أم زوجي تريد إبعاد ابنها عني وتطليقي مع أننا منسجمان
2023-05-10 02:05:34 | إسلام ويب
السؤال:
أنا متزوجة حديثاً، لم أكن أرغب بداية في السكن مع أم وأخت زوجي، علماً أن أبا زوجي على قيد الحياة، وموفر لأم زوجي بيتاً في مدينة تبعد عن محل إقامتنا الجديد بـ 250 كم.
بعد الزواج مباشرة انتقلت أم وأخت زوجي من دون علم والد زوجي -هو متزوج من امرأة ثانية ويزور الاثنتين ولكنه يغيب، والله أعلم عن زوجتيه لبضعة أسابيع بسبب أعماله الكثيرة- للسكن معنا بعد أن أقنعني زوجي أنه لا يجوز تركهما بدون محرم، فوافقت، وقلت في نفسي: أعتبرهما مثل عائلتي.
مر على زواجي 5 أشهر، وقعت أثناء هذه المدة مشاكل تافهة، وسوء تفاهم طبيعي، فالإنسان مليء بالأخطاء، وكنت إذا ارتكبت خطأً توجهت إليهم واعتذرت، ونبهتهم إن كان يصدر مني خطأ ما فمن الواجب أن ينبهوني لكي أصلح نفسي وتصرفاتي.
أم زوجي استخارت الله في صلاتها، وقالت لزوجي: إنني لا أناسبه، فتركني عند أختي لأسبوع، ليعرف الأسباب الحقيقية لتغير أمه من ناحيتي، ومرت الآن ثلاثة أسابيع وأنا أنتقل من بيتٍ لآخر، وأنفق على نفسي من مالي الخاص، فهي لا تريد إلى الآن أن أرجع إلى بيت زوجي.
حاولت الاتصال بها عدة مرات، وأرسلت لها رسالة من الهاتف لطلب الصلح والاعتذار إذا صدر مني خطأ، لكن بدون جدوى! فهي لا تريد الرد، وتتهرب من مقابلتي.
زوجي تائه لا يعرف ما العمل! لا يريدني أن أكلم أمه، ولا الرجوع إلى البيت؛ خوفاً من غضب أمه أو أن تمرض.
حاولت أن أوجهه وأن أنبهه بأن يستعين بالقرآن وفتاوى العلماء في الدين، فما العمل؟ هل أرضى أن يطلقني لإرضاء أمه؟ علماً بأننا منسجمان، هل أصبر على هذا الوضع بدون زوجي؟ وهل يعتبر هذا الشيء ظلماً من أمه لكونها تريد إبعاد ابنها عني؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الأخت الفاضلة/ sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبدايةً: نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو أن يعلم الجميع، وتعلم بناتي الفضليات، أن هذه المعادلة تُعتبر من أصعب المعادلات، وهي علاقة أم الزوج بزوجة الابن، والحكم في ذلك والنجاح في ذلك -حقيقة- إنما يكون بعد توفيق الله بحكمة الزوج، الذي ينبغي أن يبالغ في إكرام والدته، والإحسان إليها بعد زواجه؛ حتى لا تشعر أنه تغيّر عليها.
كذلك في حكمة الزوجة -زوجة الابن- التي تعتبر أم الزوج كأنها أمها، وتعتبر أخوات الزوج كأنهنَّ أخواتها، ويبدو أنك لم تُقصّري، ولكن الأمر يحتاج إلى مزيدٍ من الصبر، وإلى مزيد من الاحتمال لمثل هذا الوضع؛ لأن بعض الأمهات تغار من زوجة الابن، التي جاءت تُقاسمها في حب ولدها وفي جيبه، وتشتد هذه الحالة عندما يكون الولد هو الأكبر أو الأصغر، أو هو المفيد أو المحبوب عندهم، فإنه عند ذلك تشتد مسألة الغيرة وتُصبح مضاعفة.
إذا كان الأمر كما ذكرت أنك منسجمة مع زوجك، فلا تستعجلي في طلب الطلاق، ولا ينبغي أن يستعجل في الطلاق، وأرجو أن يتدخل العقلاء والفاضلون والفاضلات في إصلاح ما حصل بينكم، وإذا كان والد الزوج لديه من الحكمة ولكم علاقة به فسيكون له دور في الإصلاح، وفي وضع الأمور في نصابها وصوابها؛ لأن الرجال يتفهمون مثل هذه الأمور.
من جانبنا نتمنى أن تُلطفي الجو، ولا تصعدي المشاكل، واتقي الله في نفسك واصبري، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، فإنه لن يضيع لك حق، وإذا كانت أم الزوج ظالمة فإن الله هو العدل، ولا يظلم أحدًا سبحانه وتعالى، والذي يظلم والتي تظلم تعود عاقبة الظلم عليها، ودائمًا نتمنى أن تنقلي المشاعر النبيلة، فتسأليه عن أهله، وتلطفي الأمر مع زوجك؛ لأنك متزوجة منه وليس منهم.
كذلك أخوات الزوج ينبغي أن تؤسسي معهنَّ علاقة طيبة، وعلى الأقل تتواصلي معهنَّ للسؤال عليهنَّ وعن أحوالهنَّ، وإذا كانت أم الزوج لا ترد، فليس هناك مصلحة في أن تُلحي عليها؛ حتى لا تشعر أنك مُصرة على العودة، وربما يحملها ذلك على مزيد من العناد ومزيد من تعكير الأجواء بكل أسف.
توجهي إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن هذه المسألة -إن شاء الله تعالى- سيكون لها نهاية، فعليك أن تصبري، وتُمسكي لسانك، كما نتمنى أن تكون أسرتك أيضًا في الحياد، فلا تدخل في المشكلة حتى لا تتوسع، ولست أول من يعاني مثل هذه المعاناة، ولكن الحكمة مطلوبة، والصبر مطلوب، والعاقبة للصابرين.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.