أريد أن أقلع عن النظر للصور المحرمة، أرجوكم انصحوني.
2013-02-03 09:39:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
سؤالي هو كيف أستطيع أن أتوب إلى الله وأقلع عن النظر للصور المحرمة، حيث أنني أشعر برغبة لرؤية صور الجنس، ولكن مجرد فتحها أبكي وأغلق الجهاز، وأتوب إلى الله، ولكن بعد يومين أعود لفتح مثل هذه الصور، ويحدث معي مثلما حدث سابقا التوبة والاستغفار، أريد أن أثبت على توبتي، فماذا أفعل؟
رغم أني ذهبت لحج بيت الله وذلك لكي يغفر الله ذنوبي، ولكن للأسف عدت لفعل الذنب.
أرجوكم انصحوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في إسلام ويب فأهلا وسهلا، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يباعد بينك وبين خطاياك كما باعدت بين المشرق والمغرب، وأن يتقبل توبتك، وأن يجعلها خالصة لوجه الكريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة فإنه مما لا شك فيه أن معاصي السر من المعاصي التي يصعب التخلص منها، لأن الناس جرت عادتهم أن يتجملوا لبعضهم بعضا، فكم من هؤلاء الذين يبدون للناس أنهم من أهل الصلاح يرتكبون معاصي ما حال بينهم وبين ظهورها إلا حيائهم من الناس، وخوفهم منهم، في حين أنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها عياذا بالله تعالى.
ولذلك نجد أن معظم معاصي السر لا يقلع عنها أصحابها بسهولة إلا من رحم الله، ومن هنا فإن النفس تشتهي هذه المعاصي المستترة والتي لا يترتب عليها خطر بالنسبة للناس، فلا الناس يعرفون ماذا نصنع، وليست لها رائحة حتى يشمها الناس وليست لها آثار تنعكس حتى يراها الناس، ولذلك تظل مع الإنسان سنوات طويلة إلا إذا كان العبد صادقا في توبته مع الله تبارك وتعالى، وجادا وعقد العزم يقينا على أن يترك العبد حياءاً من الله فإن الله تبارك وتعالى يمده بمدد من لدنه ويبسط له يده ليتوب ويغفر، بل إن الله تبارك وتعالى كما قال بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ليأتي العبد التائب هروله ويفرح به فرحاً عظيماً.
ولذلك كان من شرار الخلق عند الله عبادا إذا خلو بمحارم الله انتهكوها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك علاج هذه المشكلة التي تعانين منها أختي الفاضلة، إنما هو في قرار جاد وحازم وقفة مع نفسك وسليها إلى متى ستظل هادئة أيتها النفس تغردين بعيدا عن رحمة الله تعالى هل تضمنين أن تعيشي حتى تتوبي مرة أخرى، هل تتضمنين أن تعيشين إلى غد، لماذا هذه المعصية هل هناك ما يمنع من قبض روحك وأنت على المعصية، فيسود وجهك بين الناس وتخرجين من الدنيا بذكرى سيئة ووضع غير حسن، أسالي هذه النفس الإمارة بالسوء إلى متى التسويف، وإلى متى عدم الحياء من الله، وإلى متى الجرأة على دين الله، وإلى متى الاستمرار في معصية الله، خيره إلينا نازل وشره إلينا صاعد، هل هذا جزاء الإحسان.
حاولي أن تديري حوارا مع نفسك بطريقة هادئة لتوبيخها على صنعها ولتعينيها على التوبة إلى ربها والعودة إليه والأوبة له، ولذلك أول أمر هو هذا الحوار.
ثانيا: أخذ قرار بالتوقف نهائيا مهما كان المتعة الزائفة التي تستمتعين بها عند رؤيتك لهذه المشاهد المحرمة.
وثالثا: تخيلي أن ملك الموت قد يأتيك وأنت على هذه الصورة، وقد تموتين قبل أن تغلقي تلك المنافذ المحرمة، فتموتين ويرى الناس أنك كنت سيئة وكنت لله عاصية، ولم تكون صاحبة حياء، أو فضيلة، وستظل هذه السمعة تلاحقك، حتى وأنت في قبرك، كلما ذكرك الناس ما ذكروا لك حسنة، وإنما قالوا ماتت وهي عاصية وماتت وهي فاجرة وماتت وهي مجرمة عياذا بالله تعالى.
فعليك أختي الكريمة أن تستحضري ذلك، ثم كذلك بإخراج هذا الجهاز إلى مكان بارز وظاهر أمام أهل البيت لأن وجوده في غرفة نومك أو في غرفتك الخاصة، وأحيانا إغلاقك للباب عليك أهلك يحسنون الظن بك ويظنون أنك صالحة وأنت تعلمين لست كذلك، فإذا من العلاج العملي والضروري إخراج هذا الجهاز إلى مكان بارز ظاهر أمام الناس لأن نفسك الضعيفة تستغل فرصة وجودك وحدك ويستحوذ عليك الشيطان، وتسول لك نفسك معصية الرحمن، ولذلك هذا الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، فعليك بإخراج الجهاز، واتخاذ القرار لذلك، نعم قد يكون القرار صعبا على النفس، ولكن نحن قد نتعاطى الدواء المر لأننا نتمنى الشفاء ونتمنى الصحة فهذا نوع من الدواء المر، ولكن لا بد منه حتى نخرج من هذا المنعطف الخطير ونخرج من هذه الطريق المظلمة إلى طريق فيها نور، كما قال الله تعالى:"أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم" {الملك:}.
ثالثا: حتى وإن كان الجهاز في مكان بارز لا تدخلي في الأوقات التي ينعدم فيها أهل البيت وإنما احرصي على أن تتعاملي مع الجهاز في الأوقات التي يكون فيها أهل البيت في حالة يقظة وانتباه، حتى لا يستحوذ عليك الشيطان مرة أخرى، تحتاجين إلى مواصلة التوبة والإكثار من الاستغفار بمئات المرات أو بالآلف عسى الله أن يتوب عليك وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية أن يعافيك الله تبارك وتعالى على ذلك على الصلاة عليه كما ورد في الحديث يكفى همك ويكفى ذنبك.
وبالله التوفيق