أصبت باكتئاب ما بعد الولادة، فهل لنقص فيتامين دال علاقةً؟

2013-02-19 11:09:00 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاةٌ اجتماعيةٌ من الدرجة الأولى، ومرحةٌ، وأحب الحياة، وقوية الشخصية، وقياديةٌ.

هذه أول ولادةٍ لي، أصابتني الحالة بعد الولادة بثلاثة أيامٍ، كان هناك بكاءٌ مريرٌ في البداية من غير أي سببٍ وصعوبةٌ في النوم، وبعدها قلةٌ في التركيز وسرحانٌ في لا شيءٍ وكسلٌ وخمولٌ وتعبٌ عامٌ.

بعد عشرين يوماً من الأربعين، تحسن النوم كثيراً وأصبحت أنام طبيعياً، والبكاء توقف، لكن ما زال التركيز وعدم الشعور بالسعادة والتشتت والضياع، أجتمع بالناس وأخرج آملاً بأن أتحسن ولكن بلا فائدةٍ، لا شيء يسعدني.

بعد الأربعين قررت الذهاب للطب النفسي، وصرفت لي الدكتورة سبراليكس ابتداء من جرعة 5 لمدة أربعة أيامٍ وبعدها أرفع الجرعة إلى 10، وبعد شهرين انتقلت إلى مكان ثانٍ وتابعت عند دكتورةٍ ثانيةٍ استشاريةٍ.

سألتني عن التحسن وأخبرتها أنه لا تحسن يذكر، زادت الجرعة إلى 20، وبعد ثلاثة أشهرٍ ذهبت لها وطلبت منها تغيير الدواء رفضت وقالت: إنه بالتأكيد نفعني رغم أني لا أشعر بتحسنٍ يذكر، وزادت الجرعة إلى 30، ولكني لم أزدها إلا 5 أي أصبحت 25، خوفاً من الزيادة وأن يكون لها تأثيرٌ سلبيٌ.

الآن لي شهرٌ من الزيادة، قبل ما يقارب أسبوعين فحصت مستوى فيتامين دال النتيجة 3 نقصٌ حادٌ، ولا أعلم هل النقص بسبب عدم استجابتي للعلاج، أنا -أحمد الله- متمسكةٌ كثيراً بالأمل، وأرغب بشدةٍ أن أرجع لطبيعتي، رغم أني الآن -ولله الحمد- أقوم بجميع واجباتي، وأذهب وأقوم بالزيارات، ولكني للأسف لا أشعر بالحياة؛ ولكني متمسكةٌ بها، ولثقتي في موقعكم الكريم بعثت استشارتي لعلي أجد رأياً يريحني، هل تنصح بتغير العلاج؟ هل ترى لنقص فيتامين دال علاقةً بما أصابني؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أسأل الله لك العافية والشفاء.

لا أريدك أبداً أن تصابي بما نسميه التعميم السلبي الذي يعقب الاكتئاب، وهو يعني أن الإنسان يرى حياته كلها نواقص ونكداً، ولا تكون له أي نظرةٍ إيجابيةٍ، وينظر إلى الأمور بشيءٍ من البؤس واليأس، لا تكوني من هذا النوع، أنت -والحمد لله- بخيرٍ، وأعجبي جدًا أنك بالرغم من معاناتك مع الاكتئاب إلا أنك تمارسين أنشطتك الحياتية بصورةٍ عاديةٍ بقدر المستطاع كتوجهٍ إيجابيٍ لهزيمة الاكتئاب، ويأتي بعد ذلك العلاج الدوائي.

اكتئاب ما بعد النفاس يستجيب استجابةً ممتازةً للعلاجات الدوائية، وذلك من مبدأ أنه أصلاً اكتئابٌ منشأه بيولوجيٍ، هذه النظرية السائدة والمعتبرة والتي يؤول عليها الكثير من الباحثين في أنها هي التي تؤدي إلى الاكتئاب، عقار سبرالكس عقارٌ فاعلٌ وجرعة الــ(30) مليجرامٍ تقريباً هي الجرعة القصوى، وأنا أعتقد أنك يمكن أن تظلي على الدواء لمدة شهرٍ آخرٍ بجرعة (25) مليجرامٍ يومياً، وإذا لم تشعري بتحسنٍ حقيقيٍ أعتقد أن هذا دليلٌ على أنه سوف يكون من الأفضل أن تنتقلي إلى دواءٍ آخرٍ، والدواء الذي أرشحه هو عقار إفكسرEfexor واسمه العلمي هو فنلافاكسين Venlafaxine وربما يكون هو البديل الجيد والفاعل في مثل هذه الحالات.

إذن لا تستعجلي لتغيير الدواء، ولكن هذا يمكن أن يكون مشروعاً مستقبلياً إذا لم تتحسني على السبرالكس.

بالنسبة لموضوع فيتامين دال هذا النقص الحاد يجب أن يعوض؛ لأن هذا الفيتامين مهمٌ للحيوية، وأن يؤدي الجسم وظائفه بصورةٍ أفضل، ويقلل من الآلام الجسدية، كذلك يقلل من الإجهاد.

وفيما يخص الاكتئاب لا نستطيع أن نقول وبصورةٍ حازمةٍ وجازمةٍ إن نقص فيتامين دال يؤدي إلى الاكتئاب، لكن قطعاً هو من الفيتامينات المهمة، وتعويضه سوف يكون له أثرٌ إيجابيٌ، تناولي فيتامين دال كبسولةً أسبوعياً، وبعد ستة أشهرٍ قومي بإعادة الفحص مثلاً -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدينه قد وصل إلى مستواه الطبيعي.

خلاصة الأمر، حالتك -إن شاء الله تعالى- سوف تعالج، كوني إيجابيةً في تفكيرك، واصلي أنشطتك الحياتية وهي التي سوف تشعرك بالسعادة والرضى، واستمري على السبرالكس كما هو وإن لم يحصل تحسنٌ حقيقيٌ بعد شهرٍ تقريباً هنا أقول لك يمكن أن تنتقلي إلى عقارٍ آخرٍ ربما يكون الإفكسر هو الأفضل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، نسأل الله لك العافية والشفاء والسداد والتوفيق.

www.islamweb.net