الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالذي يظهر لي أنك تعانين من قلق نفسي، وهذا القلق أدى إلى التلعثم، وربما يكون لديك أيضًا خوف اجتماعي بسيط، أما بالنسبة لقصر النفس فهو قطعًا ناتج من القلق النفسي الذي يؤدي إلى كتمة في الصدر، وتسارع ضربات القلب، وكذلك الرجفة أيضًا هي من سمات القلق النفسي.
أتمنى أن تقومي بإجراء بعض الفحوصات الطبية، تأكدي من نسبة الدم، وكذلك وظائف الغدة الدرقية -هذا مهم- لأن في بعض حالات زيادة إفراز الغدة الدرقية أو ضعف الدم قد تظهر أعراض مشابهة، تتمثل في الرجفة والضيق، وكذلك تسارع ضربات القلب، هذا مجرد فحص تحوطي، فأرجو أن تقومي به.
إذا اتضح أن الحالة قلقية مائة بالمائة -وهذا الذي أتصوره- ففي مثل هذه الحالة أنت محتاجة لأن تتدربي تدريبًا دقيقًا على تمارين الاسترخاء، وهنالك ما يعرف بتمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد وقبض العضلات ثم إطلاقها أيضًا بصورة متدرجة، هذه التمارين إذا طُبقتْ صباحًا ومساءً وبانتظام لمدة شهر (مثلاً) سوف تجدين فيها فائدة كبيرة جدًّا.
موضوع قصر النفس وارتباطه بالتلعثم: هذه معروفة جدًّا، والإخوة المشايخ -جزاهم الله خيرًا- الذين يقومون بتدريس القرآن لهم مقدرة فائقة جدًّا في كيفية أن يربط الإنسان بين نفسه ومخارج الحروف ومداخلها، فأنا (حقيقة) في هذا السياق أنصحك بأن تذهبي لأحد مراكز تحفيظ القرآن الخاصة بالنساء، وسوف تجدين العون -إن شاء الله تعالى- من محفظة للقرآن، واذكري لها أننا قد نصحناك بذلك؛ لأن الربط ما بين التنفس والكلام وإخراج الحروف هو فن من الفنون الراقية جدًّا، الذي إذا أفلح الإنسان في القيام بهذا التنسيق ما بين النطق وإدخال النفس وإخراجه هذا يؤدي إلى طلاقة وفصاحة اللسان، وفي نفس الوقت يحس الإنسان أن هنالك سعة في صدره، فأرجو أن تقومي بهذا الأمر، وأنا أتوقع أنه سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك.
تمارين الاسترخاء مفيدة جدا في مثل حالتك، ولدينا في موقعنا إسلام ويب استشارة (وغيرها كثير) تحت رقم (
2136015) أرجو أن تطلعي بدقة على هذه التمارين والتعليمات والترتيبات الواردة بها، ومن خلال تطبيقها بصورة صحيحة سوف تستفيدين فائدة كبيرة جدًّا -بإذن الله تعالى-.
أنا أعتقد أنه لديك أصلاً قابلية للقلق، لذا تعانين من ألم الدورة الشهرية، وحدثت لك حرقة شديدة في الجهاز الهضمي حين تناولت الدواء، هذا كله دليل على وجود القلق النفسي، وأنا من هنا أقول لك: لا تقلقي، حاولي أن تفرغي ما بداخلك، وذلك من خلال التعبير عن الذات، لا تكتمي؛ لأن الكتمان يؤدي إلى ترسبات واحتقانات نفسية كثيرة، تؤدي إلى المزيد من القلق والتوتر.
اجعلي لحياتك معنىً أيضًا، وذلك بأن تكوني إيجابية في تفكيرك، أن تكوني فعالة على نطاق الأسرة، نصحناك بالذهاب إلى أماكن تحفيظ القرآن، صِلي رحمك، اطلعي، أكثري من اكتساب المعلومات المعرفية ... هذا كله يؤدي إلى تطوير مهاراتك وإشعارك بذاتك وكينونتك، مما يؤكد لك ذاتك، وهذا في حد ذاته يمثل دافعًا نفسيًا ممتازًا يزيل القلق والتوتر والاكتئاب.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنت جربت عشبة القديسين لكنها لم تفدك، وأنا أقول لك أن الأدوية سوف تفيدك بجانب ما ذكرناه لك، وليس من الصحيح أن تتخذي موقفًا سلبيًا نحو الأدوية، هنالك دواء بسيط جدًّا ليس له آثار جانبية، أرجو أن تجربيه، يعرف باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول) وجرعته صغيرة جدًّا، وهي نصف مليجرام في كل حبة، يمكن أن تتناولي حبة واحد مساءً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم حبة واحدة مساءً لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.