هل بالإمكان علاج داء القطط والكلاب؟ وما تأثيره على الحمل؟
2012-12-05 12:45:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ سبع سنين وأنا أعاني من داء القطط والكلاب, والذي تسبب لي بإسقاط الحمل أكثر من مرة, لذلك فأثناء كل حمل أتناول سبيرامايسين حتى الولادة, وأقضي طوال فترة الحمل أعاني من آلام في المعدة, سؤالي هو: هل بالإمكان علاجه نهائيا؟ وما هو هذا العلاج؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
داء المقوسات أو (Toxoplasmosis)، إصابة بعدوى سببها طفيلي, ينتقل من القطط المصابة إلى البشرِ؛ إذا التقط من قِبل امرأة حبلى يمكن أَن تؤدّي إلى ضرر بالغِ للجنين, ويمكن أن تكون الإصابة بهذا المرض مزمنة، حيث أن الحويصلة تظل كامنة في الخلايا لعدة سنوات، وغير معلوم هل أن ضعف المناعة أو الإصابة بأي نوع من أنواع العدوى تكون السبب في تغير الحويصلة إلى جسم معدٍ يصيب الخلايا, ويحدث المرض.
هو مرض ينتج عن الإصابة بطفيلي أحادي الخلية يسمى المقوسات القندية:
(Toxoplasma gondii)، يتميز المقوسات بقدرتها على الحركة السريعة والنشيطة, واختراق أعضاء جسم المصاب، حيث تتكاثر في داخل الأنسجة والأعضاء المختلفة.
ولا يوجد سن معين للإصابة, وهناك نساء فوق الخمسين تصاب بهذا المرض, ولكن لا تشعر به لعدم وجود عوارض مميزة, والتركيز على آلام الحامل في الشهر الأول والثاني من أجل إيصال النسبة إلى الصفر, وهي الشفاء التام, وهناك حالات خاصة يعود المرض مجددا للمصابة لأنها لم تأخذ العلاج بشكل صحيح, أو مضادتها ضعيفة, ويمكن أخذ العلاج أثناء الحمل من أجل إنقاذ الجنين.
من أخطر الطرق للإصابة بهذا المرض هي انتقاله عن طريق المشيمة إلى الجنين، وتكمن الخطورة في الشهور الأولى من عمر الحمل، مع إن انتقاله في الأشهر الأخرى يعد أكثر بكثير, ونسبة انتقاله عن طريق المشيمة تصل إلى 45 %، و 60 % من هذه الإصابة لا توجد بها أية أعراض، وفي 9 % تؤدي إلى وفاة الجنين، وفي 30% تحدث تشوهات خلقية للجنين كثيرة, ومنها كاستسقاء الدماغ, وزيادة السائل المحيط بالمخ.
المرض لا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي, كما أنه أيضا يحدث تغيرات في الشبكية, والتي تؤدي إلى العمى، وكذلك التخلف العقلي والصرع, والطفيلي لا يصيب الإنسان فقط، فهو يسبب العدوى للماشية أيضا, وتؤدي إلى حالات إجهاض في الماشية.
وللحد من انتشار المرض عن طريق اللحوم، ينصح بتجميدها إلى درجة 14مْ, لمدة بضع ساعات قبل الطبخ، حيث أن هذا التجميد يؤدي إلى قتل الحويصلات، أيضا ينصح بطهو اللحم جيدا، كذلك يتم غسيل الفواكه والخضراوات جيدا, وغسل الأدوات المستعملة في تقطيع اللحم.
عند الإنسان قد يؤثر هذا الطفيلي على العديد من أعضاء الجسم المختلفة مسببا العديد من الأعراض المختلفة، عادة تشمل الجهاز التنفسي, وقد تسبب الالتهاب الرئوي، والأعراض المعتادة هي تشبه أعراض الأنفلونزا الخفيفة التي تستمر أياما قليلة، وتشفى أغلب الناس منه بشكل عادي, وحتى رغم استشارة الطبيب قد يشخص المرض بادئ ذي بدء كالأنفلونزا, إلا إذا أجريت اختبارات الدم.
إن تم تشخيص المرض خارج الحمل فالعلاج يكون بالأدوية التالية:
(Daraprine) مع (Sulfadiazine) وهذه الأدوية تتم بإشراف الطبيب المعالج, لذا فإنه خارج الحمل يجب المناقشة مع الطبيب المعالج حول تناول هذه الأدوية للقضاء على المرض, ويفضل الانتظار لست أشهر بعد علاج المرض قبل الشروع بالحمل.
أما إن تم تشخيص المرض عند الحامل فإن مدة علاجه تتراوح بين 3 - 6 أشهر, والعلاج الفعال له هو سبايروماسين, وهو الذي تتناولينه أنت أثناء الحمل.
والله الموفق.