الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذا الذي يمر بك هو نوع من تزاحم الأفكار وتطايرها وتداخلها، وتضخيم الصغائر، وهذا ناتج من القلق النفسي، هذا القلق ربما يكون أصلاً جزءًا مكونا لشخصيتك، أو قد يكون هو قلق مكتسب، وكلا الحالتين - إن شاء الله تعالى – سهلة العلاج، وحين أقول لك سهلة العلاج هذا لا يعني أن هذا النوع من التفكير سوف ينقطع؛ لأن الإنسان بطبعه يحتاج أن يفكر، لكن في نفس الوقت أن يضع جدول أسبقيات في تفكيره، الأمور المهمة نضعها في المقدمة، والأمور غير المهمة نحاول أن نتغاضى عنها.
أعرفُ أن هذا الأمر ليس بيدك بالكلية، لذا تعتبر الأدوية المضادة للقلق علاجًا أساسيًا في حالتك، وهنالك أدوية بسيطة مثل عقار (موتيفال) دواء بسيط جدًّا، ورخيص الثمن، ولا يتطلب وصفة طبية، فيمكنك أن تتحصل عليه وتتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا - إن شاء الله تعالى – يفيدك كثيرًا، وإن لم تتحصل على الموتيفال هنالك دواء يُقابله يعرف باسم (فلوناكسول)، واسمها العلمي (فلوبنتكسول) أيضًا لا يتطلب وصفة طبية، وجرعته هي أن تبدأ بنصف مليجرام (حبة واحدة) تناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم حبة واحدة لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
ومن المهم أن تمارس تمارين رياضية – أي نوع من التمارين الرياضية – سوف تكون ذات فائدة كبيرة بالنسبة لك.
عليك أيضًا بتمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها من تمارين.
الأمر الآخر: حاول أن تقلل من شرب الشاي والقهوة وألا تُكثر منها، لأن الشاي والقهوة يحتويان على الكافيين، والكافيين يزيد من درجة اليقظة والانتباه لدى الإنسان، وهذا قد يزيد من درجة القلق.
من المهم جدًّا أيضًا أن تكون حريصًا على أذكار النوم، أذكار النوم مهمة جدًّا. أنت لديك مشكلة أساسية؛ لأنك تنقل التزاحم الفكري الذي تعاني منه في أثناء النهار تنقله إلى الليل خاصة عند النوم، لذا تحدث لك الأحلام المزعجة، وعدم الارتياح في النوم، فحاول أن تفصل ما بين وقت النوم والأوقات الأخرى، وذلك من خلال الاسترخاء، والتأمل الإيجابي، والحرص على أذكار النوم.
أيضًا حاول أن تغير من نمط حياتك بصفة عامة، وسّع من نسيجك الاجتماعي، أكثر من التواصل الاجتماعي، وهذا - إن شاء الله تعالى – فيه خير كثير لك جدًّا.
ختامًا: أود أن أشكرك، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.