هل أستخدم حبوب جينيرا لتنظيم الدورة؟
2012-12-09 12:28:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم على ما تقدمونه.
أنا امرأة متزوجة منذ 22 سنة, عندي ولد وبنت في الجامعة, منذ عمر طويل لم أحمل, دورتي كانت منتظمة, ولكن فجأة منذ شهرين انقطعت لمدة شهر, وكنت أشعر بآلامها, ثم نزلت وكانت بلون بني بداية, ثم نزلت بلون أحمر -أكرمكم الله- ولكن لم تنقطع, أصبحت مكملة شهرا وأكثر وما زالت تنزل, وأفيدكم علما أني عندما أنجبت منذ زمن؛ جاءتني قرحة بالرحم, واكتويت لها مرتين, والحمدلله.
ذهبت لدكتورة فأعطتني حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة, اسمها جينيرا لكي يقف الدم وتفحصني, ولكن أنا لم أستخدمها لأني أسمع بأضرارها, ولا أعلم ما أفعل! الدم الذي ينزل أحمر يميل للون الفاتح, وغالبا أشعر بحرقة بالرحم مثل الألم الذي كان يأتيني قبلما أكتوي لقرحة الرحم, فماذا تنصحوني؟ وهل إذا كانت قرحة واكتويت لها لا يضر؟ علما أنه لو كان ذلك فهي المرة الثالثة, وهل أنتظر المستشفى الحكومي -لكن مراجعاتهم طويلة- أم أن حالتي فيها خطورة وأتجه للخاص؟
أفيدوني فأنا قلقة, وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.
في كل مرة تتأخر الدورة الشهرية عند السيدة المتزوجة, يجب دوما نفي احتمال حدوث حمل غير متوقع, حتى لو كانت السيدة تستخدم مانعا للحمل.
وبالنسبة لك فإن أول خطوة يجب عملها الآن هي تحليل للحمل, حتى لو كنت قد قمت بعمله سابقا وكان سلبيا, فيجب الآن إعادة التحليل, ويجب أن يكون بالدم, واسمه (BHCG), وذلك للتأكد ثانية من عدم حدوث حمل بشكل متأخر.
إن كان التحليل سلبيا والتصوير التلفزيوني للرحم والمبيضين طبيعيا, ولم يظهر عليها أكياس أو ألياف؛ فهنا يكون سبب تأخير الدورة هو أحد احتمالين:
- إما تشكل كيس وظيفي على أحد المبيضين, لكن هذا الكيس كان صغيرا, وقد اختفى الآن.
-أو أن يكون قد حدث عندك اضطراب في الهرمونات, وهذا الاضطراب قد يكون عابرا لا يتكرر, أو قد يتكرر -لا قدر الله-.
بشكل عام أقول: إن حدوث اضطراب في الدورة الشهرية, سواء على شكل تقديم أو تأخير, من 3-4 مرات خلال السنة الواحدة, أي لو أن الدورة تقدمت أو تأخرت مرة كل 4 أشهر, فهذا يعتبر أمرا مقبولا, ولا يدل على وجود مشكلة, بل يمكن أن يندرج تحت الطبيعي, ولا يستدعي العلاج, ذلك أن عوامل كثيرة تتحكم بانتظام الدورة الشهرية, وليس المبيض فقط, فمثلا إن تعرضت السيدة لبعض الظروف, أو حتى إن أصيبت بنزلة برد, أو أي مرض, فإن هذا قد يؤثر على الدورة الشهرية, خاصة بعد سن 35 سنة, لكن كما ذكرت, يجب ألا يحدث هذا أكثر من 3-4 مرات خلال السنة.
لذلك إن كانت هذه هي المرة الأولى التي تتأخر فيها الدورة, ولم يتبين حدوث حمل, وكان التصوير التلفزيوين طبيعيا, فلا داعي لعمل تحاليل, بل يجب تناول علاج لإيقاف الدم الآن, ومن ثم مراقبة نزول الدورة المقبلة, فإن تكرر الاضطراب ثانية -لا قدر الله, فهنا يجب عمل استقصاءات وتحاليل هرمونية؛ لمحاولة معرفة السبب.
من ضمن الاستقصاءات الضرورية هو عمل مسحة لعنق الرحم, تسمى: (PAP SMEAR) فإن كانت هذه المسحة طبيعية, فهذا يعني بأن عنق الرحم سليم إن شاء الله, ولا داعي للخوف مما حدث لك من قرحات في الماضي, لكن لا يجوز عمل كي لعنق الرحم الآن قبل عمل هذه المسحة.
إن لم يكن لديك مرض كبدي أو سوابق جلطات في الساق -لا قدر الله-؛ فيمكنك تناول حبوب منع الحمل, ولا داعي للخوف منها لهذه الدرجة, فأنت لن تتناوليها لفترة طويلة, كما أن مثل هذه الحبوب الحديثة مثل حبوب (ياسمين) تحتوي على كميات خفيفة جدا من الهرمونات, ويمكن استخدامها حتى في النساء قرب سن انقطاع الدورة.
بالنسبة للمتابعة فالأفضل أن تتابعي الحالة في مستشفى تعليمي, سواء كان مستشفى حكومي أو خاص, لأن المستشفيات التعليمية تتبع منهجا علميا حديثا في التعامل مع مثل هذه الحالات, فلا يتم إغفال الحالات الهامة والتي تستدعي تدخلا فوريا, وبنفس الوقت لا يتم عمل إجراءات غير ضرورية للحالات البسيطة.
في حال كان تحليل الحمل إيجابيا, فيجب الإسراع في مراجعة المستشفى, لكن إن كان سلبيا فلا خطورة من الانتظار لأخذ موعد في المكان الذي ترتاحين له.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.