زوجي وقع في خطأ تناول الحشيش... فما توجيهكم
2020-04-18 21:59:26 | إسلام ويب
السؤال:
بداية أرجو الاهتمام بمشكلتي لأني حقا أحتاج للمساعدة -جزاكم الله خيرا- أنا متزوجة منذ 8 شهور، وأحب زوجي كثيرا، وهو أيضا، ولكن اكتشفت أنه وقع في معصية أكثر من مرة، وهي شرب الحشيش، واجهته وقال بأنها غلطة وتاب منها ولن يعود، وأن ذلك بسبب الصحبة السيئة، ونصحته بالابتعاد عن هذه الصحبة ووعدني، ولكني من حين لآخر أشك به حتى يصل الأمر أن أفكر بالطلاق.
وهناك أيضا مشكلة تؤرقني معه، أنا كنت ملتزمة جدا قبل زواجي، وأكثر من الطاعات، ولكن الآن أشعر بالانتكاسة، وأحمّل زوجي المسؤولية، هو يصلي فقط، يصلي نعم، هو لا يمنعني من شيء، ويفرح حينما أحفظ القرآن وأذهب لدروس العلم، ولكنه لا يفعل ذلك؛ مما يحبطني ويقلل من عزيمتي، فأنا أحتاج دائما من يشجعني، وكثيرا أفكر أن لو كنت تزوجت من شيخ أو داعية لكان حالي أفضل، فهل أنا مخطئة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على رغبة في الخير، ونسأل الله أن يعينك على إصلاح هذا الزوج، وأن يقر عينك بصلاحه وعودته للصواب، وأنت ولله الحمد على خير، إذا كان الزوج يفرح بصلاتك وحفظك لكتاب الله وذهابك لدروس العلم فإن هذا دليل على أن فيه خيرا، وعلى أن هذه المعصية - إن شاء الله تعالى – معصية سطحية، أرجو أن تجتهدي في انتشاله منها، وأبشري بقول النبي - عليه الصلاة والسلام -: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم) فكيف إذا كان الرجل هو الزوج، كيف إذا كان هذا الرجل هو أقرب الناس إليك، فاجتهدي في النصح له، وكوني نعم الصاحبة ونعم الصديقة ونعم الناصحة، واجتهدي في إكرامه، وخذي بيده إلى الحق والصواب، ولا تتمني الزواج بغيره، فإن هذا قد يكون - إن شاء الله تعالى – بابا لك من أبواب الجنة، وأبواب الدخول إلى ما يُرضي الله تبارك وتعالى، فاجتهدي وحاولي بقدر المستطاع في النصح له.
وإذا كان هذا هو كلامه وهذا هو حال هذا الشاب فنحن نرجو له الخير رغم خطورة الخطيئة التي وقع فيها؛ لأن الحشيش والمخدرات هي آفة الآفات، والخمر هي أم الخبائث، والمخدرات هي من أسوأ أنواع الخمور، بل هي الأسوأ، ولكن طالما عرفت أن السبب هي الصحبة السيئة فعليك أن تُبعديه عنهم بطريقة مباشرة أو غيرة مباشرة، ثم عليك أن تحاولي أن تأخذي ما في يده من أموال، من أجل أن تمهدي للمستقبل، فتعيني نفسك على تجهيز البيت وإعداد متطلبات الحياة، ولا ننصح بالتفكير في الطلاق، لأننا نريد أن تجتهدي عليه، في أن يعود إلى الحق والصواب، وأولى من ينبغي أن يُنصح هو الزوج، وأولى ممن ينبغي أن ندعو له وتتوجهي بالدعاء له هو هذا الزوج الذي هو أقرب الناس إليك، وحافظي على ما عندك من الالتزام، بل ازدادي رجوعًا ولجوءا إلى الله تبارك وتعالى؛ لأن قلب هذا الزوج وقلوب العصاة وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها.
وإذا كان هو يصلي نعم شجعيه على أن تكون له نوافل، على أن تكون له طاعات، شجعيه على الذهاب إلى المساجد، شجعيه على أن يكون لكم جلسة خاصة تتذاكرون فيها بعض ما سمعت من الدروس والعلم، شجعيه على أن يستمع للأشرطة التي تُحذر من هذه المعاصي والمخالفات، المهم كوني إلى جواره، واجتهدي في النصح له، وتوجهي إلى الله، ونحن بدورنا نسأل الله أن يقر عينك بصلاحه وهدايته وعودته إلى الحق والخير، ولا ننصح بالتفكير في الطلاق والخروج من حياته، لأنك بهذه الحالة ستدفعينه إلى الهاوية دفعًا، وسيكون هذا سببًا في ضياعه مرة واحدة، ولن يقف عند هذه المعصية، فإذا تركته فسيترك الصلاة، ويترك الطاعات ويبتعد، وهذا ما لا نرضاه لأي مسلم، وما لا ترضينه أنت أيضًا لأي مسلم، فكيف إذا كان هذا المسلم هو الزوج الذي نشكرك لأنك اعترفت بما فيه من إيجابيات.
نسأل الله أن يعينك على تخليصه من هذه السلبية، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وسوف نكون سعداء في حال تواصلك، ونتمنى أن نسمع عنك وعنه الخير، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.