الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن حالة الخوف التي تعاني منه أختك هو خوف سبب حدث يعرف بالارتباط الشرطي ما بين الحادثة التي حدثت لأختك في المدرسة أولاً، وسكن الأمر في خيالها، وأصبح جزءًا أساسيًا من مكونات شخصيتها وحالتها النفسية.
أود أن أنبه أن هؤلاء الأطفال - كما ذكرت وتفضلت – دائمًا يكونون من المجتهدين والجيدين والمتفوقين، وهذا الخوف الذي انتابها ليس كله كرهًا للمدرسة، ولكن جُله ناتج من فكرة أنها تخاف الفراق والابتعاد عن أمان البيت، والعلاج في مثل هذه الحالات هو التحفيز، التشجيع، أن نطمئنها، والتنقل من مدرسة إلى مدرسة لا أعتقد أنه أمر جيد، لكن نقول ما حدث قد حدث، ومن هنا نعتمد على أسلوب التحفيز وطمأنتها، مع شيء من الحزم فيما يخص الغياب مهما كانت الأعذار التي تُبديها، وهذا بالمناسبة ليس تمثيلاً أو تصنعًا من جانبها، إنما هو عملية نفسية معقدة على مستوى العقل الباطني، عمومًا يجب أن يكون هنالك التزام من جانبكم بألا تغيب عن مدرستها ودراستها، لأن الغياب فيه تحفيز ومردود إيجابي للمزيد من المخاوف والابتعاد عن المدرسة والبحث عن أمان البيت دائمًا.
يفضل أيضًا أن تُدرب هذه الصغيرة على تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة ممتازة جدًّا، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت الرقم (
2136015) أرجو أن تستفيد منها هذه الطفلة.
الجوانب التربوية الأخرى يجب ألا يتم تجاهلها، وذلك بأن تُعطى أهمية خاصة داخل الأسرة، أن تُوكل إليها بعض المهام، وأن تطور من مهاراتها، وأن يُشار إليها دائمًا بما هو إيجابي، هذا ينفعها كثيرًا في البناء والتكوين النفسي مما يكون له آثار إيجابية جدًّا عليها - إن شاء الله تعالى -.
العلاج الدوائي يمكن استعماله في هذا العمر، لكن يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المباشر، هنالك أدوية جيدة: عقار تفرانيل (مثلاً) بجرعة صغيرة (عشرة مليجرام) لمدة أسبوع، بعد ذلك تكون الجرعة 25 مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين (مثلاً) ثم تخفض إلى 10 مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هذا - إن شاء الله تعالى – جيد، هنالك أيضًا من يُعطي عقار بروزاك، وهنالك من يُعطي عقار فافرين، كلها - إن شاء الله تعالى – جيدة وفاعلة ومفيدة، والدواء في حالتك يجب أن يؤخذ كجزئية للعلاج وليس كل العلاج، تطبيق ما ذكرناه سلفًا يعتبر مهما جدًّا، وأرجو ألا تُعطى الدواء إلا تحت إشراف طبي مباشر.
بارك الله فيك، جزاك الله خيرًا، أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.