ما هو مرض الساركويد الذي يصيب العين وكيف يتعايش معه المريض؟
2012-12-19 07:49:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
إحدى قريباتي مصابة بمرض الغرناوية (الساركويد) في عينها اليسرى، بدأ المرض منذ حوالي 4 سنوات بانتفاخ في العين، مع العلم أنه كان في العين اليمنى فقط، أما الآن فهو في اليسرى فقط.
أرجو منكم أن تمدوننا بنصائح حول التعايش مع هذا المرض في الحياة اليومية، وما يجب فعله، وما يجب تجنبه، وإن أمكن أن تعطونا نظاما غذائيا، وأيضا الوقت المناسب لتناول الدواء، ونصائح عامة.
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bilel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الساركويدُ هو مرضٌ التهابي، يبدأ على هيئة كتلٍ صغيرة حُبيبيَّة الشكل تُدعى الأورامَ الحُبيبيَّة، وهي تظهر في الرئتين أو العُقد اللمفيَّة عادةً، وقد تتجمَّع فتشكِّل كتلاً كبيرة تهاجم الأعضاءَ الأخرى, ويُصيب الساركويد الجلدَ والعينين والكبد غالباً.
يمكن أن تكونَ الإصابةُ بالساركويد خفيفة، لكنَّها قد تكون خطيرة أيضاً، بحيث تسبِّب ضرراً دائماً, كما قد يُصاب الإنسانُ بهذا المرض من غير أن يعرفَ، لأنَّه من الممكن ألاَّ تظهر لديه أيَّةُ أعراض, أمَّا عندما تظهر الأعراضُ، فهي تختلف باختلاف العُضو المصاب.
لا توجد أسبابٌ مؤكَّدة لمرض الساركويد، علماً بأنَّه يصيب الرجالَ والنساء من كلِّ الأعمار والأعراق في جميع البلدان؛ لكنَّه يحدث بين العشرين والأربعين من العمر غالباً، وعند النساء خاصَّةً.
أما بالنسبة للعينين فهي تصاب بنسبة 30% عند الإصابة بهذا المرض, في حالات الالتهاب الحاد غالبا ما يصيب عينا واحدة, أما في الحالات المزمنة فهو يصيب كلتا العينين.
هذا المرض يصيب ملتحمة العينين, وكذلك الصلبة وغشاءَها, وكذلك الغدد الدمعية, وفي الحالات الشديدة يسبب جفافا في العينين, وكذلك يسبب التهابا شديدا في القزحية الذي قد ينتج عنه ماء أبيض وتأثر القرنية، وكذلك قد يسبب ارتفاعا في ضغط العين, وكذلك في 25 % من الحالات يسبب التهابات في شبكية العين, والأوعية الدموية بها والعصب البصري.
وعلاج هذا التأثير على العين يكون باستخدام الكورتيزون, إما قطرات في العين, وفي حالات الالتهابات الشديدة يستخدم إبر الكورتيزون في الوريد أو الحقن في العين مباشرة.
أما بالنسبة للتعايش مع هذا المرض فيجب عليها أن تأخذ العلاج كما حدده لها الطبيب, كذلك يجب عليها أن تمتنع عن التدخين إذا كانت تدخن, كذلك الابتعاد عن الأماكن التي بها أتربة, أو كيماويات؛ لأنها تؤذي العين, والرئتين, وكذلك يجب مراجعة الطبيب في زيارات منتظمة كما حدده لها, أو عند حدوث أي أعراض طارئة.
وقبل كل ذلك يجب أن تكون راضية ومقتنعة بما قدره الله لها, وأن ما أصابها إنما بإذنه, وعليها التوكل والإنابة إليه, وبإذنه تعالى سوف تشفى.
وبالله التوفيق.