قلة النوم أثرت على حياتي ودراستي
2012-12-04 11:16:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب يمني أدرس خارج اليمن، أعاني من قلة النوم بشكل كبير، فقط أنام لساعتين أو ثلاث ساعات يومياً، مما يجعلني لا أستطيع أداء واجباتي، ولا أستطيع التركيز في دراستي.
في الحقيقة كان لدي ألم في بطني، ونقص شديد في الوزن، وصعوبة في النوم، فعملت منظاراً والكثير من التحاليل، لكن طلعت النتيجة سليمة، وأعطاني الدكتور بعض المهدئات للقولون، وكذلك أعطاني علاج (Xanax) للنوم، وبعد أن أخذت شريطاً كاملاً من هذا العلاج (10 حبات) لم أستطع النوم إلا لساعات قليلة جداً.
ذهبت إلى دكتور آخر، وأخبرني أني أعاني من ضغط نفسي (stress) وأعطاني علاج (Luvox 50mg) حبة كل يوم ولمدة شهرين، وأنا أستخدمه الآن، وقد مضى أكثر من عشرين يوماً، ولا يوجد أي تحسن.
يعلم الله أن حياتي تعيسة جداً بسبب قلة النوم والتعب والإرهاق طوال اليوم، أشعر بالتعب إذا قمت بأي مجهود، ولو كان قليلاً، لدرجة أني أشعر أن قدماي لا تستطيعان حملي، فأذهب للنوم، لكن لا أستطيع النوم.
أفيدوني جزاكم الله ألف خير، وجزاكم عني وعن الجميع الخير والثواب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمن الواضح أن القلق النفسي مع عسر المزاج هو الذي يسيطر عليك، مما أدى إلى كل الأعراض التي تعاني منها، خاصة صعوبة النوم وضعف الشهية للطعام، مما نتج عنه نقص الوزن.
الذي استنتجته من رسالتك أنك قمتَ بإجراء الفحوصات الطبية الرئيسية، وهذه يجب أن تشمل معرفة نسبة الدم والسكر، ووظائف الكلى والكبد، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، فإذا لم تكتمل هذه الفحوصات فأرجو أن تراجع الطبيب وتُكمل هذه الفحوصات؛ لأنها ضرورية، وعلاج الحالة يتمثل في الآتي:
أولاً: ما وصفته بالضغوطات، هذه يجب أن تُعيد تقييمها، المقصود بها؟ هل هي أمور فوق تحملك؟ هي أمور ظرفية خاصة بك؟ أم هي أمور عامة يعيشها الطلاب من حولك؟ لابد للإنسان أن يتواءم ويتلاءم مع ظرفه الذي حوله، وأنت تعيش في ماليزيا للدراسة، وهذه بلاد جميلة، أعرفها تمامًا، وأعرف مستوى جامعاتها، فمن هذه الناحية لا أعتقد أنه توجد أي نواقص، فأنت في محيط جيد، وفي بلدة طيبة، فأرجو أن تنهل من العلم، وأن تصرف انتباهك عن التوترات من خلال نظرتك الإيجابية نحو نفسك، وتنظيم وقتك بصورة إيجابية.
ثانياً: الصحة النومية تتحسن من خلال تجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة، وتثبيت وقت النوم ليلاً، وتجنب تناول المثيرات كالقهوة والشاي والبيبسي والشكولاتة في فترة المساء، مع ضرورة الحرص على أذكار النوم.
ثالثاً: أنا أرى أن تناولك لأحد الأدوية التي تُحسن النوم وتعالج الاكتئاب والقلق سيكون مفيدًا لك، وعقار (Xanax) لا بأس به بالطبع، لكن حقيقة لا ننصح به لفترات طويلة، أما (Luvox) والذي يعرف باسم (فلوفنازين) والذي يعرف باسم (فلوفكسمين) ويسمى أيضًا باسم (فافرين) هو دواء شائع الاستعمال لتحسين المزاج وعلاج القلق والوساوس، وجرعة 50 مليجرامًا التي وصفها لك الطبيب هي جرعة جيدة كجرعة بداية، لكن بالتأكيد تحتاج أن ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام، ثم إلى 200 مليجرام، وهذه هي الجرعة العلاجية المفيدة.
عمومًا من وجهة نظري أن تُعطي (Luvox) فرصة أكبر، وذلك من خلال التواصل مع طبيبك ليتم رفع الجرعة، وبعد ذلك إن لم تتحسن تُوجد بدائل أخرى كثيرة، يمكن التوقف عن (Luvox) تدريجيًا واستبداله بعقار آخر يعرف تجاريًا باسم (ريمارون) ويسمى علميًا باسم (مريتازبين) هذا دواء رائع جدا لتحسين النوم، وكذلك الشهية للطعام وإزالة عسر المزاج.
جرعة الريمارون هي أن تبدأ بنصف حبة – أي 15 مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً، وبعد أسبوعين اجعلها حبة كاملة – 30 مليجرامًا – تناولها أيضًا ليلاً، ساعة إلى ساعتين قبل النوم، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 15 مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم 15 مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وحالتك بسيطة، ومع شيء من التنظيم والتفاؤل والتفكير الإيجابي والدعاء بالطبع سيزول كل ما بك -إن شاء الله تعالى-، وتسعد تمامًا في حياتك.
نشكرك أيها الفاضل الكريم على ثقة في إسلام ويب واستشاراتها.