الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ khadeeja حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا بد أن أشير إلى رسالتك السابقة تحت رقم (
21262320) والتي طرحت من خلالها سؤالاً: هل أنت تعانين من اكتئابٍ أم عسر المزاج؟ وقد أوضحنا لك أن الشعور السلبي الذي يُضايقك وما يصحبه من أعراضٍ هو نوعٌ من حالةٍ اكتئابيةٍ بسيطةٍ، والآن أنت مشكلتك مع عدم القدرة على التعبير، والاكتئاب النفسي قليلاً كان أو بسيطًا قد يعطي هذا الشعور بالانهزام، يعني الإنسان تكون لديه المقدرات المعرفية والفكرية لكنه يُقلل من قيمة ذاته، ودائمًا يكون تحت الاعتقاد أنه ضعيف التعبير، وأنه لا يستطيع أن يتواصل مع الآخرين بالصورة المطلوبة، هذا من ناحيةٍ.
فإذن علاج الاكتئاب في حد ذاته كما شرحنا لك سوف يساعدك -إن شاء الله تعالى– في تخطي هذه المشكلة.
الأمر الثاني هو: أريدك بالفعل أن تُعيدي النظر في مفهوم أنك لا تستطيعين أن تعبري عن مشاعرك وأفكارك، المفهوم نفسه من وجهة نظري يُشكل إشكاليةً كبيرةً؛ لأن التأثير بمثل هذا النوع من الفكر قد يؤدي إلى خللٍ حقيقيٍ وعدم استطاعةٍ حقيقيةٍ على عدم القدرة على التعبير، بالرغم من ذلك كان موجودًا في الأصل، يعني الخوف من الفشل هو الذي يؤدي إلى الفشل، وأنا لا أريدك أبدًا أن تقعي في هذه المنظومة –أي منظومة اصطناع الفشل– أنت مقتدرةٌ، أنت يجب أن تكون لك القدرة على التعبير، هذا هو المفهوم الذي تنطلقين من خلاله، وعليك القيام بتمارين يومية، ألعبي فيها أدوارًا دراميةً، مثّلي موقفًا معينًا، اعتبري نفسك أنت المُخَاطِب والمُخاطَب في نفس الوقت، وتصوري موضوعاً معيناً، حددي محتوياته، كيفية بداية التخاطب، كيفية الدخول في الموضوع، ثم بعد ذلك تجاذب الحديث مع الطرف الآخر، ثم الخاتمة.
الأمور في غاية البساطة، ويجب أن تكون على هذا النسق.
ثانيًا: حاولي أن تُكثري من الاطلاع، وتركزي على مواضيع معينةً تجدي أنها مفيدةٌ لك في حياتك.
ثالثًا: حاولي أن تلعبي أدوارًا اجتماعيةً، كالانخراط في الأعمال التطوعية، الجمعيات الثقافية النسوية، المشاركة في حِلق حفظ ومدارسة القرآن الكريم تعطي الإنسان القدرة على التعبير عن ذاته والشعور بالطمأنينة وتحسين الدافعية.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.