لا أنام إلا على السيروكويل.. فكيف أقطعه؟
2013-03-09 14:54:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا مريض بأعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، مررت بمراحل علاجية باءت بالفشل، واستقررت أخيرا على علاج سيروكويل 200 ملغرام قبل النوم يوميا مرة واحدة!
والحمد لله حالتي ممتازة بعد المرور بعدة أطباء، وأنا على أحسن حال، وصار لي بالضبط سنتان و6 أشهر آخذ هذا العلاج (سيروكويل) بنفس الجرعة.
لكن يا دكتور أريد أن أبين لك شيئا، وهو أن الطبيب منذ سنتين و 6 أشهر لم يعطني هذا العلاج عن عبث! وإنما يا دكتور مرت علي 3 أيام لم أنم أبدا، فبعدها كتب لي علاج سيروكويل، ونمت -ولله الحمد- وتحسن نومي،
وبعدها استمررت عليه سنتان و6 أشهر ( فقط للتوضيح ).
وكانت التجارب العلاجية التي باءت بالفشل مع علاجات مثل:
- Raspirdol الذي سبب لي أعراضا جدا سيئة وقطعته، ولم أشرب إلا حبة واحدة فقط.
-تيجريتول وقطعه لي الدكتور بعد أخذي للسيروكويل.
المهم يا دكتور أنا أريد قطع علاج سيروكويل لأن الأطباء أخبروني أنه من 2 - 3 سنوات يقطع السيروكويل، وها أنا الآن تجاوزت السنتين ونصف، وأريد قطع العلاج.
فهل إذا قطعت العلاج يا دكتور أستطيع أنام بدون حبة سيروكويل!؟ لأني مثلما تعرف خلال هذه السنتين و 6 أشهر لا أستطيع أن أنام إلا عليه، ونادرا ويصعب جدا النوم بدون هذا العلاج!
بالإضافة يا دكتور إلى أني يجب أن أقطعه؛ لأني أريد أن أسافر لبلد آخر لأدرس في الجامعة، ومع أخذ السيروكويل سيسبب لي مشاكل في النوم؛ لأني سوف أدخل بكلية الطب، وتحتاج لسهر، ودراسة، وعدم التقيد بموعد معين!
وبعد أن تجيبني، هل أستطيع أن أنام من دون سيروكويل؟ أريدك أن تعطيني خطة معينة لأقطع هذا الدواء، -بارك الله فيك- يا دكتور.
علما أنه صار لي سنة ونصف بالضبط لم أمر بأي حالة اكتئاب -ولله الحمد- وأموري جدا مستقرة، ولو تريدني أنتظر مدة أخرى فلا بأس، لكن حبذا أن تخبرني من الآن، ما هي خطة العلاجية لقطع السيروكويل؟
وشكرا بارك الله فيك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي: أنت ذكرت أنك تعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا كما تعرف يعتبر علة رئيسية، وبفضل من الله تعالى خلال السنوات الأخيرة حصل تقدم كبير جداً ومبهر في علاج هذه الحالة، وذلك من خلال الأدوية المكتشفة حديثاً والتي أثبتت فعاليتها وسلامها.
الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لابد أن أكون واضحا معك هو مرض مزمن وانتكاسي، هذه حقائق علمية حتى وإن كانت غير مسرة، لكنني أريدك أن تستدركها؛ لأن استدراكك لها وقناعتك بها هي الوسيلة العلاجية الناجعة التي سوف تجعلك تحافظ على علاجك، وتعيش حياة طبيعية جداً.
الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يتطلب جرعات دوائية متواصلة من أجل الوقاية، نعم يجب أن نعترف أن معظم الكتب تذكر أن المريض الذي يصاب بهذا المرض إذا كانت النوبة نوبة واحدة يتناول العلاج لمدة ثلاث سنوات، وبعد ذلك ينتظر إذا حصلت نوبة أخرى يتناول الدواء لمدة لا تقل عن خمس سنوات، وبعد النوبة الثالثة إذا حدثت يجب أن يتناول الدواء طول الحياة.
فيا أخي الكريم أنا لا أريدك أن تستعجل أبداً، أنت ذكرت أن محاولاتك العلاجية مع رزبريادون Risperidone وخلافه من الأدوية لم تكن جيدة، وأن الله تعالى أكرمك بهذا الدواء، أي السيروكويل، وأنت تتناوله بجرعة صغيرة، وهي مائتا مليجرام ليلاً، والجرعة صغيرة؛ لأن كثيرا من حالات الاكتئاب الوجداني ثنائي القطبية تتطلب (600) مليجرام في اليوم على الأقل.
أعراضك بدأت معك في شكل اضطراب في النوم، وهذه أحد العلامات الأولى التي تدل على احتمالية أن تحدث انتكاسة مرضية، الطبيب لم يعط السيروكويل من أجل تحسين النوم فقط، لكن من أجل أن يحدث استقرار كيميائي على مستوى الدماغ حتى لا تحدث لك انتكاسة مرضية كاملة، فحقيقة أنا لا أريدك أن تقطع السيركويل، فكلامي هذا أرجو أن لا يكون محبطاً لك، فيهمنا جداً مصلحتك، أنت في سن صغيرة وهذا المرض دوري ومزمن وانتكاسي، لكنه لا يعيق أبداً من اتبع التعليمات والعلاج الطبي؛ حسب التعليمات التي يوصي بها الطبيب النفسي.
الأمر الأخر: أنت تريد أن تذهب إلى بلد غريب وبعيد عن أهلك، مهما كانت ظروف هذا البلد الحياتية فيه جيدة وممتازة؛ إلا أن الابتعاد عن الأهل في حد ذاته قد يشكل نوعا من الضغط النفسي، فأنت هنا في حاجة أكثر للعلاج الوقائي.
وأنا أقول لك: يجب أن تكمل خمس سنوات على الأقل وأنت على هذا الدواء، وإذا لم تحدث انتكاسة خلال هذه المدة، هنا نقول لك يمكن أن تتوقف عن الدواء تدريجياً، وهذه ليست إشكالية أبداً.
هذا هو رأيي -أيها الفاضل الكريم- ولقد ذكرته لك من قبيل النصح، وكل ما ذكرته لك قائم على أدلة، وبراهين علمية، -قطعاً- لا بأس أبداً من أن تتواصل مع طبيبك، أي الطبيب الذي وصف لك السيركويل، واستئناسك برأيه أيضا سوف يكون أمراً جيداً بل أمراً مرغوباً من ناحيتي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.