هل ممكن أن يكون تأخر الحمل سببه العين أو السحر؟
2019-02-06 04:35:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ ثلاث سنوات, ولم يرزقني الله بعد بأولاد, وقمنا أنا وزوجتي بجميع الفحوصات, وكلها كانت جيدة.
وقالوا لنا ربما يكون ذلك سحر أو عين, فقمنا بالرقية, وحتى الآن لم يظهر شيء, فماذا نفعل؟ وهل عندكم خلطة للحمل؟
جزاكم الله أحسن الحسنات, وآجركم الجنة, ادعوا لي بالذرية الطيبة الصالحة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ lemloum حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك في استشارات إسلام ويب, ونسأل الله تعالى بأسمائها الحسنى وصفاته العلى أن يرزقكم الذرية الطيبة.
لقد أحسنتم حين توجهتم إلى الأخذ بالأسباب الصحيحة لتحصيل الذرية، وذلك لطلب الدواء، فإن هذا سبب مشروع، فقد قال نبينا -صلى الله عليه وسلم- : (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواء).
ونحن نصيحتنا أن تأخذوا بباقي الأسباب التي جعلها الله عز وجل مقدمات بين يدي النتائج، وأسبابًا موصلة إلى مسبباتها، وألا تلتفتوا لما عدا ذلك, ومن هذه الأسباب: الإكثار من دعاء الله تعالى واستغفاره، فقد قال سبحانه وتعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويُمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}.
وليس ما ذُكر لكم من احتمال كونكم مصابين بالعين أو بالسحر، ليس ذلك فيما نرى قولاً صحيحًا؛ لأنه لا يستند إلى دليل، ولا ينبغي للإنسان المسلم أن يشغل نفسه بمثل هذه الاحتمالات التي لا تورث إلا الحزن، ولا تزيده إلا همًّا إلى همّه، وكم نعلم ممن أصابهم الله سبحانه وتعالى بالعُقم وعاشوا كذلك مُددًا طويلة من أزمانهم وأعمارهم ثم رزقهم الله سبحانه وتعالى الذريّة بعد ذلك، فهل كل هؤلاء كانوا قد أُصيبوا بالعين أو بالسحر؟! إنَّ هذا إنما هو مجرد أوهام يحاول الشيطان من خلالها أن يتسرب إلى قلوب أصحابها فيُورثها الحزن، ويغرس فيها أنواعا من الأسى، والمسلم ينبغي أن يكون واثقًا بربه، مُحسنًا الظن به، معتمدًا ومتوكلاً عليه.
فنصيحتنا أن تُكثروا من ذكر الله تعالى، ولا بأس من استعمال الرقية الشرعية، فإنها تنفع -بإذن الله تعالى– مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل به, وينبغي للإنسان المؤمن أن يتلقى قضاء الله تعالى بالرضا والفرح، فإن ما يقضيه الله تعالى ويُقدره للإنسان خير مما يختاره الإنسان لنفسه، فالله عز وجل أرحم بنا من أنفسنا، وأعلم بمصالحنا، وهو أقدر على تحقيق هذه المصالح إذا عُلم فيها الخير والصلاح لنا، ولهذا قال لنا سبحانه في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقكم ذرية طيبة، ويُقرَّ أعينكم بذلك، إنه سميع الدعاء.