الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رأفت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
يمكن للخوف من المستقبل، وتشتت الأفكار أن لا يكون أكثر من مجرد قلق نفسي، وهو منتشر ويمكن أن يصيب الكثيرين، وعلاجه ليس بالعسير سواء عن طريق العلاج النفسي، أو أحد الأدوية المضادة للقلق، وهي متعددة.
ولكن العرض الآخر الذي ذكرته، من الحديث مع نفسك ومن دون تحريك الشفاه، وبالذات فيما ذكرت من أن عقلك، وكأنه يردّ عليك، فحتى هذا يمكن أن يكون عرضا للقلق أو غيره من الاضطرابات النفسية الخفيفة، وخاصة إذا كان سماعك لعقلك، وكأنك تفكر بصوت مرتفع، فهذا أيضا إن كان سبب القلق، وقد تكون له أسباب أخرى، فيمكن علاجه بمضاد للقلق، وهو غير (دوغماتيل)، أو الاسم العلمي (سولبرايد) إلا إذا كان في جرعات خفيفة مثلا 50 ملغ، ولكن هناك أدوية أفضل للقلق.
وأما إن كانت ردود عقلك على محادثتك تسمعها، وكأنها أصوات تأتيك من الخارج، فهذا مؤشر لعرض أشد من مجرد القلق، والذي قد يصل لدرجة الذهان، والذي له عدد من الأسباب، وفي هذه الحالة أنصحك بمراجعة طبيب نفسي، أولا ليستفهم عن طبيعة هذه الأعراض، وأعراض أخرى هامة لاستكمال التشخيص، ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة، ومنها قد يكون دواء (دوغماتيل)، ولكن بجرعات أكبر، ولكن يتحدد الشيء المطلوب بعد وضع التشخيص.
وفقك الله، ويسّر لك الخير.
+++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. مأمون مبيض استشاري الطب النفسي، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
++++++++++++++++++
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ويسعدني أن أقول لك أنك قد حظيت بإجابتين لسؤالك، فقد أجابك الدكتور مأمون مبيض- وهو استشاري في الطب النفسي، ورجل له مساهمات كبيرة، ومشهود في اهتمامه في الجوانب السلوكية المتعلقة بحياة الناس اليومية، فأرجو أن تأخذ ما ذكره لك الدكتور مأمون بحرفيته، وتستفيد منه، ومن جانبي أقول لك: أن حديث النفس بالفعل يمكن أن يكون ذهانيا – بمعنى أن الإنسان يسمع صوت عقله بوضوح، أو طرح أفكارا عليه، وتسرع في كيانه، أو يعتقد أن هناك من يأخذ أفكاره، ثم يردها ليناقشها معه، هذه الحالة مرضية: يجب أن تعالج من خلال الطبيب النفسي؛ لكن هذه ليست حالتك، وأرجو أن تطمئن.
أنا أكثر قناعة من أن حديث النفس الذي تعاني منه: هو حديث حقيقة نراه كظاهرة مرتبطة بالقلق النفسي، كما ذكر لك الدكتور مأمون، وفي ذات الوقت هذا القلق يمكن أن يكون مفيدا، إذا كان قلقا حواريا حقيقيا فيه شيء من أحلام اليقظة؛ لأن أحلام اليقظة في نفسها تحفز الناس لتكون لهم أهداف في حياتهم، وأن يضعوا برامج، وهذه البرامج هي التي سوف توصلهم إلى أهدافهم بشرط ألا تكون أحلام اليقظة متسعة ومسرفة.
وعليه فأنصحك بأن تحول هذا الحوار مع نفسك إلى حوار إيجابي، حاول أن تتخلص من الشوائب من الماضي الذي لا فائدة منها، ويمكن أن تجعله حوارا طيبا مثلا، تتحدث في نفسك عن قصة من قصص الصحابة، تخيل هذا الوضع تحدث مع نفسك مع موضوع ما، حول اكتشاف حقيقة علمية.. وهكذا.
إذن توجيه الحديث النفسي ذاته يمكن، لأن حديث النفس هو تحت الإرادة الجزئية للإنسان، ليست تحت إرادة كاملة، ولكنه في ذات الوقت لا نستطيع أن نقول أنه يفرض نفسه فرضا على الإنسان، فحاول أن توجهه توجيها إيجابيا، وأيضا يجب أن تدير وقتك بصورة جيدة، وحين تكون لك مشاغل حياتية، وأمور مهمة قل لنفسك الآن لا مجال لحديث النفس، الآن الحديث سيكون في موضوع كذا وكذا.
ولدي نصيحة لك هي ممارسة الرياضة، وكذلك تطيبق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم:
2136015، يمكن أن ترجع إليها من أجل تطبيق هذه التمارين فهي جيدة ومفيدة جدا.
واجعل لحياتك هدفا، واجعله هدفا ضروريا جدا، وسوف تجد أن جزء كبيرا جدا من حديث النفس قد تحول نحو ذاك الهدف.
الأدوية: ليس لها دورا أساسيا في حالتك، ولكن لا بأس أن تتناول الدوقماتيل بجرعة صغيرة، أو كما ذكر الدكتور مأمون، أدوية أخرى أفضل فمثلا عقار (تفرانيل)، والذي يعرف باسم (امبرامين)، وهو متوفر في فلسطين، بالرغم من أنه دواء مضاد للاكتئاب، لكن يعرف أنه تناوله بجرعات صغيرة فيه فائدة كبيرة جداً، لاحتواء حالات القلق المشبع بتطاير الأفكار، وقوتها وجرعة (تفرانيل) هي 25 ملجم يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتوقف عن تناول الدواء.
أرجو أن تطمئن تماما، وأسأل الله تعالى أن تكون إجابتنا هذه قد أزالت ما بك من قلق وتوتر ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.