مازال الرهاب الاجتماعي يؤرقني، فما العمل؟

2012-12-10 11:41:17 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أيامكم بكل خير.

الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم - وفقه الله -، أنا صاحبة الاستشارة رقم 2135536، والتي أرسلتها قبل ثمانية أشهر من الآن، ولقد أخذت السيبراليكس بجرعة 20 ملم جرام، ولمدة ثمانية أشهر ونصف، مع أن المكتوب بالوصفة: أن آخذه بجرعة 20 ملم جرام ولمدة أربعة أشهر، و10 ملم جرام ولمدة ستة أشهر.

الآن، وبعد مرور قرابة التسعة أشهر، لا أشعر بأنني استفدت من السيبراليكس -للأسف الشديد - بالقدر الذي كنت أتأمله، فما زلت لا أستطيع مقابلة الناس الجدد، مع أنني عملت بما قلت، وانخرطت بالمجتمع من خلال دراستي بالجامعة.

ملخص فوائد السيبرالكس: هو أنني تحسنت بالجامعة نوعا ما، وأصبحت لا أشعر بالوساوس التي كانت تأتيني سابقا بالجامعة بالقوة نفسها، ولكنها تأتيني، كما أنني لا أستطيع تطنيشها، والسيطرة على نفسي، فاختفت رعشة اليد، ومسألة النظرات لم تعد تهمني.

لكن المشكلة الكبرى: هي في مقابلة أقاربي، فعندما أذهب إليهم في الأعياد مثلا، لا أقدر أن أكمل خمس دقائق عندهم بسبب الوساوس التي تخنق قلبي، وتسيطر على عقلي، فتجتمع كل الأعراض التي ذكرتها بالاستشارة السابقة عند مقابلتهم، بالإضافة إلى وساوس جديدة ومتجددة عند كل مقابلة جديدة، فأضطر إلى الذهاب وتركهم، والحزن يملأ قلبي، وأشعر بالأسى، لأني لا أجد حلا لذلك.

وجزاك الله عني يا دكتور محمد عبد العليم خير الجزاء.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

إجمالاً أستطيع أن أقول: أن نسبة التحسن لحالتك هو حوالي (50%)، وهذا يعتبر انجازا كبيرا في الطب النفسي، ولكن قطعاً أنك تأملين في المزيد، ونحن كذلك نتمنى لك - إن شاء الله تعالى - كمال الصحة والعافية.

ولا بد أن يكون لديك إرادة التحسن، وإرادة التحسن هي إرادة مهمة جداً، قد يصعب وصفها، ولكن باختصار شديد: هي الإصرار على التحسن، وهذا يكون من خلال تطبيق الآليات العلاجية، مثلاً أنت لديك مشكلة التواصل، فهذا يحتم عليك أن تضعي برنامجا يوميا أو أسبوعيا للقيام بزيارات معينة للأرحام والصديقات، والمشاركة في الأنشطة، ويكون هنالك التزام قاطع منك، وذلك بهدف العلاج، وهذا التعريض، أو يسمى بالتعرض مهم جداً، ويجب أن يكون بهدف العلاج، - وإن شاء الله - فيه خير للإنسان، فالإنسان حين يصل رحمه، ويزور أخته وأخواته، فهذا فيه خير كبير، وأعتقد أنك من خلال ذلك يمكن أن تتحسن حالتك تحسناً كبيراً.

والوساوس دائماً ما تعالج من خلال اضطهادها وتحقيرها، وعدم الأخذ بها، وهذا يجب أن يكون فكراً مستمراً، متى ما أحس الإنسان بوسوسة يحقرها، ويقوم بفعل ما هو ضدها مع التجاهل، فيجب أن لا تترك الوسوسة أيا كان محتواها تستشري في داخل النفس حتى تطبق عليها، وهنا تكون مقاومتها صعبة بعض الشيء، فإذن اصرف انتباهك عن هذه الوساوس، من خلال التطبيقات السلوكية التي ذكرناها.

كما أن تمارين الاسترخاء يجب أن تداومي عليها، واستشارة إسلام ويب، تحت الرقم 2136015 جيدة، ومفيدة، ونافعة - إن شاء الله -، والوساوس والمخاوف في جلها هي قلق نفسي، والقلق لا يمكن التخلص منه إلا من خلال تطبيق تمارين الاسترخاء.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فالسبرالكس علاج جيد ومفيد، وإن شئت أن تنتقلي إلى دواء آخر، فليس لدي مانع في ذلك، ولكني أفضل حقيقة أن تقابلي طبيبا نفسيا، وهذا أفضل، وسوف يطمئنك كثيراً.

وحين أقول لك: قابلي طبيبا نفسيا، فهذا لا يعني أبداً أنني أريد أن أجحد عليك بأي معلومة، ولكن أعرف أن المقابلات المباشرة مع الأطباء، حتى وإن كانت لزيارة أو زيارتين، فيها عامل دعم نفسي كبير، وكبير جداً، هذا لا يتأتى من خلال الإجابة على الاستشارات مهما كنا صادقين، وبذلنا الجهد، وأعطينا كل ما عندنا من معرفة حبانا الله تعالى بها، لأنه سوف يظل هنالك جانب مفقود، وهو جانب المقابلة المباشرة، لأن العلاقة العلاجية هي بوابة الشفاء.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك مرة أخرى في ثقتك في شخصي الضعيف.

www.islamweb.net