانع من أن تُخبريه إذا كان ذلك بالإمكان، وإذا لم يكن بالإمكان فنسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لك ما حصل، فجددي التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن ما بينك وبينه أكبر من الدرهم والدينار، وحاولي أن تتعاملي معه بهدوء، وحاولي أيضًا أن تأخذي حقك وحظك منه بالتي هي أحسن، فإن المسألة بين الأزواج -خاصة في الحالة التي أنت فيها- لا تكون بالحسابات، ولا تكون بالمقارنات، والزوجة العاقلة لا تقارن نفسها بالأخرى، وإنما تطالب بحقها الشرعي، يعني بدلاً من أن تقول: (لماذا أعطيت فلانة) تقول: (أعطني كذا) دون أن تأتي بسيرة الزوجة الثانية، ودون أن تتكلم عنها أو تذكرها عند زوجها؛ لأن هذا يجلب شيئا من الأحقاد، وقد يدفع الزوج إلى أن يتكلم بكلام لا يُرضيها، كما حصل الآن منه، وعندما سمعت منه ذلك الكلام.
ولذلك إذا كنت أنت -ولله الحمد- عندك بُنيات وأولاد من زوج آخر فقد تحققت لك معاني الأمومة، وأصبحت لك ذرية، فاحمدي الله على ما أنت فيه، وحاولي أن تتعاملي مع هذا الزوج بحسن المعاشرة، خاصة وأنت -ولله الحمد- عاقلة، وهذا واضح، لأنك حريصة على أن تُكملي معه المشوار، وأنك حريصة على أن تظلي زوجة له، ولا تستطيعين أن تعيشي بلا زوج، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يُديم عليك النعم، وأن يوفقك لما يُحب ربنا ويرضاه.
اعلمي أن المرأة تستطيع أن تأخذ من الرجل ما تريد إذا عرفت الأوقات المناسبة خاصة -والله الحمد- أن الزوج ميسور الحال، فعليك أن تختاري الأوقات المناسبة، والألفاظ المناسبة، ثم تطلبي حاجتك، وعند ذلك -إن شاء الله تعالى- سيكون الزوج لك وفيًّا، وسيحاول أن يُسعدك، ويعطيك ما يستطيع أن يقدمه لك.
وأرجو كذلك أن تشكري له على القليل، فإن الإنسان إذا شكر على القليل جاءه الكثير، ومن لم يشكر الناس لا يشكر الله تبارك وتعالى، والمرأة العاقلة إذا جاء زوجها بالقليل، فإنها تشكره، وتُثني عليه وتُظهر الفرح والسعادة بما أعطاها، وهذا دافع له في أن يُعطيها المزيد.
وإذا أردت جلب أشياء لبُنياتك أيضًا، فلا مانع من أن تُخبريه، وتطالبيه بأن يُحسن إليهنَّ، لأن هذا يُدخل السرور عليك وعليهم، والرجل العاقل يُدرك أن كل ما يُدخل السرور إلى زوجته ينبغي أن يقوم به ويفعله، وإذا كان هو الآن لا مانع عنده من أن يتصدق على أُناس لا يعرفهم، فكيف لا يتصدق على أبنائك أنت، وهو يُوقن أن ذلك يُدخل السرور عليك وعليهم، ولكن هذه الأمور كلها تحتاج إلى أن تكون الزوجة حكيمة وعاقلة، وتعرف متى تتكلم، وكيف تتكلم، ومتى تطلب، وكيف تطلب.
ثم عليك كذلك أن تُشجعيه في أن يحسن وضعك، ويهتم بحياتك وبالأمور التي تخصك، وهذا كله ممكن، شريطة أن تبتعدي عن المقارنات، ولكن تطالبي بحقك الشرعي بلطف، وتشعريه أنك بحاجة إليه، وأنك لا تستطيعين أن تستغني عنه، وأنك تسعدين بقربه منك، مثل هذا الكلام يؤثر على الزوج، والمرأة التي تتكلم بهذه اللهجة هي التي تعرف نفسية الرجل الذي يحتاج إلى التقدير، ويسعد عندما يجد مثل هذا التقدير ومثل هذا الكلام.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وندعوك إلى الصبر، وحاولي التوبة مما حصل، وإذا وجدت فرصة سانحة في أن تردي الأموال، أو تعترفي له بأنك في اليوم الفلاني اشتريتُ كذا فأرجو أن تسمح لي، وإذا لم تسمح لي فأنا متعهدة أن أرد لك هذه الدراهم) إذا أردت أن تقولي مثل هذا الكلام، وكان مناسبًا، ولكن هذا بشرط أن تكوني أعرف بنفسية زوجك، بعد أن تتيقني أنه لا يترتب عليه مشكلة أكبر، أما إذا كان سيترتب عليه مشكلة فتوبي إلى الله، واجتهدي في الحسنات الماحية، واقطعي جزءً من مصروفك ورديه إلى زوجك مقابل ما اشتريت لبناتك، واجتهدي في الدعاء لزوجك ولأولادك.
ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.