الإجابــة:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
زيادة الانفعالات النفسية المستمرة معك قد يكون السبب فيها شخصيتك في الأصل هي شخصية قلقة واندفاعية، ولا تتحمل التوترات وهذه نعتبرها سمات في الشخيصة أكثر مما هي حالات مرضية، والشخص الذي لديه قابلية القلق والانفعال جزء من بنائه النفسي قد يكون عرضة لنوبات القلق الحاد، وأيضا قد تأتيه نوبات اكتئابية، فأنا أرى المحور الأول هو محور الشخصية، وهو الأهم من انفعالات إضافية وهذه تحدث لكل إنسان.
أنا أعتقد أن علاجك يتطلب جلسات نفسية مباشرة إذا كان ذلك ممكناً، والأدوية لا بأس بها، وأعتقد أن دورها ثانوي، أهم طريقة لعلاج حالتك هي التدرب على كيفية التعبير عن الذات، الإنسان الذي يميل إلى الكتمان والاحتقان الداخلي يكون أكثر عرضة للقلق والانفعالات السلبية التي تجعله في مواجهات مع الآخرين تخل بعلاقته الاجتماعية، وفي ذات الوقت تضر بصحته النفسية والاجتماعية، وتجعله يحس دائماً بالنقص والذنب نسبة لحالة الاندفاع والاستعجال التي ينتهجها، على ضوء ذلك وجد علماء السلوك أن أفضل طريقة هي أن يكون الإنسان معبراً عن نفسه ولا يترك حتى الأمور البسيطة، لابد أن يحاور، يناقش، ويفرغ ما بداخل نفسه، وهذا يكون في حدود الذوق والانضباط وحسن معاملة الآخرين، ومن ينتهج هذا المنهج يجد أن الاحتقانات النفسية الداخلية قد قلت أو ذهبت بالكلية، وهذا يجعل الإنسان يتحكم في عصبيته وتوتراته، فأرجو أن يكون هذا هو نهجك أي نهج التعبير عن الذات أولا بأول، بهدف التفريغ النفسي.
ثانياً: لابد أن تتذكري الإيجابيات الكثيرة والعظيمة في حياتك، أنت لديك عوامل استقرار كثيرة والحمد لله تعالى، لديك الأسرة ولديك الذرية، في سن فيها الكثير من الطاقات النفسية والفكرية والجسدية التي يمكن أن يستفاد منها ، فاجعلي التفكير الإيجابي منهجا لك في حياتك ، وحقيقة ازعجي كثيراً حين ذكرت أنك تفكرين في الانتحار، ما علاقة الانتحار بوضعك أو حياتك؟! ليس هنالك أبداً ما يجرك إلى هذا النوع من الفكر السلبي والسوداوي، الحياة طيبة وجميلة وأمامك الكثير الذي يمكن أن تقومي به بصورة ممتازة جداً.
النقطة الثالثة: هي حسن إدارة الوقت، فهو يجعل الإنسان فاعلاً، والفعالية هي أهم محور من خلاله يحس الإنسان بإيجابيته وأنه مفيد ونافع نفسه ولغيره، فأرجو أن تحسني إدارة وقتك.
رابعاً: من المهم أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية وكذلك تمارين الاسترخاء، بالنسبة لتمارين الاسترخاء إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015 ) أرجو أن ترجعي إليها وتستفيدي منها من التعليمات.
خامساً: من المهم جداً أن تجلسي مع نفسك وتفكري، وقولي لنفسك: كيف سيكون رد فعلي إذا انفعل إنسان آخر في وجهي وأسمعني كلاما غير طيب؟ كيف سأتعامل مع هذا الموقف؟ وعيشي أيضا نوعا من المشهد الخيالي الذي من خلاله تجيبين على أسئلة إنسان قام بسؤال كيف يتعامل مع الانفعالات والقلق والتوترات، هذا يساعدك كثيراً في أن ينعكس عليك إيجابياً.
بالنسبة للعلاج الدوائي لا أحبذ أن أصف لك دواء، وأريد ترك ذلك لطبيبك، بالرغم من أن بعض الأدوية قد جربتها، وأتفق معك أن دواء مثل اريبيبرازول وخلافه يسبب نوعا من القلق الحركي، والإنسان لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد، ولكن توجد أدوية أفضل، فأرجو أن تراجعي طبيبك، وما دمت حاملا هذا أفضل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام يب.