هل أترك خطيبي لفقره؟
2013-01-21 09:56:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة بعمر 24 سنة، مخطوبة لشاب عمره 26 سنة، تعرفت عليه عن طريق أخي، إذ أنه صديقه المقرب، ومستواه المعيشي بسيط، ومستواي أعلى من مستواه، ولكني وجدته ذا خلق ودين، لذلك قبلت به, سيتم الزواج في سبعة أشهر -إن شاء الله-.
خطيبي يحاول جمع المال ليتم الزواج، والمال الذي يحاول جمعه سيكفي مصاريف الزواج والصداق فقط، المشكلة الآن أنه رغم مجهوداته لتحصيل الأسباب إلا أن والديه يحتاجان إليه لظروف قاهرة، فيضطر أن يعطيهم مبلغا مهما من المال الذي وفره، برا بهما، وأنا ليس عندي إشكال في المسألة، ولكني أخاف ألا تحصل الأسباب، أو أن والداي قد يرفضانه، وأنا على دراية تامة أنه معسر، وعائلته كذلك، لا أريد أن أكلف عليه، ولا هو يريد أن يكلف علي، أفكر الآن أن أتركه يتزوج أختا في مستواه المادي، كي لا تكون هنالك تكلفة عليه، وقد طرحت عليه المسألة سابقا، إلا أنه أجابني بأنه بحث ولم يجد، إلا أنه في آخر مكالمة معي قال لي: أن الأصل أن يتزوج واحدة في مستواه المادي، بدعوى أنني لن أصبر على الحياة معه، وأنه لا يريد أن يشق علي، حتى أنا متخوفة من هذه المسألة، ولكنني محتسبة الأجر من الله، وهو لا زال متشبثا بي، ولا زال يعمل من أجل تحصيل الأسباب.
مسألة أخرى: ألا وهي أنه أقل مني في المستوى التعليمي والثقافي والديني، أنا لا أرى عيبا في المسألة، ولكنه متخوف من أن أمنّ عليه، بينت له بأننا طلبة علم ولا عيب في ذلك، وأن المهم هو تقوى الله، فما نصيحتكم لي؟ هل أتركه? مع العلم أني رفضت خطابا ذوي مناصب لعدم تدينهم، وأنني في بلد وهو في بلد آخر، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك هذا الاهتمام والسؤال والتواصل مع الموقع، ونشكر لأخيك اختيار هذا الشاب ليكون زوجًا لك، ونحسب أن هذه أنجح أنواع الزيجات، ولكننا نستغرب لماذا لم تُشركي الوالد والوالدة في الأمر! فإن رأيهما حاسم، ورأيهما مرجح لكثير من الأمور، ولذلك أرجو أن تبدئي الخطوة الآن بأن تُخبري الوالد والوالدة، أو يخبرهم هذا الشقيق عن رغبة صديقه في الارتباط بك، ويضع أمامهم الصورة واضحة، وعند ذلك سيكون كلام الوالد وكلام الوالدة له أثر، بل هو عامل أساسي في الترجيح في الاتجاه الإيجابي أو في الاتجاه السلبي.
قد أحسنت، فإن العبرة في الرجل ليس بما يملك من أموال، ولكن المهم هو ما يملك من دين ويملك من أخلاق، وبما عنده من قدرة من المسؤولية، فقضية الأرزاق بيد الله تبارك وتعالى، لكن الإنسان يحاسب على سعيه وبذله واجتهاده، ومن الواضح أنه رجل مجتهد ويبحث ويحاول، كما أنه رجل بار يهتم بأسرته وأهله، ويجتهد في أن يقاسمهم أو يعطيهم من هذا المال الذي يأتيه، وعلى كل حال فإن الفتاة التي تدخل الحياة وهي فاهمة - وهي متوقعة - وهي محتسبة الأجر عند الله تبارك وتعالى، ستنجح كثيرًا في مثل هذه المواقف.
على كل حال فإنا لا نريد التردد أن يكون موجودًا، فعليك أن تشاوري أسرتك، ثم تجتهدي في صلاة الاستخارة، ثم تقرري بعد ذلك، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى، ولأهمية الاستخارة فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.
احرصي إذن على أن تشاوري والديك، وأرجو كذلك أن تقتربي من شقيقك وتأخذي رأيه تفصيلاً، ثم بعد ذلك عليك أن تصلي صلاة الاستخارة، وفيها: (واقدر لي الخير حيث كان ثم رضّني به) وفيها: (إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي وعاجل أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه) فهي معاني جميلة جدًّا، ولن يندم من يستخير ويستشير، وأرجو أن نسمع عنك الخير، ونسمع رأي الوالد والوالدة والشقيق، ثم بعد ذلك ماذا حصل معك بعد الاستخارة؟ ويسعدنا أن نتابع هذه القضية، ولكن الأمر لا زال في يدك وفي يد الشاب، وأنت أعلم بنفسك، ولكن الإنسان ينبغي أن يستشير من حوله خاصة الذين يعرفونه ويعرفون الشاب، فلهم نظرة في هذه الأمور، وليس عيبًا في الرجل كما قلنا أن يكون فقيرًا، ولكن العيب أن يكون كسولاً لا يعمل ولا يجتهد، ونسأل الله لك وله التوفيق والسداد.