الخوف من الموت منعني من الصلاة في المسجد وزيارة الأرحام.

2013-03-09 14:33:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أتقدم بالشكر إلى إدارة هذا الموقع الكريم جعلكم الله عونا للمسلمين، وأبدأ سؤالي:

أنا أعاني من حالة دمرت حياتي بشكلٍ كامل، دائماً عند النوم أشعر أني إن نمت فلن أفيق، وأني سأموت، لذلك أنام بصعوبة، وعند الدخول في النوم ينتفض جسمي، وأشعر كأن شيئا يمشي في قدمي، وأقول إن روحي تخرج!

عند القيام من النوم أشعر بنبضات في بطني، وكما لو كنت أسمع دقات قلبي في أذني، وبتعب شديد، وأخاف من صلة أرحامي، وأشعر أني إن زرتهم فسأموت.

أخاف من الصلاة في المساجد حتى لا أموت! وإذا شرد ذهني في شيء أو عند بداية النوم ألاحظ أن نفسي متوقف، وأشعر بحرقان في مناطق في صدري مثل الكي بالنار، وإذا نمت أو استرخيت، ووقفت أشعر بتمنيل في أصابع قدمي مع المشي، لكنها تختفي سريعا.

دائماً أشعر بثقل في القدمين من الركبة إلى القدم، أشعر أن بي مرض، ولكن لا أدري ما هو!؟ حتى لو أصبت بصداع أحسب له ألف حساب.

أشعر بتنميل وثقل في الرأس، وألم في العين والرأس، مع حرقان في الرأس مثلاً: كأن أحداً أطفأ سيجارة في منتصف رأسي.

أحيانا تتحرك أصابع قدمي اليسرى بدون إرادتي، أشعر أني سأسقط على الأرض كما لو كان شيئا يجذبني لأسفل.

لم أترك طبيبا إلا وذهبت إليه، بم تنصحونني؟ هل هذا مرض نفسي أم عضوي أو مس من الشيطان مثلاً؟

آسف على الإطالة، في انتظار ردكم الكريم، وبارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وأؤكد لك بصورة قاطعة أن حالتك هذه حالة نفسية، لا علاقة لها أبدًا بالأمراض العضوية، وما تعاني منه من أعراض جسمية وجسدية هو إفراز واضح لحالتك النفسية، فأنت تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، كل أفكارك متمركزة حول الموت والخوف منه، وما يأتيك من شعور وأعراض جسدية هنا وهناك، هذا نسميه بالتجسيد، والتجسيد هذا هو إفراز لحالتك النفسية.

الذي أرجوه منك هو أن تعرف أن المخاوف القلقية الوسواسية تعامل من خلال التحقير، وتُطرد من خلال التحقير، ومن خلال صرف الانتباه، وأنت لديك حياة طيبة جميلة، أنت لديك وظيفة محترمة، فما الذي يجعلك تنشغل بهذه الأعراض؟! فيجب أن تتوقف عن التردد ما بين الأطباء، أعلم أنك صاحب حاجة، وصاحب الحاجة دائمًا يبحث هنا وهناك، لكن هذا يؤدي إلى تشرذم شديد في النفس، ويؤدي إلى توهم مرضي لا أريده لك، إن كنت تريد أن تقابل طبيبًا واحدًا، وسوف تستفيد منه أرى أنه الطبيب النفسي، فأنت محتاج لمضادات القلق والمخاوف والوساوس، ودواء واحد يمكن أن يقوم بهذا الدور.

بالنسبة لموضوع الخوف من الصلاة في المساجد حتى لا تموت! هذه مشاعر غريبة ومشاعر متناقضة، على العكس تمامًا الصلاة دائمًا تُعطيك الشعور بأنك سوف تعيش حياة هنية وتموت موتة سوية، فاعكس هذا الفكر، وارفضه.

أخِي الكريم، أنت تشعر أنك لو نمت أنك لن تفيق، فتدبر وتأمل في أذكار النوم (اللهم بك وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) هل هنالك أجمل من هذا؟! كلا، فتدبر وتأمل هذه الأذكار وغيرها.

أنا أريدك أيضًا أن تمارس الرياضة؛ فممارسة الرياضة مهمة جدًّا، لأنها تقوي النفوس، وتقوي الأجسام، وتعطي الشعور بأن الإنسان يعيش حياة صحية.

أخرج نفسك أيضًا من القوقعة الذاتية التي حاصرتك فيها هذه الأعراض، وذلك من خلال: التواصل الاجتماعي، وأن يكون لك أنشطة مختلفة، ومِصر عامرة بجميع الأنشطة -أيها الفاضل الكريم- .

إذن خُلاصة الأمر: حالتك حالة نفسية لا علاقة لها بمسٍّ، ولا علاقة لها بشيطانٍ، ولا علاقة لها بمرض عضوي، وحتى تحد أو تنهي تفكيرك حول المس والشيطان احرص على صلاتك، وأذكارك وتلاوة القرآن، واعرف أنك في حفظ الله، وفي معيته دائمًا، وهذا يكفي تمامًا.

الدواء النفسي مهم جدًّا في حالتك -كما ذكرت لك- وأتمنى أن تذهب وتقابل الطبيب، وإن لم تتمكن هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم [مودابكس] دواء جيد، واسمه العلمي هو [سيرترالين] يفيدك -إن شاء الله تعالى- كثيرًا في مثل هذه المخاوف.

الجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا -أي حبة كاملة- تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبتين ليلاً -أي مائة مليجرام- وهذه تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية المفيدة جدًّا لعلاج المخاوف الوسواسية.

أسأل الله لك العافية، والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

www.islamweb.net